العرض الأول للفيلم الروائي الطويل أمينة

29-10-2018

العرض الأول للفيلم الروائي الطويل أمينة

برعاية وحضور محمد الأحمد وزير الثقافة، أطلقت المؤسسة العامة للسينما العرض الأول والخاص للفيلم الروائي الطويل "أمينة" للمخرج أيمن زيدان في سينما سيتي بدمشق. 


حضر الافتتاح السيد وزير التربية هزوان الوز و مراد شاهين مدير عام المؤسسة العامة للسينما، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، والفنانين والمثقفين وممثلي وسائل الإعلام.

ويتحدث الفيلم عن أمينة السيدة القوية ، تحمل في مقولة الفيلم ما تكنه آلة النورج من وجع . إسقاط لمعنى كلمة النورج على حياة سيدة ، رفضت أن تهزم ، فقاومت ضربات الدهر بقوة وتصميم، رغم الآلام والمخاطر التي تحيط بها وبحياة أسرتها، فمن الإبن المقعد، الذي خلفته إصابة حربية، نزفاً وجدانياً ومعيشياً في حياتها، لإبنة شابة، تكون عرضة لمطامع رجل متنفذ في قريتها، لأخيها الذي يهم دائما بنهبها ماليا، وكأن هذه السيدة القوية - رغما عنها - وبآلتها التي تستخدمها لتدوس القمح وتفصل حبه عن قشره، ما هي في الحياة إلا حبة قمح تحت نورج الحياة .

عبر السيد وزير الثقافة أن السينما السورية لم تكن وليدة اللحظة، ونحن نفخر بها وبالذات بافلام المؤسسة العامة للسينما لأنها الوحيدة المنتظمة في الانتاج، وراكمت خلال هذه الخمسين عاماً مجموعة من الأفلام التي شكلت تحية للمراة السورية وللمجتمع السوري والبيئة السورية.

وعن اهمية افلام مؤسسة السينما تحدث السيد الوزير: افلام المؤسسة بدات تتنوع، فمنذ زمان كانت الافلام تشبه بعضها، اليوم لدينا نضج اصبح يتركن على مجموعة من الافلام القيمة مثل فلم دمشق قلب الذي افتتحناه قبل فترة قليلة يختلف عن فلم امينة وتختلف عن الافلام التي ستقدم لاحقا.

فقد افتتحنا اليوم فلم امينة من إخراج الصديق الحبيب أيمن زيدان الذي أهدى السينما السورية فلم سيبقى في ذاكرتها طويلاً، ليس لانه يتحدث عن المرأة لانها جزء منه، لكنه يتحدث عن كل السنين التي مررنا بها في الأزمة ويتناول الشعب السوري الذي قدم تضحيات كبيرة وقدم شهداء وجرحى كل هذا يحوطه أيمن زيدان بحنان ووفاء.

وأمينه فيلم عن سورية ممكن قراءته لاكثر من صعيد وهو تتويج لمسيرة أيمن زيدان الطويلة بعد مابرز كممثل كبير في الدراما السورية والمسرح واليوم يخوض تجربة الإخراج السينمائي الذي دخلها من أوسع الأبواب.


كنت قلقا قبل مشاهدة الفيلم لان الاخراج يحتاج إلى تجارب لكن أيمن زيدان اثبت وكأنه يجول بهذه التجارب منذ سنوات طويلة مبروك للمؤسسة ومبروك لايمن زيدان ومبروك للثقافة السورية.

بدوره مخرج العمل الفنان السوري أيمن زيدان تحدث بإنه يسعى من خلال فيلمه الروائي الأول "لطرح قضية نضال المرأة السورية والمصاعب والمعاناة العميقة التي واجهتها في زمن الحرب".

ويريد من تجربته الأولى، ان يبرز المعدن الأصيل للإنسان السوري، وتحديدا المرأة السورية، من خلال رسم شخصية الأم العظيمة التي تتصدى للحرب السورية في حدود إمكانياتها وقدراتها.

