الحكومة ثرث أخطاء أسلافها

22-01-2019

الحكومة ثرث أخطاء أسلافها

في مستهل جلسة مجلس الشعب اليوم طلب الرئيس حمودة الصباغ عقد اجتماع عاجل للحكومة (اليوم أو غدا) لمعالجة أزمة الغاز في البلاد.. وكان قد حضر د.علي غانم وزير النفط تحت القبة لمناقشة أزمة الغاز مع السادة النواب ، وسيحضر وزير الكهرباء والتجارة الداخلية غدا وبعد غد، استجابة لطلبنا الذي قدمناه لرئيس مجلس الشعب أول أمس كما وعدناكم في حينه.. وقد أجاب الوزير على أسئلة 38 نائبا بعد عرض مطول لخلفيات الأزمة قال فيه أن هناك لائحة بمقاطعة كل السفن التي تورد النفط إلى سوريا مع طواقمها والموانئ التي تستقبلها، ثم صدرت قائمة العقوبات الأوروبية ، وأنهم يبحثون عن إيجاد طرق بديلة لإدخال النواقل إلى المياه الإقليمية، بالإضافة إلى رفع طاقة إنتاج الغاز في حقولنا من 30 إلى 50 بالمئة، وقال أن الإستيراد البري موجود ولكن كلفته عالية.. وفيمايلي مداخلتي أمام المجلس:

سيدي الرئيس

منذ أن اكتشف أسلافنا القدماء النار وهي عامرة في مطابخهم، أيام السلم والحرب، دون أن يكونوا بحاجة إلى وزارة لتأمينها، واليوم أصبح لدينا وزارة للمحروقات ولكن دون نار في بيوتنا، فقد انطفأت نارنا وخربت ديارنا بفعل الحرب والفساد.

سيدي الرئيس 

نحن اليوم نعاني من أزمة مركبة ساهمت فيها الحكومة السابقة بعد انتهاء صلاحيتها، عندما أصدرت قرارها غير المدروس جيدا برفع أسعار المحروقات، وقد انتقده الزملاء تحت قبة المجلس على مدار يومين، وقدمت وقتها طلبا خطيا بالتصويت ضد القرار لعدم قانونيته أولا، ولأنه سيخلق مشاكل جديدة لنا ثانيا ، وقد رُفض طلبي بحجة أن الأمر ليس من اختصاص مجلس الشعب، وهكذا بعد تطبيق القرار وتحول الناس من التدفئة بالمازوت إلى التدفئة بالغاز تضاعف استهلاكهم له، الأمر الذي ساهم في فقدانه، فتحولوا إلى الكهرباء ليزداد الضغط على الشبكة وتزداد ساعات التقنين، حتى باتت ساعات انقطاعها كافية لنشر غسيلنا على خطوطها حتى يجف، فقط لأن شخصا ما في الحكومة السابقة قال إن رفع أسعار المحروقات سوف يملأ خزينة الدولة الفارغة !؟ وهذا يدل على غياب التخطيط الاستراتيجي الذي طالبنا به الحكومة لعلها تدرك أن استمرار رفع الضرائب القديمة واختراع ضرائب جديدة لا يتوافق مع شعار (الإعمار في البشرقبل الحجر)


لاشك أن الوزير علي غانم ورث تركة ثقيلة، غير أننا لا نجد من نلومه اليوم غير وزارة النفط، وإذا كان العذر الخارجي مقبولا فإن الأسباب الداخلية المسببة للأزمة حاضرة، من سوء التوزيع واحتكار التجار بتسهيل من شركة "سادكوب" التي كانت تعطي استثناءات للمتعهدين وتقطر للمواطنين محروقاتهم عبر بطاقتها البخيلة ..

من سيعوض مواطنينا عن وقتهم ومالهم وصحتهم وكرامتهم المهدورة أمام طوابير الغاز ؟ الناس في الخارج غاضبون وهم يقولون أشياء غير جيدة بحق الحكومة ومجلس الشعب، الذي كان يتفاخر بأنه والحكومة معا في خندق واحد، بينما الشعب  في مكان آخر يحارب أعداء الوطن، فإما أن نساعده على استعادة ناره ودفئه في هذا الشتاء القاسي،وإما أن تجدوا مانفتدي به سمعتنا من نيران سخريتهم العابرة للحدود..

 

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...