ماذا بعد الهجوم على "ارامكو"

16-09-2019

ماذا بعد الهجوم على "ارامكو"

الرد على السؤال الوارد في العنوان يمكن الحصول عليه فقط من واشنطن، لأن قرار الادارة الاميركية سيحدد الخطوة اليمنية التالية فأما وقف للعدوان على اليمن وأما سنرى ضربات يمانية أشد.
الضربة يوم السبت في أقبيق والخريص لا تمس بالسعودية فقط بل تمس بمصالح واشنطن المقدسة المتمثلة بتدفق المال السعودي الى خزائنها.

لكن خيارات أميركا محدودة. فالرد على من وماذا لدى اليمنيين ما لم يدمره السعوديون بعد؟؟هل قرار بحجم ضرب أهم المصالح الاستراتيجية الأميركية في الخليج يتخذه الحوثيون وحدهم؟؟

الجواب ليس خفياً ويعرفه الأميركي والسعودي. اذ يملك قائد جماعة أنصار الله في اليمن تميزا وتمايزاً عن ايران. فمن اصطلح على تسميتهم ب"الحوثيين " ليسوا من أتباع "ولاية الفقيه" ولا يخضع قرارهم لضوابط التكليف الشرعي الذي يتعاطى معه حزب الله وبعض الحشد العراقي بكثير من التقديس. في اليمن يرون "وليهم" وزعيمهم الديني والسياسي الأعلى متمثلاً ب عبد الملك الحوثي وليس بالمرشد الاعلى في ايران. ولو أرادت أميركا أن توقف خطر التدمير عن امدادات النفط السعودي فعليها أن تتعامل مع استقلالية القرار اليمني بجدية فليس في طهران من أعطى اوامر قصف ١٥ هدفا حيويا في محطة معالجة النفط في أبقيق وحدها كما رصد الخبير الأميركي في جامعة هارفرد والرئيس السابق لقسم مكافحة الارهاب في المخابرات الاميركية برنارد هدسون. بل صاحب القرار هو عبد الملك الحوثي. وأما التوقيت فله علاقة بالقدرة التي طورها اليمنيون ووصولها هذا العام الى مرحلة متقدمة جداً في عالم التدمير الرخيص من الجو.

هل ما حصل سيلقى رداً؟؟

اليمنيون خسروا كل ما له قيمة مادية في بلادهم بسبب الحرب التدميرية التي يشنها السعوديون بالفعل والمال والاميركيون بالدعم والادارة والتخطيط. فأي رد لا قيمة له واما استهداف ايران او العراق فمسألة لن تحقق سوى فتح المزيد من الفرص لضرب عصب الاقتصاد العالمي (امدادات الطاقة) وتحقيق نبؤة الثمانيني الفلسطيني طلال أبو غزالة عن الانهيار الاقتصادي العالمي الحتمي في عام ٢٠٢٠.

هل سيتجرأ ترامب على ضرب إيران انتقاما من الضربة اليمنية كما يطالب المهووس بسفر الرؤويا الأبوكاليبسي وعضو الكونغرس الصهيوني "ليندسي غراهام"؟

من يسعى لحمايةمنشاَت النفط السعودية يوقف الحرب على اليمن ولا يشعل حربا مع ايران. ايران التي لن ينجح في اخماد قوتها النارية تقرير تافه من مؤسسة راند تبناه مجلس الأمن القومي، ولم يعتبره البنتاغون مقنعا. وهو تقرير شاركت في وضعه المهووسة اَريان طباطبائي وهي ايرانية من ابناء الفارين من ايران من جماعة مجاهدي خلق الذين قاتلوا مع صدام حسين نكاية بالحكم في طهران فخسروا جمهورهم في الداخل وربحوا دور المرتزقة عند الأميركيين.وطباطبائي هذه تصلح لدور مريضة نفسية أكثر مما تصلح ك خبيرة في اهم مؤسسة دراسات حربية في أميركا ومع ذلك تصدق "هبلها " أميركا وتتبنى مقولاتها عن ضعف العسكريتارية الايرانية الجوهري.

المفيد في المشهد الأميركي هو وعي العصب المؤسساتي الرصين للكارثة التي تسبب بها خروج دونالد ترامب من الاتفاق حول المشروع النووي لايران. وقد تسائلت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست يوم أمس عن" دليل مايك بومبيو الذي بنى عليه اتهامه لايران". ليختم الكاتب نظرية الدور الايراني بالقول " أن بومبيو لا يملك دليلاً".

العقلانية الأميركية ليست منحة سببها أدب وأخلاق المؤسسة الحاكمة في واشنطن وأنما سببها أن لا حل ممكنا بالطرق العسكرية مع إيران ولا غنى عن الاتفاق معها لأن ثمن المواجهات دمار معظم منصات انتاج ومعالجة وتصدير الطاقة في الخليج والهجوم على أبقيق وخريص السبت الماضي بروفة صغيرة وعينة مما قد يحصل في حرب شاملة.

أكثر الدراسات تفاؤلاً تتحدث عن صمود إيراني ل أربعة أشهر امام هجوم أميركي ساحق ستتمكن معه ايران قبل اخماد مقاومتها من تدمير كل اشكال انتاج النفط في الخليج ومن اغراق عدد مهول من جنود واشنطن في مياه الخليج وفي رمال صحاريه.

أي خيارات تبقى؟


وأيها أقل ثمنا على السعوديين والأميركيين سوى وقف الحرب على اليمن وفي السياق نزع فتيل الانفجار مع طهران بالتراجع عن سياسة العقوبات القصوى.

ماذا غير الهجوم في لعبة الأمم ؟

الهجوم يمني لكن سيستفيد منه محور المقاومة بكل أطرافه وكذا سيستثمره الصينيون والروس.ومن في تل أبيب وواشنطن سيفكر كثيرا قبل تهديد لبنان مجددا. فما فعلته طائرات قطعت ١٢٠٠ كلم لتضرب أهدافا "نقطوية" يبدو منطقيا أن اللبنانيون قادرون على شيء مماثل مع مسافة لا تزيد عن ربع المسافة تلك عند أبعد نقطة عن لبنان في فلسطين المحتلة.

 


خضر عواركة 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...