40 % نسبة الكادر المتسرّب في مشفى المواساة وتراجع في العمـل والعلاج !

23-12-2019

40 % نسبة الكادر المتسرّب في مشفى المواساة وتراجع في العمـل والعلاج !

يعد مشفى المواساة في دمشق من أهم المشافي الحكومية، لكونه مشفى طبياً من جهة، وتعليمياً من جهة أخرى، ولكونه مشفى تحويلياً من خلال العمليات المعقدة والصعبة، حيث تنقل إليه ليتم التعامل معها ومن ثم تعود إلى مشفاها الأصلي 


الدكتور عصام الأمين المدير العام للمشفى الذي بدأ حديثه قائلاً: تعرض مشفى المواساة أثناء الحرب الظالمة على سورية، للعديد من القضايا التي أعاقت مسيرته، حيث هاجر معظم الأطباء أصحاب الكفاءات والخبرة بنسبة 40% وهذا الأمر سبّب مشكلة حقيقية وتراجعاً في آلية العمل والعلاج.

وقال الأمين: بدأنا الحل بشكل تدريجي عن طريق التعاقد مع الأطباء الشباب المتميزين وطلاب الدراسات العليا، حتى أصبح لدينا نوع من التوازن وقمنا بتدريب هؤلاء الطلاب.

وهناك أمر هام يميز مشفى المواساة عن غيره، فهو يعد المشفى الأم لكافة المشافي بالقطر ويعد المشفى التعليمي والبحثي والأكاديمي الأول، حيث جميعنا درس وتأهل به ونهل من خبراته وإمكاناته.

وأضاف المدير العام: منذ ثلاث سنوات تقريباً، قمنا بتحويل المشفى إلى وحدات تخصصية تؤهل وتدرب على الاختصاص.

وأشار الأمين إلى المشفى عدد أسرته 860 سريراً ويحتوي على 30 شعبة تخصصية تشمل كل مفاصل العمل الطبي وهو المنظومة الإسعافية الوحيدة التابعة لوزارة التعليم العالي حيث يستقبل حوالي 120 ألف مواطن سنوياً وتتم معالجتهم مجاناً بالكامل. 

كما أن العيادات الخارجية تستقبل حوالي 150 ألف مواطن سنوياً وتجرى في المشفى أكثر من 25 ألف عملية جراحية سنوياً، ورغم ظروف الحرب استطاع المشفى أن يحقق ليس فقط معادلة استمرارية تأدية الخدمة في ظل الحرب كما كانت قبل الحرب بل الانطلاق إلى مزيد من المشاريع الحيوية التطورية لتحقيق أفضل خدمة صحية للمواطن فقد تم مؤخراً افتتاح المشاريع التطورية: ترميم الإسعاف المركزي بمعايير أوروبية عالمية شملت قسم إسعاف الجراحة وقسم إسعاف الباطنة وأربع غرف عمليات تعمل 24 ساعة.

وتأسيس عناية جراحية لمرضى الحروق وهي العناية التخصصية الوحيدة لمرضى الحروق الموجودة في مشافي التعليم العالي، ويشرف عليها كادر تخصصي على مستوى عال من أطباء التجميل والجراحة الترميمية والتخدير والعناية المركزة وتحتوي على 5 منافس.

إضافة إلى تجديد العناية المركزة بكافة مفاصلها الإسعافية والصدرية والجراحة العصبية والقلبية والعامة وافتتاح قسم العناية الفائقة للأمراض الإنتانية وهي عناية تخصصية مختصة بالحالات الإنتانية الشديدة، كما تم ترميم قسم النفسية بمعايير ومواصفات عالمية، حيث أصبح يستقبل كافة الحالات للأمراض النفسية الحادة والمزمنة وعلاج الإدمان.

وترميم قسم الإنتانية لاستقبال كافة الحالات الإنتانية وغرف العزل لمنع انتشار الأمراض الخطيرة وتم بناؤه بالتعاون مع المنظمات الصحية الدولية ووفق المعايير العالمية المتعارف عليها.

لافتاً إلى الانتهاء من جزء كبير من أعمال إكساء المجمع الإسعافي وهو أكبر مجمع إسعافي على مستوى سورية ودول الجوار يشمل /168/ سريراً و/24/ سرير عناية مركزة و/7/ غرف عمليات و/11/ طابقاً مع مهبط طائرة ومدرج لإلقاء المحاضرات، وتبلغ تكلفة الإكساء بحدود ستة مليارات ليرة بحيث يحدث نقلة نوعية هائلة في مستوى تقديم الخدمة الإسعافية بالقطر حيث إنه قادر على استقبال 1500 مريض يومياً وعلى التعامل مع 40 مريضاً إسعافياً في وقت واحد.

