ما هي أخطر آلة في غرفة العمليات؟

15-11-2018

ما هي أخطر آلة في غرفة العمليات؟

إذا كنت مستلقيا على ظهرك ومربوطا من الصدر وقدماك أعلى من مستوى الرأس، ثم تنحدر الطاولة إلى أسفل بزاوية 45 درجة، يمكن حينها القول: إنك جاهز لإجراء العملية الجراحية.

وقد تبدو هذا الطريقة من العصور الوسطى، ولكنها الطريقة المعتمدة في أحدث التقنيات الجراحية، وهي الجراحة الآلية، فهذا الوضع غير العادي على طاولة العمليات والمعروف باسم " وضعية ترندلينبورغ" ضروري خاصة بالنسبة للمريض حيث يسهل على الذراع الروبوتية الوصول بشكل أفضل إلى الأعضاء داخل الجسم.

ولكن هذا "الوضع غير المستقر"، كما وصفته المجلة البريطانية للتخدير، يتطلب رعاية كبيرة لحماية المرضى.

فغالبا ما تتطلب العمليات الجراحية البقاء في هذه الوضعية، لمدة طويلة قد تصل إلى أربع ساعات، ما قد يؤدي إلى تطور المضاعفات بما في ذلك إصابات القرنية وتلف الأعصاب في أيادي وأقدام المرضى، فضلا عن تراكم السوائل الخطرة في المخ والرئتين وجلطات الدم، وفقا لتحذيرات أصدرتها دراسة أجريت في العام الماضي من قبل جامعة إمبريال كوليدج لندن ومستشفى رويال مارسدن.

وتبدو الجراحة الآلية عملية لا تشوبها شائبة مع التكنولوجيا الفائقة التي تزودها، حيث أنها مقاومة للصدأ ويمكنها القيام بإجراءات طبية معقدة بدقة فائقة، ولكن، في الواقع، يمكن أن يكون التعامل مع هذه التكنولوجيا معقدا ومضيعة للوقت، حيث أن السيطرة على هذه الآلات تتطلب مهارة وتدريبا هائلين.

وعلى الرغم من أن هذه الآلات تحمل اسم "روبوتات" إلا أنها تخضع إلى سيطرة جراح بشري يحتمل أن يخطئ ويمكن بذلك أن تسوء الأمور بشكل فظيع.

وهذا ما شوهد بشكل مأساوي في القضية المروعة التي شهدت انتشارا واسعا الأسبوع الماضي، بشأن التحقيق في عملية جراحية روبوتية على القلب أجريت في مستشفى فريمان في نيوكاسل في فبراير 2015.
فقد كشفت التحقيقات أن العملية الكارثية التي أجراها الجراح كاروناكاران سوكوماران ناير، والتي أدت إلى وفاة أب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر 69 عاما، يجب بالتأكيد أن تعيد النظر في مسألة استخدام الروبوتات الجراحية في الخدمات الصحية.

فقد كشفت الأدلة المقدمة من الطبيب الشرعي، عن الطريقة الخطيرة التي قد يستخدم فيها المسعفون هذه الأدوات المعقدة للغاية دون تدريب تقني شامل.


وقد توفي ستيفن، وهو مدرس موسيقى متقاعد، بسبب فشل العديد من أعضاء الجسم بعد الإجراء الفاشل لإصلاح صمام القلب التالف.

وكان ستيفن مرشحا جيدا في البداية لاستخدام هذه التقنية الآلية غير المختبرة من قبل، حيث كان أول من خضع لجراحة صمام القلب في المملكة المتحدة بمشاركة الروبوت "دا فنشي".

ولكن هذا الروبوت وقع في "مستنقع دموي" من الأخطاء، وكانت الظروف في مسرح العملية متوترة وفوضوية.

فقد بدأت أذرع الروبوت بالتباطؤ، وتم التخلي عنه عندما انطفأت الكاميرا التي كان يتابع من خلالها طريق الدم من القلب، وحاول الجراحون إنقاذ ستيفن عن طريق إجراء عملية القلب المفتوح التقليدية، ولكن الأوان كان قد فات، وتوفي الرجل بعد بضعة أيام.

واستخدمت الجراحة الروبوتية بشكل متزايد في جراحة سرطان البروستاتا منذ أوائل عام 2000، ولكن لم يتم إخبار ستيفن بأن التقنية لم تجرب على صمامات القلب التاجية من قبل في المملكة المتحدة، مما جعله عرضة لخطر الموت. ولم يخبره الجراح بعدم تدريبه بشكل صحيح.

ومما يثير الدهشة أنه لا توجد إجراءات قانونية بشأن كيفية تدريب الجراحين على تشغيل الآلات، وفي عام 2014، توصل مشروع "RoboLaw" التابع للمفوضية الأوروبية إلى أن الجراحين يجب أن يلبوا المتطلبات المهنية للتدريب على الجراحة الروبوتية. لكن لم يتم تحديد عدد الدورات التدريبية ومدتها التي يجب على الجراحين تلقيها.

 




المصدر: ديلي ميل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...