خمس طرق جديدة توفر الطعام لسكان العالم في عام 2050

20-06-2019

خمس طرق جديدة توفر الطعام لسكان العالم في عام 2050

تواجه الزراعة تحديا غير مسبوق على مستوى العالم لتوفير ما يكفي من غذاء يتناسب مع الزيادة السكانية الهائلة في المستقبل، الأمر الذي دفع إلى ضرورة طرح بدائل جديدة تهدف إلى التصدي للمشكلة.


وسيكون من الضروري، مع استمرار الزيادة السكانية على مستوى العالم والتي قد تصل بحسب تقديرات إلى نحو 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، إنتاج كميات هائلة من الغذاء لتوفير الطعام لهذا العدد الكبير من البشر.

 ويتضح قدر هذا التحدي إذا أدركنا أنه لم يبق أمامنا سوى 30 موسما للزراعة والحصاد قبل أن يصل تعداد سكان العالم إلى هذا العدد، وبناء عليه لابد من تغيير نمط الزراعة التقليدية بشكلها الحالي إن أردنا توفير الطعام على الكوكب.


سافرت خلال الستة أشهر الماضية في شتى أرجاء أوروبا وتحدثت مع رواد في مجال العلم والهندسة فضلا عن قادة فكر عالميين وتجار تجزئة أذكياء وبالطبع مع مزارعين على دراية بالمهنة ولديهم قدرة عالية على مواكبة التغيير.


أجريت لقاءات لصالح بي بي سي وسلسلة حلقات “فيوتشر” بعنوان “تتبع الغذاء” تهدف إلى تناول عدة قضايا تتعلق بتوفير الطعام والتوصل إلى حلول لمواجهة تحدياتنا في المستقبل، لاسيما وأن العالم يواجه حاليا تحولا ماسا ليس في الزراعة فحسب، بل في سلسلة الإمداد الغذائي بأكملها.


وفيما يلي خمسة حلول قد تساعدنا في توفير الطعام لعشرة مليارات نسمة :الاستعانة بـ “المزارع الآلي”


تمهل قليلا قبل أن تتعجل بالشكوى من أن الروبوت يسرق وظائفنا، إنصت إليّ.


يتحدث كثير من المزارعين عن حالة ملل أصابتهم من جراء قضاء ساعات طويلة في الحقول وقيادة الجرارات، وهي فترة كان بإمكانهم استغلالها في أداء أعمال أخرى حيوية تتعلق بعملهم الأساسي.


واستطاعت شركة “الروبوت الصغير” إنتاج ثلاثة من أجهزة الروبوت الصغيرة أطلقت عليها أسماء “توم” و “ديك” و”هاري”.


يلتقط الروبوت “توم” صورا مزودة ببيانات زراعية يمكن دراستها، بينما يؤدي الروبوت “ديك” أعمال رش المحاصيل بدقة على نحو يغني عن رش الحقول بطريقة المسطحات المعمول بها حاليا، ويحد من تسرب المبيدات الملوثة للبيئة ويرشد التكلفة، في حين يغرس الروبوت “هاري” النباتات مستعينا بذراع حفر آلية.


وتؤدي أجهزة الروبوت الثلاثة تلك المهام الرتيبة التي يشكو منها المزارعون، ويؤدونها بأعلى درجات الدقة وبأقل هدر.

الحفاظ على التربة


تستطيع أجهزة الروبوت الصغيرة المتنقلة أداء أعمال كثيرة بدلا من استخدام الجرارات الزراعية التقليدية ثقيلة الوزن والتي تضغط على التربة وتجعلها مصمتة بتفريغ الهواء من ثناياها ولا تترك مساحة كافية لتخلل الهواء والماء، الأمر الذي يؤثر على قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة وامتصاص النبات لها والعناصر الغذائية المطلوبة.

ويعد استخدام أجهزة روبوت صغيرة خفيفة الوزن بدلا من الجرارات حلا لكثير من المشكلات السابقة.

صحيح أن أجهزة الروبوت الصغيرة لا تستطيع جر معدات ثقيلة كالتي تحرث الأرض وتستصلحها، لكنها تسعى إلى تفادي تكرار نفس الأساليب الزراعية التقليدية.فرصة جديدة للنفايات


تخامرني الدهشة عندما أعلم كم هي كمية الأغذية الصالحة للأكل التي يُلقى بها في النفايات.


وبحسب تقديرات الأمم المتحدة : “يُلقى ثُلث الطعام المنتج في سلة قمامة المستهلك أو كنفاية لدى تاجر التجزئة أو يتلف من جراء سوء النقل وسوء وسائل الحصاد”.


