تحية وأجمل منها ملاحظة

كتب الزميل حسن م.يوسف في زاويته "عقل في الكف في جريدة "تشرين" تعليقاً على خبر نشرته "الجمل"  جاء فيه: أول أمس أرسل لي أحد الأصدقاء المقيمين في العاصمة الأسترالية سيدني مقالاً نشر في جريدة الجمل الإلكترونية، التي تحرر في دمشق من قبل عدد من الصحفيين الزملاء على رأسهم نبيل صالح. المقال بعنوان : «مسيحيو القصير في الجامع والمطران يلقي خطبة الجمعة» ‏ قدم المحرر لمقاله بما يلي: «حدث يعتبر الأول من نوعه في تاريخ منطقة القصير(15 كم عن مدينة حمص) وعموم سورية، شارك فيها المسلمون أبناء مدينتهم المسيحيين الصلاة في الكنيسة، وذلك ضمن الاحتفال الشعبي الكبير الذي أقيم لاستقبال المطران آزيدور بطيخة الذي كلف برعاية طائفة الروم الكاثوليك في المنطقة الوسطى «حمص وحماه ويبرود» خلفاًَ للمطران إبراهيم نعمة، وقد جرت العادة أن يقام احتفال شعبي لاستقبال المطران في أول زيارة له لكل مدينة وبلدة تابعة لإدارته الكنسية.» ‏
والحق أن المقال بوصفه المعبر والمؤثر للتلاحم المسيحي الإسلامي في مدينة القصير التي هي العروس الثالثة للعاصي بعد حمص وحماه، فتح شهيتي لتوجيه تحية ثلاثية مرفوقة بملاحظة. ‏
الشق الأول والأكبر من التحية أوجهه لعموم أهالي القصير وقياداتهم الروحية، لأنهم حوَّلوا، بوعيهم وإيمانهم ورقيهم، مناسبة استقبال مطرانهم الى «يوم من السماء». على حد قول كاهن رعية القصير الأب نبيل نادر. والشق الثاني من التحية يذهب لجريدة «الجمل بما حمل» الإلكترونية الفتية، التي تحاول أن تضيف لوناً مختلفاً الى صحافتنا الإلكترونية، والشق الثالث للصديق الذي أرسل لي المقال من سيدني! ‏ أما الملاحظة فقد كنت أتمنى لو أن الزميل كاتب المقال لم يعتبر هذا الحدث «الأول من نوعه على مستوى عموم سورية». فقد سبق في أواسط الثلاثينات عندما منعت سلطات الاحتلال الفرنسي المواطنين السوريين من دخول الكنيسة في مدينة اسكندرونة أن قام المسلمون بفتح جوامعهم لهم للصلاة فيها! ‏ كما يمكننا أن نشهد هذا النوع النبيل من التداخل الروحي الحي في الجامع الأموي الكبير بدمشق ، الذي يحتضن في مركزه ضريح القديس يوحنا المعمدان ، الذي يمكن لأخوتنا المسيحيين أن يزوروه ويتلوا صلواتهم ، حتى أثناء صلاة المسلمين!
وبدورها "الجمل"  ترد التحية للزميل حسن م.يوسف بأحسن منها ، وتشكره على الملاحظة القيمة والمفيدة ، والتي تذكر حيث تنفع الذكرى المؤمنين، بأن الانفتاح أحدى السمات الأصيلة لشعبنا الطيب.
‏