وأشار الأمين إلى افتتاح محطة إنتاج الأوكسجين داخل المشفى ما وفر أكثر من 150 مليون ليرة على المشفى سنوياً ويغطي احتياج المشفى وأي نقص في المشافي التعليمية الأخرى بالإضافة إلى أن وجود المحطة يمنع انقطاع هذه المادة الحيوية التي يؤدي نقصها إلى توقف العمل في المشفى والبدء ببرنامج الدور الالكتروني في العيادات الخارجية لتخفيف الازدحام وتنظيم الدور بشكل سلس وحضاري وهي المرة الأولى المعمول بها بهذا البرنامج في المشافي السورية الخاصة والعامة وترميم وتجديد قسم التنظير الهضمي بمعايير أوروبية.

وتم تأسيس عدة وحدات تخصصية داخل المشفى وأههما:وحدة زرع القوقعة عند المصابين بنقص سمع حسي عصبي عميق وآخر عملية كانت النتائج ممتازة وهي عملية مكلفة جداً حيث يبلغ تكاليفها بالقطاع الخاص ما يزيد على عشرة ملايين ليرة.

وحدة جراحة العمود الفقري التي أجرت عدداً من العمليات الجراحية النادرة تكللت بالنجاح منها حالة مريض شاب مشلول ويمارس الرياضة حالياً.

إضافة إلى وحدة علاج أمراض الشبكية وتم شراء جهاز جديد خاص لتشخيص أمراض الشبكية ويعدّ الأحدث عالمياً (oct).

وحدة زرع الكلية حيث أجريت السنة الماضية 90 عملية زرع للكلى وبنسبة نجاح عالية جداً ووحدة زرع الكلية في مستشفى المواساة الجامعي هي المركز الوحيد في القطر ولديه مركز معزول عن بقية الأقسام.

ويجدر التنويه بأن العمل الجراحي لزرع الكلية يجرى مجاناً بالكامل إضافة إلى ذلك يحتاج المريض إلى أدوية مثبطة للمناعة تكلف حوالي مليوني ليرة يتم تأمينها مجاناً من المشفى لكل المرضى.

كما تم التأسيس لوحدة زرع الأعضاء (زرع كبد- زرع رئة-.. الخ) والبدء بتأمين كل المستلزمات اللوجستية الضرورية ووحدة جراحة الثدي هدفها مقاربة حالات سرطان الثدي ووضع البروتوكول العلاجي المناسب وحدة جراحة الحجاج لمقاربة أورام العين والجيوب الممتدة إلى داخل العين ويجري العمل لتحويل المشفى إلى مجموعة من الوحدات التخصصية كما هو معمول به في المشافي الأكاديمية والتخصصية في أمريكا وأوروبا.


وتوقع أمين افتتاح وبدء العمل بالمشاريع المنجزة كترميم وتجديد عمليات اليوم الواحد وعمليات الأذنية الخارجية مع ربط غرف العمليات مع المدرجات ليتم النقل التلفزيوني المباشر من غرفة العمليات إلى المدرجات وذلك خدمة للعمل الأكاديمي الذي يعد الوظيفة الأهم لمشفى المواساة الجامعي، وترميم وتجديد قسم التنظير الهضمي بمعايير أوروبية إضافة إلى إعادة التصوير الطبقي المحوري للعمل بعد الانتهاء من صيانة الجهاز القديم والانتهاء من ترميم الطابق الخامس بسعة 100 سرير، مع العنايات الإسعافية وسوف يتم تدشينه قريباً والبدء فوراً بترميم الطابق الرابع بسعة 100 سرير، إضافة إلى تشغيل جهاز مرنان جديد حديث جداً بمعدل أكثر من 60 حالة يومياً مجاناً لمرضى المشفى وبسعر رمزي للمرضى الخارجيين.


وتخفيفاً لازدحام المرافقين لحالات الإسعاف فقد تم إنشاء غرفة استقبال لمرافقي مرضى الإسعاف المركزي إضافة إلى ترميم الحضانة التي تعنى بأطفال العاملين في المشفى والبدء بتطبيق الدور الإلكتروني في العيادات الداخلية.

