تواصل المعارك حول تلّ تمر: ضغوط تركية لتحسين الاتفاق؟

19-11-2019

تواصل المعارك حول تلّ تمر: ضغوط تركية لتحسين الاتفاق؟

لم تتوقف المعارك الدائرة منذ أيام حول بلدة تل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي. ولا يبدو أن اللقاءات التي تجري بين الجانبين التركي والروسي لبحث اتفاق كامل في شأن البلدة والطريق الدولي «M4» الذي يربط الحسكة بحلب، قد توصّلت إلى اتفاق جدي حتى الآن، إذ استمرت المعارك يوم أمس حول البلدة، وإن بوتيرة أخفّ، فيما لم تحدث انسحابات ولا انتشار جديد للجيش السوري أو الشرطة العسكرية الروسية كما كان متوقعاً بموجب الاتفاق الذي يدور الحديث حوله. وحسبما هو متوافر من معلومات حول المفاوضات الجارية، فإن «قسد» وافقت على الانسحاب من تل تمر، ولكن بشرط إبقاء قوات من «الأسايش» فيها، وهو ما ترفضه أنقرة، مشترطة انتشار الشرطة العسكرية الروسية حصراً. وعليه، يبدو أن ما يجري ميدانياً يندرج في إطار محاولة أنقرة ممارسة حدّ أقصى من الضغوطات الميدانية بهدف فرض شروطها في الاتفاق. 

وفي ظلّ استمرار المعارك حول البلدة، وزّع المسلحون التابعون لتركيا مقاطع فيديو تظهرهم على مقربة من الطريق الدولي الذي يربط تل تمر بمدينة القامشلي شرقاً، قائلين إنهم متجهون نحو فرض سيطرتهم عليه. ولكن في المقابل، أكدت مصادر ميدانية أن «لا سيطرة للمسلحين على الطريق المذكور، ولا حتى بالنار»، وأنه «لا يزال سالكاً»، فيما انتشرت معلومات، أمس، عن أن «قسد» استقدمت عمّالاً إلى بلدة تل تمر لحفر خنادق ورفع سواتر استعداداً للدفاع عن البلدة من هجوم محتمل، تسعى موسكو إلى الحؤول دونه، عبر الإصرار على ترتيب الاتفاق وتنفيذه.

وتستمر أنقرة في التهديد بعملية عسكرية جديدة في حال لم يتمّ تنفيذ الاتفاقات التي عقدتها مع كلّ من الولايات المتحدة وروسيا حول انسحاب «قسد» والدوريات المشتركة والمنطقة الآمنة، وغير ذلك. وفي هذا السياق، نقلت قناة «خبر ترك» أمس، عن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قوله إن «أنقرة ستبدأ عملية عسكرية في شمال شرق سوريا إذا لم يتمّ إخلاء المنطقة من الإرهابيين». كما نقلت عنه أن «الولايات المتحدة وروسيا لم تنفّذا ما نصّت عليه الاتفاقات التي أوقفت العملية التركية» ضدّ القوات الكردية في شمال شرق سوريا الشهر الماضي. مع ذلك، لا تعني تهديدات أنقرة وقف التعاون الميداني مع موسكو التي سيّرت مع الأولى بالأمس الدورية المشتركة الثامنة في محيط مدينة عين العرب الحدودية في شرق الفرات، حيث قام محتجّون بإضرام النيران في آلية عسكرية تركية خلال الدورية، فيما أطلقت القوات التركية قنابل مسيّلة للدموع على تجمعات الأهالي الرافضين لمرورها في قرية عين البط.

في سياق غير بعيد، ذكر تقرير أعدّته مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية، أمس، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «غير جادّ عندما يتحدث عن نيته سحب جنود بلاده من سوريا والشرق الأوسط». ولفت التقرير إلى أن عدد الجنود الأميركيين في سوريا حالياً «يفوق ما كان عليه في كانون الأول 2018، حين أعلن ترامب أن الجنود الأميركيين يحزمون أمتعتهم استعداداً للعودة إلى الديار بعد أربع سنوات من العمليات القتالية ضد تنظيم داعش». وذكّر التقرير بأن ترامب أعلن مرات عدة سحب قواته من سوريا، قبل أن يُقرّ أخيراً بأن تلك القوات «ستبقى لحماية حقول النفط». ورأت المجلة أن ترامب معرّضٌ لأن يصبح جزءاً من «مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية التي يكرهها جداً»، فبغضه لهذه «المؤسسة» ووضعها الراهن لا يتجاوز في الحقيقة «إحداث الضجيج». وأشارت إلى أن إعلانات ترامب المتكررة عن انسحاب الجنود الأميركيين «لا تكون في الواقع سوى إعادة تموضع لهم»، معتبرة أن شعار «إنهاء الحروب التي لا تنتهي» الذي يرفعه ترامب، ما هو في الحقيقة إلا «دعاية انتخابية خالية من المعنى».

 


الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...