تقول أمينة: "كل القصة هي إنو قدر يزرع زهرة الأمل جواته"، فبالأمل الذي مثلته أمينة، والذي حرصت دائماً على أن تبقيه يقظاً بداخلها، وتحميه بكل ما لديها من قوة وعاطفة، جعلنا أيمن زيدان نعيش المقولة الشهيرة: "يموت الأمل آخراً". هذا الأمل الذي يعيش فينا بقوة ويرفض الموت والإستسلام، رغم كل الحقائق الصعبة التي تحاول قتله كلمّا انبعثت فيه ومضةً مضيئة أو بارقة تجدد من قدرته على إحياء الحلم من جديد . فكانت أمينة هي الأم التي تزرع الأمل وتشحذ الهمم، وتشدّ العزائم ليبقى أبناؤها مرفوعي الرأس، ممتلئين بالكرامة التي ما ساومت عليها يوماً حتى في أصعب اللحظات وأحلك الليالي . فجسّدت بذلك عظمة كلّ أمٍ سورية بإبائها وشموخها وعزّة كرامتها التي جعلتها فوق كل القيم مهما قست عليها الظروف.

ما استكانت يوماً لظلم الحياة وقسوتها، وربّت أجيالاً ، لقنتهم أن عزّة الوطن من عزّتهم، وأنّ وطناً يسقيه أبناؤه بدمائهم لن يضنّ عليهم بأغلى ما يملك فكان هذا الوطن بحنانه وحبه لهم. الأم الأولى والأم الأكبر التي تعطي بلا مقابل ، وتغدق بلا حدود.
وهكذا هي سورية، الأم القوية الصامدة، العصية على النوائب، الشديدة على المتربصين بها شراً، الحنونة على أبنائها، و التي استقت عظمتها من عظمة التاريخ والحضارة.
فشكراً لكل المدافعين عن قيم النبل والعطاء والإباء ...شكراً لكلِّ أم ربت أبناءها على عدم المساومة على المبادئ والقيم.. وعلمتهم أن رِفعة الوطنٍ من عزةٍ أبنائِه وقوة عطائهم.
ثم قام الفنان أيمن زيدان مخرج الفيلم بتقديم المشاركين فيه من فنانين وفنيين وعمال.
وفي لقاء مع الفنانة القديرة نادين قالت فيه:


لا يحق لي أن أتحدث عن الفيلم نهائيا ولا عن الشخصية، فالجمهور هو الذي يحكم ويقيم وليس أنا، لكنني أحببت شخصية أمينة وأحببت النص إضافة للتعاون مع الأستاذ أيمن زيدان بأول تجربة سينمائية له، ولم أكن خائفة من التجربة، لأنه يملك الكثير من التجارب الفنية التي تمكنه من الإخراج.

وأنا أعتبرأن أي عمل فني يجب أن يروج له، فنحن كمسرح أو تلفزيون أو سينما بحاجة لثقافة الإعلان عن العمل ونعتبر فقيرين بها. والآن نحن نروج لأفلامنا عن طريق السوشال ميديا لأن البلدان الأخرى تروج لنفسها بهذه الطريقة لأن أي عمل فني لا يمكن أن يشتهر إلا بالإعلان عنه. فعملت على هذا المبدأ الذي أومن به، وإذا أعلنت مرة فالبلدان الأخرى مثل مصر ولبنان تعلن لنفسها أكثر من مئة مرة، فيجب أن نتعلم هذه الطريقة .

وجميعنا ككروب فني وإنتاجي والكاست الإخراجي إضافة للمثلين كانوا رائعين وكنا عائلة واحدة وهذا الأمر سينعكس على الفيلم، أبدا لم نضايق بعضنا، والأستاذ أيمن يحترم على جهده وتعامله الراقي مع الجميع، ولأنه فنان يعرف كيف يجب أن يكون الفنان مرتاحاً أمام الكاميرا، وحاول كثيرا أن يجعل كل الكادر مرتاحا لينجح المشروع الذي يعمل عليه.

الفيلم حقق دهشة وإعجاب من قبل الكثير في مهرجان الإسكندرية لكنه لم يحقق الجائزة فيه، ولكنه سيحقق في مهرجانات أخرى.

 

 

الثورة 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...