وعن المشاريع التطويرية قيد الإنجاز قال المدير العام هي:

العمل على زيادة عدد أسرة العناية المركزة ليصل إلى العدد المتعارف عليه عالمياً وهو منفسة لكل عشرة أسرة, و أتمتة أرشيف المشفى بالكامل, وزيادة سعة البكس وهو نقل الصور الشعاعية وحتى الفحوصات المخبرية إلى أماكن وجود الطبيب وغرف الفحص والعمليات وبدون الحاجة إلى الورقيات وأفلام الأشعة, ودراسة إقامة مركز لزرع النقي وهو العلاج الشافي الوحيد لبعض أورام وابيضاضات الدم واللمفومات التي تكلف المواطن ملايين الليرات خارج القط, و إقامة مركز لزرع الخلايا الجذعية وهي من المعالجات الحديثة الجديدة خاصة في مجال المفاصل والغدد والأمراض التنكسية العصبية.

وفي سؤال عن أهم الصعوبات التي تقابلهم في العمل أجاب الدكتور عصام قائلاً: هجرة الكفاءات والكوادر التي أثرت في مستوى المشفى الذي كان متبعاً مثلاً, في مشفى الأذنية كان يوجد 14 أستاذاً مختصاً وحالياً (4 أساتذة فقط) ونقوم بعمل المغادرين وهذا يتطلب جهوداً مضاعفة جداً لتغطية النقص الحاصل.

كذلك هناك تحدٍّ من نوع آخر، فالمشفى بُني عام 1956 وهو اليوم بحاجة لإعادة ترميم وصيانة عامة وتأهيل.

ومستقبلاً المشفى بحاجة إلى تأهيل كامل، إنما زيادة عدد المرضى وقلة المساحة وضعف الإمكانات تضعنا في موقف صعب أمام هذه العملية الترميمية، ومع كل ذلك وجدنا بدائل للعمل ونقوم عليها والأمور تسير بشكل جيد.

وتابع المدير العام: موضوع الحصار سبب لنا إشكالاً جديداً، من خلال انقطاعنا من الدواء ومن قطع غيار الآلات والأجهزة، فقمنا بإيجاد حلول وبخبرات وطنية، عن طريق الاستفادة من الأجهزة التالفة وتوزيع قطعها للأجهزة الأخرى، واستعنا بالتجار الوطنيين الذين التفوا على هذا الحصار فجاؤوا لنا بالقطع بطرق مختلفة لتصل إلينا في الوقت المناسب.
وأضاف: لدينا عبء في موضوع المنامة للمرضى من خلال الكثافة اليومية، لذلك كنا نضطر أن نضع بالغرفة (6 أسرة) وانعكس ذلك سلباً على الفندقة بالمشفى وعلى نفسية المرضى لكن ليس هناك حل آخر.

وتابع: لدينا عناية قلبية وقثطرة وقسم يستقبل الحالات الطارئة الاحتشائية، لكن لا يوجد لدينا جراحة، إنما بمشفى جراحة القلب الذي هو على حائط المواساة، والذي تكامل معنا بالخدمة، حيث نقدم لهم المريض المستريح مع الطعام والشراب والأوكسجين، وهم يقومون بعملهم الجراحي على أكمل وجه، ولدينا جهاز قثطرة معطل وسيتم إصلاحه قريباً.

وفي ختام حديثه قال مدير عام مشفى المواساة: للأسف لا يوجد تكاملية أو تشاركية بين المشافي السورية بشكل عام، فالمشفى التابع لوزارة التعليم العالي ليس له «موانة» على مشفى تابع لوزارة الصحة، وهذا الأمر يسبب الكثير من العراقيل بدلاً من التعاون لإنجاح العملية الصحية التي هي أولاً وأخيراً لصالح مواطننا العزيز.

وأتمنى أن نحافظ على الطابع المجاني للمشفى وأن نعمق مفهوم التخصص الدقيق من خلال بناء العديد من الوحدات التخصصية، كذلك أنا ضد أي زيادة مالية على أي مريض يحتاج لعمليات تحتاج إلى شراء قطعها من الخارج، فالمشفى مخصص فقط للفقراء والمحتاجين، كذلك أتمنى العمل بالكم والنوع، فنحن اليوم نبحث عن العمليات المعقدة في سورية مثل زراعة الأعضاء، وهذا يتطلب جهداً ودراسة خدمية ودينية أيضاً، فالموت الدماغي مثلاً،يعتمد على نقل الأعضاء الميتة دماغياً وهذا أمر عظيم، لكن للأسف لدينا مفهوم برفض هذا الأمر، ونحن سنحاول تغيير هذا المفهوم لما فيه خدمة عظيمة للعلم والناس.

 


تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...