جامعة تشرين تتكتم على مصير مسابقتها .

18-01-2019

جامعة تشرين تتكتم على مصير مسابقتها .

سبعة أشهر مرت دون أن يصدر أي حس أو خبر عن رئاسة جامعة تشرين تفصح فيه عن مصير المتقدمين إلى المسابقة التي أعلنت عنها في تموز العام الماضي.


ومنذ ذلك التاريخ لم يرشح عن الجامعة أي خبر يثلج صدور ألاف المتقدمين الذين ينتظرون على أحر من الجمر الإعلان عن أسماء المقبولين وتحديد موعد الامتحان الكتابي.


أشهر مرت كما لو كانت سنين ثقيلة وطويلة على ٢٠ ألف متقدم للمسابقة عقدوا أمالهم على فرصة عمل، نذروا في سبيلها ساعات من الانتظار حتى يأتي الفرج وتحرر إدارة الجامعة أسماء المقبولين.


وما يزيد من ألم الانتظار هو خوف المتقدمين أن تسقط المسابقة في فخ الإلغاء الذي سقطت فيه المسابقة التي سلفتها، وتضيع على المتقدمين فرصة أن يصبح لديهم عمل.


ولمخاوف المتقدمين ما يبررها، خاصة أنه كل ما ذهب أحد للاستعلام عن أي خبر بشأن المسابقة يكون جواب الموظفين ضبابي ما يجعل الرؤية لدى السائلين غير واضحة فيما يتعلق بمصير المسابقة.


عدد من المتقدمين إلى المسابقة اشتكوا عبر تلفزيون الخبر، انقضاء وقت طويل دون أن تفصح الجامعة عن أسماء المقبولين للامتحان الكتابي، وقالوا:” قدمنا أوراقنا للمسابقة بتاريخ 8/7/2018 وحتى اليوم لم يعلنوا عن أسماء المقبولين، وكأن المسابقة اختفت تماما ” .


وأضاف المشتكون: “نخاف أن تلقى هذه المسابقة نفس مصير المسابقة الماضية التي ألغيت دون أسباب واضحة، سوى الأحاديث التي تم تناقلها عن تورط الإدارة السابقة للجامعة بقصص فساد ورشى”.


وأشار المشتكون إلى” ما عانوه خلال تقديم أوراقهم إلى الجامعة” اذ قالوا بتهكم: “من منا ينسى الطريقة غير اللائقة التي تعامل فيها الموظفون مع المتقدمين في أول أيام المسابقة”.


وأضافوا:” من منا ينسى إقفال الباب بوجهنا وتركنا ننتظر ساعات طويلة في الساحة تحت حر الشمس، وانتهاء بالسباب والشتائم، ناهيك عن إجبار الذين تقدموا إلى المسابقة الأولى بإعادة دفع الرسوم للمرة الثانية”.


وأردف المشتكون: ” كل ما راجعنا الشؤون الإدارية في الجامعة للاستفسار عن موعد إعلان أسماء المقبولين يقول لنا الموظفون” علمها عند الله”.


“ومنهم من يزيد على تلك العبارة بالقول باستهزاء” لقد التغت المسابقة” ومنهم من يقول ” انسوا” في تلميح إلى حالنا الذي غنت له أم كلثوم” لسا فاكر”، بحسب المشتكين.


وبحسب أحد المشتكين” إنه بعد الإعلان عن مسابقة جامعة تشرين تم الإعلان عن عدة مسابقات في مديريات أخرى كالزراعة والكهرباء وقد أجرى فيها المتقدمون الاختبارين الشفهي والكتابي كما صدرت أسماء الناجحين فيما لا نزال نحن ننتظر الإعلان عن أسماء المقبولين”.


واستطرد المشتكون المتقدمون إلى المسابقة بالحديث بحسرة: “عندما تغيرت إدارة الجامعة على خلفية الفضائح لما جرى في كواليس المسابقة الملغاة، تفاءلنا بالخير القادم مع الإدارة الجديدة إلا أنه تعرضنا للغبن ذاته و يا خوفنا من مصير المسابقة ذاته”.


وتابعوا: ” كفى استهزاء بــ ٢٠ ألف متقدم للمسابقة الثانية و “ضب” أوراقهم لا نعلم أين و دون أي متابعة، متسائلين: هل هذه خطة جديدة كي تلغى المسابقة تكتيكيا بفعل الوقت و جباية ما يكفي لخزينة الجامعة لسد ما ينفق هنا و هناك؟”.
وضم جميع المتقدمين المشتكين أصواتهم بصوت واحد ” يطالب وزارة التعليم العالي بالنظر في مصير المسابقة المغيبة في جامعة تشرين والإفصاح عن أسماء المقبولين وتحديد موعد الاختبارات الكتابية والشفهية”.


بدوره رد الدكتور وليد صيداوي نائب رئيس جامعة تشرين للشؤون الادارية والطلاب على شكاوى المتقدمين عبر تلفزيون الخبر، بالتأكيد أن “المسابقة ما تزال قائمة ولن تلغى على غرار المسابقة التي سلفتها”.


وقال صيداوي:” ما يمنع إدارة الجامعة من تحديد موعد الاختبارات الكتابية والشفهية للمقبولين في المسابقة هو ان الجامعة تشهد حاليا فترة امتحانات ولا يوجد مكان فارغ لإجراء الاختبارات بداخله”.


وأكد صيداوي “أنه بعد الانتهاء من الامتحانات سيتم متابعة الإجراءات الخاصة بالمسابقة”.


وكانت جامعة تشرين أعلنت في تموز العام الماضي عن مسابقة لتعيين عمال من الفئتين الأولى والثانية، وذلك بعد أن كانت ألغت مسابقة أعلنت عنها في 1/6/2017 لتعيين عمال من الفئة الثانية.


وكان إلغاء المسابقة الماضية شابه غمز ولمز على إدارة جامعة تشرين، وتصاعدت حدة الانتقادات الموجهة ضد الإدارة السابقة التي اتهمت بأنها نامت على المسابقة عاماً كاملاً لتستفيق متأخرة إلى صدور المرسوم التشريعي رقم “22” بتاريخ 29-5-2017 والقاضي بتشميل أشقاء الشهداء بالمسابقات والاختبارات التي تجريها الجهات العامة لذوي الشهداء.


ولعل استفاقة الجامعة لم تكن طبيعية وإنما جاءت بفعل الشكاوى التي تنقلت بين أسماع الرقابة والتفتيش ومجلس الشعب، لتحطّ رحالها أخيراً في جعبة وزير التعليم العالي الذي أعطى توجيهاته بإلغاء المسابقة الأولى والإعلان عن مسابقة أخرى تشمل أشقاء الشهيد بموجب مرسوم الرئيس.

 


صفاء إسماعيل 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...