بين العراق وسوريا: «داعش» يستدعي أعداءه

15-11-2018

بين العراق وسوريا: «داعش» يستدعي أعداءه

لا تنحصر المعركة التي تدور شرق سوريا، في الأراضي السورية فقط. القوات العراقية مرة أخرى، تقف بوجه مقاتلي تنظيم «داعش» على الحدود «العراقية ـــ السورية»، وتحديداً عند امتداد نهر الفرات الذي يخترق الحدود بين البلدين. منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، يخوض مقاتلو التنظيم المحاصرين في جيب في ريف دير الزور الشرقي، معارك شرسة مع عناصر «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومين من «التحالف الدولي» والقوات الأميركية. مراراً سعى عناصر التنظيم إلى التسلل نحو الأراضي العراقية، بعدما سيطروا على مساحة حدودية. ولكن القوات العراقية، من الجيش و«الحشد الشعبي»، كانت جاهزة لصدهم ومنع تمدّدهم.

في هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، يوم أمس، إن المئات من أعضاء تنظيم «داعش» في دير الزور، «يحاولون دخول العراق عبر الحدود». وأشار عبد المهدي إلى أن «المتشددين يسعون لاستعادة السيطرة على الأراضي التي كانوا يحكمون قبضتهم عليها على الجانب العراقي»، أثناء سيطرة «داعش» التي امتدت من شرق سوريا إلى شمال العراق بين عامي 2014 و2017. وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد: «لكن القوات العراقية تنفذ واجباتها لإفشال جميع محاولات داعش لاختراق الحدود والعبور إلى داخل الأراضي العراقية». 

ومنذ أيام، تتداول وسائل إعلام عراقية محلية، عن مصدر أمني لم تسمه، أن الجيش العراقي توغل داخل سوريا، وسيطر على 25 مخفراً، بعد انسحاب «قوات سوريا الديموقراطية» من المنطقة، وذلك خشية سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي على تلك المواقع. اليوم، نفت وزارة الدفاع العراقية، صحة هذه الأنباء التي تتحدث عن توغل قوات من الجيش العراقي داخل الأراضي السورية وسيطرتها على 25 مخفراً. وقال مركز الإعلام الأمني (التابع للوزارة)، في بيان: «ننفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن قيام قوات خاصة وقوات من الجيش العراقي، بالسيطرة على 25 مخفراً تابعاً للجيش السوري سابقاً، ولقوات سوريا الديموقراطية لاحقاً، والممتد من منطقة هجين إلى مدينة دير الزور، على الحدود العراقية السورية». وأضافت وزارة الدفاع العراقية: «نؤكد أن قواتنا الأمنية تسيطر على الحدود مع جميع دول الجوار، وقادرة على صد أي حالة تسلل».

على الجهة السورية، ذكرت مصادر أهلية في دير الزور لمراسل وكالة «سانا» أنَّ طائرات تابعة لـ«التحالف الدولي»، الذي تقوده الولايات المتحدة، اعتدت بالقنابل العنقودية على الأحياء السكنية في بلدتي هجين والشعفة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما تسبب بمقتل عدد من المدنيين، وإصابة آخرين بجروح ووقوع أضرار كبيرة في منازل وممتلكات المدنيين. ولفتت المصادر إلى أن «التحالف» يتعمد قصف منازل المدنيين في البلدة، تحت ذريعة استهداف إرهابيي «داعش»، مشيرة إلى أن «عدوان التحالف المستمر تسبب بتشريد وتهجير مئات المدنيين الذين أصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير منازلهم».

وفي سياق متصل، أعلن «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، تقديراته في شأن عدد مسلَّحي تنظيم «داعش» الموجودين في منطقة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وقال نائب قائد قوة المهام المشتركة في «التحالف»، الجنرال كريستوفر غيكا، من بغداد: «وفق تقديراتنا، يتراوح عدد مسلحي داعش في هجين بين ألف وخمسمئة إلى ألفي شخص، مشيراً إلى أن المعركة ضد داعش في شرق الفرات صعبة نظراً إلى هذا العدد الكبير من مسلحيه هناك». وأضاف غيكا أن «مسلحي داعش عززوا مواقفهم الدفاعية في هجين من خلال إقامة تحصينات وحفر أنفاق تحت الأرض».

 

 


الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...