قصص طريفة وغريبة في الرئاسات الفرنسية

11-01-2020

قصص طريفة وغريبة في الرئاسات الفرنسية

من يعود الى تاريخ الحكم في فرنسا، سيجد عشرات القصص الغريبة والطريفة في طريقة حكم الملوك والأمرار والرؤساء على مدى تاريخها، ونحاول هنا اختصار أبرزها :

* لم تعرف الجمهورية الفرنسية الأولى 1792  رئيساً، بينما اختير الأمير لوي نابوليون عام 1848 رئيساً وعرفت البلاد في عهده، الذي انتهى بانقلاب، أول هاتف، وانتظرت فرنسا أكثر من 22 عاماً بعد ذلك لتنتخب أول رئيس لها كان ادولف تيير وكان قصير القامة على نحو لافت  تقريبا ( ١،٥٦سنتم) وكان يخاف القطارات بسبب سرعتها الكبيرة رغم ان السرعة كانت آنذاك لا تتخطى 35 كلمترا في الساعة، وهكذا قرر التحصن في قصر فرساي، وتميز بعقد مجالس الوزراء عند الخامسة صباحاً لأنه كان يستيقظ باكراً جداً، وكانت صناعة العلكة اول الاكتشافات في عهده

* أما كيف جرى التوصل الى جعل الرئاسة 7 سنوات، (وهي التي عاد  الرئيس جاك شيراك وقلصها في عهده الى 5 سنوات)، فقد كلّف  الرئيس باتريس موريس ماك ماهون  بايجاد ملك للبلاد، فسعى لإقناع احد النبلاء بذلك، إلا أن الكونت دو شامبور رفض، لإصراره على أن يكون العلم الفرنسي أبيض اللون وعليه الزنبق (بدلا من الالوان التي لا تزال قائمة حتى اليوم وهي الازرق والابيض والاحمر)، فاستاء ماك ماهون من الأمر وقرر جعل الرئاسة 7 سنوات لكي تناسب ابن الكونت المذكور، وآنذاك تم نقل الرئاسة إلى قصر الإليزيه بعد أن اشتعل قصر التويلوري، كما اختير المارسييز نشيداً للدولة التي بات شعارها (حرية ومساواة واخاء) كما أقر 14 تموز يوماً للعيد الوطني

* عرفت فرنسا في خلال تاريخها الحديث الكثير من الانقلابات وعمليات الاغتيال أو محاولات اغتيال الرؤساء قبل أن يستقر أمرها في ما بعد، تماماً كما عرفت الفضائح الرئاسية والقصص الطريفة، فمثلا الرئيس جول غريفي الذي كان أول رئيس يكمل ولاية من سبع سنوات اضطر للاستقالة بعد أن أكتشف الفرنسيون أن صهره يبيع أوسمة الشرف، بينما تم اغتيال خلفه سادي كارنو بسكين رجل كان قد خبأه في باقة ورد، قتل قبيل إنهائه ولايته التي شهدت اختراعات عديدة كمثل قلم الحبر أو صناعة السيارات أو إقامة إول خط هاتفي بين باريس ولندن، كما رعت اول رحلة جوية وبداية السينما.

والطريف أن خوفاً كبيراً سيطر على ساسة فرنسا آنذاك فأحجم معظمهم عن الترشح للرئاسة خشية الاغتيال، والأطرف هو أن مجلس النواب قرر إلزام جان كاسيمير بيرييه على تولي الرئاسة، وحين رفض الأخير للاسباب نفسها فأن أمه الحاضرة آنذاك في المجلس اجبرته على ذلك مدعومة من زوجته فما كان منه إلا أن اقنعهما لاحقاً بالذهاب في رحلة لتوزيع الحسنات واستقال بغيابهما، وفي عهده اهتزت فرنسا مرتين، الأولى كانت هزة سعيدة حيث شاهد الفرنسيون أول فيلم سينمائي عام 1895، والثانية سياسية خطيرة تمثلت بمحاكمة الضابط الفرنسي الشهير درايفوس اليهودي الاصل بتهمة الخيانة، وكان ان نشر الكاتب الكبير اميل زولا مقاله الوثيقة بعنوان »أني اتهم« دفاعاً عن درايفوس الذي تمت تبرئته لاحقاً ومنح الأوسمة ولا يزال حتى اليوم قضية تاريخية مهمة

