باكو تجهّز ملاجئها وسورية تدخل على خط أزمة البحارة بطلب من بلير

03-04-2007

باكو تجهّز ملاجئها وسورية تدخل على خط أزمة البحارة بطلب من بلير

أشارت طهران أمس إلى «تحول» في سياسة لندن، يمكن أن يساعد في تسوية أزمة البحارة البريطانيين الـ 15 المحتجزين لديها. تزامن ذلك مع عرض التلفزيون الإيراني لقطات جديدة للبحارة الذين، كما قال المذيع الايراني، انهم اعترفوا جميعاً بالتسلل إلى المياه الإقليمية الإيرانية، فيما صرحت مصادر في دمشق بأنها تتبع «ديبلوماسية هادئة» للمساعدة في إطلاق البحارة، بطلب من لندن.

ولم تستبعد مصادر في طهران إمكان تعرض إيران لضربة جوية أميركية. لكنها أكدت العمل لتجنبها من خلال تحرك ديبلوماسي مقبل. وأوضحت المصادر ان إيران، في حال فشل الحوار، يمكن أن تتعرض لـ «هجوم تأديبي يتوقع ألا يستغرق اكثر من 24 ساعة. ما يتيح للولايات المتحدة استيعاب رد فعل صاروخي إيراني ضد أهداف أميركية في المنطقة. على أن تبدأ بعد ذلك الآلية الديبلوماسية لخفض التوتر، وبدء مفاوضات مباشرة بين الجانبين». وقال وزير الأمن السابق عضو مجلس خبراء القيادة الشيخ علي فلاحيان ان إمكان تعرض إيران لهجوم صاروخي وارد، مؤكداً أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي.

في غضون ذلك، رجحت مصادر عسكرية روسية ان تكون أذربيجان منطلقاً للضربة المحتملة، فيما بدأت باكو تجهيز ملاجئ تحسباً لرد إيراني، خصوصاً بعدما أعلن نائب وزيرة الخارجية الأميركية ماتيو برايزا قبل أيام أن بلاده تأمل باستخدام المطارات الأذرية لأغراض عسكرية.

وردت وزارة الدفاع الأذرية بتجديد التزامها «تعهداتها تجاه التحالف الدولي ضد الإرهاب والتسهيلات الممنوحة في هذا المجال»، مؤكدة في الوقت ذاته أنها «لن تهيئ الظروف أمام دول أجنبية لاستخدام أراضيها ضد دول مجاورة».

وتراقب إيران بحذر التحركات العسكرية الأميركية المتزايدة على حدودها البرية والبحرية، خصوصاً المناورات الأميركية الأخيرة, وتدرس التدابير المناسبة لمواجهة أي ضربة محتملة.

وكانت وزارتا التجارة والزراعة الإيرانيتان أعلنتا قبل شهرين استكمال تخزين ما تحتاجه البلاد من مواد غذائية كاحتياط استراتيجي. وأشارت معلومات عسكرية إلى ان طهران استكملت بمساعدة روسية بناء أنظمة دفاعات صاروخية مضادة للطائرات، اكثر تطوراً من أنظمة صواريخ «تور ام 1» التي اشترتها طهران من موسكو أخيراً. (راجع ص 8)

وقررت طهران عدم بث أي أشرطة للبحارة المحتجزين لديها، بسبب «الإيجابية» التي بدأت لندن تبديها حيال الأزمة، في حين نفى ناطق باسم الخارجية البريطانية أي تبدل في موقف بلاده. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء توني بلير ان «أموراً كثيرة تجري في الكواليس» في قضية المحتجزين، مؤكداً ان بث صور البحارة البريطانيين الذين كانوا يتحدثون إلى الكاميرا ولم تسمع أصواتهم «لن يؤثر في موقف بريطانيا».

واجتمع السفير البريطاني في طهران جيفري آدامز أمس مع مسؤولين في الخارجية الإيرانية. وأكد أن لقاءات سابقة عقدت منذ بدء الأزمة.

في دمشق، كشفت مصادر مطلعة أن سورية تتبع «ديبلوماسية هادئة» للمساعدة في إطلاق البحارة البريطانيين. وأوضحت ان «التحرك» السوري بدأ عندما اتصل مستشار رئيس الوزراء البريطاني نايجل شاينولد الأسبوع الماضي بوزير الخارجية السوري وليد المعلم, طالباً من دمشق «المساعدة» لدى طهران لإطلاق البحارة. وفي هذا الإطار، أثار الرئيس بشار الأسد القضية مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في لقاء مغلق الأربعاء الماضي، على هامش القمة العربية في الرياض. علماً ان متقي أعلن بعد لقائه الأسد ان طهران مستعدة لإطلاق جندية بريطانية.

وقالت مصادر مطلعة ان لندن لا تريد ان تعتبر الجهود السورية «وساطة» بين الطرفين, بل «تحركاً للمساعدة» باعتبار ان بريطانيا طلبت من كل أعضاء المجتمع الدولي المساعدة ودعم موقفها. وأبلغ المعلم سفراء الاتحاد الأوروبي أمس «وساطة» دمشق، قبل ان يستدعي السفير الإيراني حسن اختري، بعد إقناع طهران بضرورة التحرك إيجاباً في المسألة.

وفي واشنطن (ا ف ب)، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك ان مواطنا اميركيا فقد اثره في جنوب ايران منذ اسابيع عدة. وقال ان هذا الاميركي الذي لم يكشف اسمه «كان يقوم بزيارة خاصة لايران»، موضحا ان اخباره انقطعت عن عائلته وعن رب عمله «منذ اسابيع عدة».

وذكر الناطق ان الولايات المتحدة ارسلت الى ايران عبر «القناة السويسرية» طلبا للتحقق عن مصير هذا الرجل.

ولا يقيم البلدان علاقات ديبلوماسية منذ 27 عاما وترعى سويسرا المصالح الاميركية في هذا البلد.

رائد جبر- حسين فحص

المصدر: الحياة  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...