سوزوكي وفرقة ومطرب ونفايات لإحياء مهرجان الكراجات

16-05-2006

سوزوكي وفرقة ومطرب ونفايات لإحياء مهرجان الكراجات

الجمل ـ حلب: من جمعة إلى أخرى تقدم احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية حفلاً فنياً على مسرح الخوذة، أو الكرة التي تم نصبها في ساحة سعد الله الجابري فبدت رغم كرويتها أشبه بخازوق البحرة !! حيث يجمع صوت الموسيقا المواطنين العابرين والمتنزهين .
ورغم أن أرقام نفقات الاحتفالية بعشرات الملايين أو بالأصح ما علم ربي، فإن القائمين على الاحتفالية عجزوا عن أو لم يفكروا بـ استئجار عدة ألاف من الكراسي البلاستيكية للسادة الحضور مع أن أجرة الكرسي ليرة فقط تحميل + تنزيل واصل أرض الحفلة - ميسلون بعد دوار السياسية على إيدك اليمين .
لعل وعسى أن تساهم هذه الكراسي في إضفاء مشهد حضاري على حفلات الطرب الشعبي أو الموسيقا التي تقدم على مسرح الخوذة أو الكرة. ولنتخيل الساحة مملوءة بالكراسي البيضاء بتنسيق جيد كم ستبدو جذابة وحضارية.
لا نعتقد أن خوف المسوؤلين من تشبث المواطن بهذا الكرسي، مبرر كاف  أو مشروع لاستبعاد الكراسي فالكرسي بليرة فقط. ولا يدر مالاً ولا جاهاً .
فإذا كنا احترنا في معرفة القيمة الحقيقية لإنشاء أضخم كرة معدنية في الشرق الأوسط وفي الحقيقة وربما لا يوجد كرة معدنية غيرها، هل هو 13 مليون أم 15 مليون أو 18 مليون فإن مبلغ متواضع كعشرة آلاف ليرة سورية وهو تكلفة إقامة وعشاء "الرأس الواحد" في قاعة العرش يوم الافتتاح كما أشيع، هو كاف لملء الساحة بالكراسي ثلاث حفلات وإذا علمنا أن الحفلات لا تتجاوز الـ 3 كل شهر يعني 36  حفلة  في السنة، وعليه فإن تكلفة تكريس "من وضع المواطن على كرسي لا خازوق"  حوالي 120 ألف مواطن على كرسي بلاستيك لا كرسي البطريركية، لن تتجاوز 120 ألف ليرة  في السنة!!
"أبو محمد" الذي يشبه "باباي" لكن بسيجارة بدلاً من الغليون يتأفف من هذه "المسخرة"  كما سماها  يسحب نفساً من سيجارته بفمه دون أن يمسكها بأصابعه، احترق نصفها دون أن يسقط رمادها فأغرت الكاميرا بصورة ، تجاوب أكثر فتحدث والسيجارة بفمه وكانت ترجمة الكلام " يجيبوا مطرب متل عادة العالم والخلق "
أسأله هل أنت راض عن نشاطات الاحتفالية ؟
لا زالت السيجارة في فمه رفعها إلى الأعلى بحركة نفي  عبثية من شفتيه  فيما عبق الجو بسحابة بيضاء أمام وجه
 إيمتى بتنشرني بالجريدة ؟؟ 
أي جريدة ؟؟
الجماهير ليش إنت مو من الجماهير ؟
بلى أنا من الجماهير لكن من فرع موقع الجمل.
يحق لباباي الحلبي أن يظن أني من " الجماهير " فلا يوجد سوى "الجماهير" في حلب صحيفة لستة ملايين  متجمهر، تحرر قبل ثلاثة أيام وتبقي مساحات صغيرة جاهزة لأخبار مرسلة في الساعة الأخيرة من المركز الجماهيري الأم في العاصمة. 
أسرة أبو سامر خرجت للتنزه في الحديقة العامة وسمعت الصوت فجاءت للساحة، لم يستسغ أبو سامر توجهي بالسؤال لزوجته التي نظرت إليه مستأذنة التحدث لرجل غريب ودون أن تنتظر موافقة من عينيه،  أجابت و بلهجة حلبية أكاديمية
" خيو اكتبوا بالصحافة تبعكن أشو هاد يحطوا كراسي وينظموا الحفلة متل عادة العالم و الخلق ما شيفين المطرب بنوب "
 يسحبها زوجها بيده اليسار فيما يحمل طفله الباكي بيمينه ويمضي متلفتاً مستهجناً جرأتي في طلب صورة للعائلة.
حلقة الجمهور بدت أشبه بحفلات الريف المفتوحة التي تدعى إليها "الحجيات" حيث يختلط فنيو الصوت بالراقصين والجمهور بالسوزوكات و الهوندايات !!
تدافعت الجماهير إذ تخلل الحفل توزيع جوائز قيمة  قدمها الفنان أحمد فاتح جدوع 
لكنها لم تصل حد استدعاء هراوات الأمن كما في يوم الافتتاح.
انتهى الحفل حملوا الكراسي الـ  200  بالسوزوكي و أجهزة الصوت بالبيك آب وذهبت الفرقة والمطرب إلى حفلة خاصة، فيما بقيت أكياس البطاطا وقشور البزورات و مخلفات السيران الثقافي شاهدة على شيء لا يمكن تعريفه
سوى أنه عصر الجماهير التي  لا زالت تتجمهر بعفوية.

باسل ديوب

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...