* اذا كان الفرنسيون يعيبون على الرئيس دونالد ترامب قلة معرفته بالخارج بسبب ندرة سفره سابقا الى الشرق الأوسط، فمن المهم التذكير بأن اول رئيس فرنسي غادر بلاده كان فليكس فور في اواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، وهو ذهب للقاء قيصر روسيا نيكولاي الثاني في موسكو، وتتندر فرنسا حتى اليوم بقصته الشهيرة حيث توفي اثناء ممارسته الحب مع احدى خليلاته

* أما قصص زوجات الرؤساء ( خصوصا الساذجات منهن)  فلعل أبرزها تلك التي تروى عن عقيلة الرئيس ارمان فاليير الذي اشتهر بحبه للمأكولات الشهية، فحين ذهبت مثلا زوجته إلى بريطانيا سألت ملك الانكليز »ماذا سيعمل ابنك حين يكبر« فضحك الملك وقال لها بكثير من »التهذيب« اعتقد يا سيدتي العزيزة انه سيكون اميراً حتى اشعار آخر«. لكن الاختراعات التي حصلت خلال عهد هذا الرئيس الذي كانت تستمر وجبته في الإليزيه أكثر من ساعتين، انست الفرنسيين ويلات زوجته، فقد عرفت فرنسا آنذاك اول طائرة مروحية (هليكوبتر)، والغسالة والجلاية، وأول اجتياز لبحر المانش بأكثر بقليل من نصف ساعة.


وما كادت قصص عقيلة فاليير تهدأ في اذهان الفرنسيين حتى انشغل هؤلاء بالقصة الشهيرة حول عقيلة الرئيس ريمون بوانكاريه التي كاد قرد الشامبانزي الهارب من قفصه يقضي عليها في قصر الاليزيه قبل ان يخلصها الحراس من براثنه بعد حوالي ثلاث ساعات، وعرفت فرنسا في عهد بوانكاريه أول إعلان للحرب ثم للهدنة عام 1918

*يروى أيضاً عن الرئيس بول دوشانيل أنه كان مهووساً بنابوليون بحيث يوقع المراسيم باسمه، وانه هرب مرة من القطار الذي يقله، ولحسن الحظ فان زوجة احد الحراس استطاعت التعرف عليه من بيجامته الحرير وقدميه النظيفتين واطلق عليه مذاك لقب »الرئيس البيجاما
.*  الرئيس الراحل بول دومير سيبقى حتى أشعار آخر أول بروتستانتي ينتخب رئيساً قبل أن يتم اغتياله لاحقاً. فكل رؤساء فرنسا هم من الكاثوليك

* بعد وفاة زوجة الرئيس روني كوتي عام 1953 خلال الجمهورية الرابعة التي قامت عام 1946، (وهي حتى الآن السيدة الفرنسية الأولى التي تموت في الإليزيه) فأن الأخير استدعى الجنرال شارل ديغول لتولي شؤون الدولة والحرب بسبب الجزائر فاشترط ديغول أن يتمتع بكل سلطات رئيس الجمهورية وبالفعل استقال كوتي، وقامت الجمهورية الخامسة في عهد ديغول وهي لا تزال مستمرة حتى اليوم وهو الذي شرّع تصويت النساء وبدأ انتخاب الرئيس عبر الاقتراع العام، بينما اشتهر خلفه جورج بومبيدو الذي جاء إلى السلطة بعد الرئيس المؤقت آلان بوهير بأنه أول رئيس يموت مريضاً في الاليزيه، اما فاليري جيسكار ديستان فقد كان أول رئيس يصل الى قصر الرئاسة على قدميه، بينما اشتهر فرانسوا ميتران بأنه أول رئيس يكمل ولايته الرئاسيتين اللتين امتدتا 14 عاماً.
 
أحد ابرز كتّاب سيرة الرئيس جاك شيراك، يروي عنه أنه كان دائما على عجلة من أمره،  ويقول ضاحكا إنه كان حين يحب امرأة، فلا تستغرق ممارسة الحب معها وأخذ الحمام وشرب زجاجة بيرة أكثر من ٥ دقائق.

 

 


موقع 5 نجوم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...