وتعاني هولندا، وهي ثاني أكبر دولة مصدرة للمنتجات الزراعية (من حيث القيمة) بعد الولايات المتحدة، من مشكلة إهدار كبرى.
ويزداد حجم التالف كلما ازدادت حركة نقل الأغذية عبر هولندا، بيد أن الحكومة تعهدت بأن تصبح أول دولة أوروبية من حيث خفض كم الغذاء المهدر إلى النصف بحلول عام 2030.


وثمة أفكار ومبادرات كثيرة تهدف إلى تفادي المشكلة، غير أنني سأتحدث عن فكرة طموحة بشكل خاص تعتمد على استخدام تطبيقات مثل تطبيق يُعرف باسم “تو غود تو غو” )Too Good To Go)، وهو تطبيق يتيح لصاحب المتجر طرح أغذية صالحة للأكل للمستهلك بأسعار مخفضة بدلا من التخلص منها.إطالة عمر الفاكهة


إن كان الإنسان لا يستطيع حتى الآن التحكم في الزمن، فعلى الأقل يمكنه عمل ذلك في الفواكه وإطالة عمرها ولو لفترة.
أتناول الموز في بريطانيا وأحيانا يكون مستوردا من الإكوادور أو جمهورية الدومينيكان أو كوستاريكا أو من مناطق أبعد جغرافيا.


يُقطف الموز من على الأشجار وهو لايزال أخضر اللون ويقضي فترة تصل إلى نحو 40 يوما على متن السفن قبل أن يستقر على أرفف متاجر السوبرماركت، ليباع أصفر اللون للمستهلك قبل اسوداد لونه، وهو أمر يتطلب إدارة هائلة ورعاية فائقة.
ولو نضجت موزة واحدة قبل وصولها إلى يد المستهلك فإنها تطلق غاز الإيثيلين الذي يؤدي إلى نضج بقية الموز، الأمر الذي يؤدي إلى تلف 15 بالمئة من شحنة الموز بأكملها بسبب هذه الموزة التالفة، وهو بالطبع كم هائل يكون مصيره مكب القمامة.


ويعكف علماء في مؤسسة “نوريتش” البريطانية على تعديل الخريطة الوراثية للموز بهدف تقليل كميات غاز الإيثيلين الذي يطلقه، وتبعا لذلك تقليل حجم الخسارة أثناء عمليات الشحن والنقل، وإطالة عمر الموز على أرفف المتاجر.
وقد يمثل ذلك خيارا في بعض مناطق العالم، بيد أنه في أماكن أخرى كالاتحاد الأوروبي تخضع عملية التعديل الوراثي للمحاصيل الزراعية لقيود شديدة وتتطلب وقتا طويلا للموافقة عليها.

اختيار أفضل الخيارات


أدركت بعد قضاء وقت بين مزارعين ومنتجين وتجار ومستهلكين أن الوسائل التي نستعين بها حاليا في الزراعة ونقل وبيع الأغذية غير مستدامة.


ويعد السبيل الوحيد لتوفير الطعام لنحو 10 مليارات من البشر بحلول عام 2050 هو أن تصبح الزراعة والصناعات الغذائية أكثر استدامة، وهو ما يتطلب تعديل أنماط الزراعة والنقل والتصنيع والتخزين والبيع، وأن تتحرك الأعمال والحكومات للأخذ بذلك، ونحن أيضا كمستهلكين.


ويتعين على المستهلك أن يترفع عن شراء خضراوات “لا تبدو مناسبة” من حيث الشكل، مع تشجيع متاجر السوبر ماركت على إضافة معلومات بشأن المنتج الغذائي توضح لنا كمية الماء والكربون التي يحتوي عليها الغذاء، وتبعا لذلك يمكن للمستهلك شراء ثمرة استُخدمت في زراعتها كميات مياه أقل، أو استخدام تقنيات جديدة للحد من الإهدار، لاسيما وأننا نملك الكثير للحفاظ على طعامنا وتقدير ما يبذله منتجوه من جهد.


ولا يعد الوصول إلى عالم يتغذى على زراعة مستدامة بالأمر السهل، بيد أن جهود مزارعين وعلماء ومهندسين وتجار ورجال أعمال وحكومات تتضافر بغية ضمان توافر أمننا الغذائي في المستقبل.


وأنا أفكر على المستوى الشخصي في حجم الجهد الذي يمكنني أن أبذله للمشاركة في هذه الجهود.

 

 


بي بي سي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...