الأسد :العلاقة مع السعودية مرت بغيوم لكن تجاوزناها

20-03-2007

الأسد :العلاقة مع السعودية مرت بغيوم لكن تجاوزناها

قبل عشرة أيام من انعقاد القمة العربية في الرياض، التي من المتوقع أن تشهد مشاركة سورية فاعلة قال السيد الرئيس بشار الأسد لصحيفة «الجزيرة» السعودية أمس، إنه سينسق، خلال مشاركته في القمة العربية «التي ستواجه العديد من قضايا»، «مع القيادة السعودية في القضايا الكبرى؛ وهي العراق ولبنان وفلسطين وعملية السلام»، معرباً عن أمله في «أن تحقق القمة التضامن العربي الكامل، لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة».
وأشاد الأسد بدور الملك السعودي عبد الله في «خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، من خلال إطلاقه للعديد من المبادرات البناءة والإيجابية لحل مشاكل المنطقة»، موضحا أن «العلاقة، مثل أي علاقة عربية، مرّت أخيراً بغيوم، لكن تجاوزناها».
وشدد الرئيس الأسد على ان «العلاقة (بين الرياض ودمشق) الآن تمر بحالة جيدة، ومؤتمر القمة نتمنى أن يكون هو أيضاً محطة جديدة بالنسبة إلى علاقة سوريا بالسعودية، وبالنسبة إلى العلاقات العربية ــــ العربية عموماً»، مضيفاً أن «السعودية بلد قومي، وليست بلداً قطرياً محصوراً في قطريته، له دور قومي، ويجب أن يؤدي هذا الدور، وسوريا كذلك».
وكشف الرئيس السوري عن أن بلاده «مستعدة لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته الراهنة، ومساعدة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري»، مؤكداً أن «أي شخص سوري منغمس في هذا الموضوع هو خائن. وعندما يثبت أن هناك شخصاً منغمساً، فسيحاكم في سوريا قبل أن يصل الى أي محكمة خارج الاطار السوري، وهذا يشمل كل مسؤول سوري أو مسؤول بمستوى معين».
وشدد الرئيس الأسد على أنه «ليس لنا مصلحة في كل ما يحصل في لبنان»، في إشارة الى الازمة القائمة حالياً بين المعارضة والموالاة، مشيراً الى أنه «ليس لدى سوريا مشكلة مع المحكمة الدولية».
وأوضح الأسد أن «المشكلة هي في مضمون المحكمة، وهي مشكلة لبنانية بالدرجة الأولى»، معتبراً أن «هناك أطرافاً أساسية في المعادلة اللبنانية ترفض هذه المسودة، التي تُعدّ انتقاصاً من السيادة اللبنانية، لأنها تعد أداة خارجية للتدخل في الشؤون الداخلية وللانتقام السياسي من أطراف لا تسير في اتجاه معين. فالخلاف إذاً حصل على هذه المسودة».
وأشار الرئيس السوري الى وجود «طروحات عديدة الآن في لبنان، أو على الأقل طرحان؛ أحدهما اللجوء الى انتخابات مبكرة، وهو طرح دستوري لأن أي دولة تكون فيها ازمة سياسية تذهب الى انتخابات مبكرة، والطرح الثاني الذي يتداولونه الآن هو حكومة الوحدة الوطنية»، مشدداً على أن دمشق «تعتقد أن حكومة الوحدة الوطنية هي التي تعبر عن توافق القوى السياسية والشعب في هذا البلد حول نقاط محددة، فأنا أعتقد أن حكومة الوحدة الوطنية هي الحل المنطقي والدستوري القابل للتطبيق».
وحول التعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية، اشار الاسد الى «تلبية جميع طلباتها من دون استثناء، من أسماء، من أشخاص، من وثائق، حتى إننا قمنا ببعض التجارب التقنية المتعلقة بموضوع المتفجرات، وسلّمنا النتائج للجنة التحقيق كنوع من المساهمة السورية».
وعن التبادل الدبلوماسي بين بيروت ودمشق، قال الاسد إن موضوع التبادل الدبلوماسي «لم يكن مطروحاً في تاريخ وجود سوريا ولبنان منذ (اتفاقية) سايكس بيكو، ولكن طبعاً ربما طرح الآن لأهداف سياسية اخرى، وبالنسبة الينا لا مشكلة في ذلك»، مضيفاً أن الأحداث «تطورت، وحصل خلاف وانقسام بيننا وبين الحكومة اللبنانية الحالية، وحصل حقيقة سوء علاقات، وهذا شيء غير خاف على احد».
وتابع الرئيس السوري أن «فتح السفارة في حاجة الى ظروف ايجابية طبيعية بين الحكومتين على الاقل، وبين الشعبين طبعاً»، مشيراً الى أنه هو شخصياً بادر الى طرح مسألة اقامة العلاقات الدبلوماسية مع لبنان في شهر آذار 2005، لدى التوقيع على اتفاق انسحاب القوات السورية منه.
وفي الشأن العراقي، شدد الأسد على «ضرورة إلغاء الطائفية والميليشيات المسلحة، وبناء جيش وطني ودستور موحد، حتى لا يتم تقسيم العراق إلى طوائف، وحتى لا يصعب إطفاء الحريق الذي سيصل إلى جميع دول المنطقة».
ورأى الرئيس السوري أن «ما يحصل في العراق يضر كل الدول من دون استثناء، وأي خلل في لبنان يضرنا من دون استثناء، وأي خلل فلسطيني، لو استمر عندما بدأت الصدامات، كنا سندفع الثمن».
وحذّر الأسد من خطر الطائفية الذي أصبح «يهدد دول المنطقة، لا سيما سوريا، التي تواجه صراعاً طائفياً في دولتين جارتين لها؛ هما العراق ولبنان».
وعن مؤتمر دول الجوار العراقي الذي عقد في بغداد في 10 آذار الجاري ولقائه المنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، قال الأسد إنه «لا يمكن عزل سوريا، وكل الدول، بما فيها الولايات المتحدة، لا تستطيع أن تؤدي دوراً بمعزل عن علاقات جيدة وعلاقات حوار، لا أوامر، مع الدول الموجودة في المنطقة».
في هذه الاثناء، قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، بعد مباحثات أجراها مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر امس، إن «الأمن القومي العربي يبقى المظلة التي يحتاج إليها كل العرب لمواجهة مختلف التحديات»، معرباً عن أمله في أن تخرج قمة الرياض «بنتائج في مستوى التحديات سواء في خصوص العراق أو فلسطين أو منطقة دارفور في السودان».
وكشف الشرع عن لقاء سيجمع الرئيس الجزائري بالرئيس السوري على هامش قمة الرياض.
وكان الشرع قد قال لدى وصوله العاصمة الجزائرية مساء أول من أمس، إنه جاء الى هذا البلد «حاملاً رسالة إلى بوتفليقة من الرئيس الأسد تتعلق بالهموم المشتركة بين البلدين الشقيقين»، مضيفاً أن «هذه الهموم كثيرة، ويصعب أحياناً حصرها في موضوع واحد».


وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...