عقدة سيندريلا

27-04-2020

عقدة سيندريلا

هو مصطلح تم استخدامه لأول مرة من قبل الكاتبة كوليت دولينج في كتابها عقدة سندريلا عام 1981 يتحدث الكتاب عن خوف النساء من الاستقلالية و الرغبة غير الواعية بالاعتناء بها وخاصة من قبل الرجل، رغبة بأن يحل أحد ما مشاكها وأمورها وأن يغير حياتها ويعطيها المال ويحقق لها ماتحتاجه للعيش وهي في حالة انتظار دائم لهذا الشخص ومتوقعة قدومه.. وكلما تقدمت المرأة في العمر كلما زادت لديها هذه الرغبة. حيث تظن الكثير من النساء أن عليها أن تكون جذابة جميلة رشيقة مؤدبة ومطيعة بالدرجة الأولى. ومن غير المهم أن لا تكون قادرة على ادارة شؤون حياتها او اتخاذ قرارات لتغيير مصيرها، تحسين مهاراتها والعمل والحلم وحتى بناء مشروع خاص فيها. مبدئيا أتفق مع الكاتبة في تعريف العقدة بل وأسميها متلازمة سندريلا.

لكن أود أن أضيف شرح تحليلي من أين جاءت هذه العقدة قبل أن يقفز العديد لملاحقة كل امرأة و اتهامها أن لديها عقدة سندريلا ليكون سبب جديد لكره النساء والتنمر والمساجنية.

هناك عدة أسباب وسأذكر منها:

التمييز الجنسي

عندما تربى الفتاة على أنها لايمكن أن تخرج وحدها بدون إذن او تسافر أو تلبس ماتريد تحتاج لإذن في كل شيء وهناك وصايىة كبيرة على جسدها ومسؤلية حفظ شرفها واتهامها لأقل الأسباب. وبالمقابل يربى أخاها على العكس تماما ومع اعطاءه مهمة حماية عضوها ومراقبتها وأخذ القرارات عنها في كل كل شيء تقريبا.تعودت هنا على الوصايا وعلى وجوده كمنفذ وفي حال انتهاكه لحقوقها فهذا خطؤها وعليها التحمل التبرير والصبر. وبالتالي تبرير العنف والانتهاكات واعتبارها أمر طبيعي من أنوثتها.

النظام الإقتصادي

النظام الاقتصادي ذكوري بامتياز. حيث أن الرجل هو دائما أغنى. حتى النظام العالمي انظري للشخصيات التي تمتلك ثروات الأرض هم 6 من الرجال. هذا ليس صدفة بل هذا منشأ النظام الأبوي. والرأسمالية العالمية. حيث يسارع أهل الطفل منذ ولادته لجمع الأموال لانشاء بيت الزوجية المستقبلي. اعطائه الأموال ودعم أفكاره ومشاريعه. يمكنه السفر والعمل في أي عمل يريده لن يتم تعييره أو التحرش به غالبا. يرث ضعف ارثها ان لم يكن كله. مما يجعل النساء فقيرات غير قادرات على انشاء مشاريع من أجل العيش والاستقلالية. عدى عن طمث مهاراتها الفكرية المهنية التي قد تغير حياتها ودخلها ورفع وتنمية مهارات الزوجة والمربية والخادمة فيها كعامل أساسي لأنوثتها المطلوبة للزواج.

التدجين الجندري

 منذ الصغر ارسال كافة الرسائل العنصرية اتجاه أحلامها ورغباتها وواستمرار كسر كل مواهبها بحجة السمعة والشرف والعادات والتقاليد التي وضعها النظام الأبوي منذ عقود كونه يملك الثروة وهو من يضع شروط الزواح والطلاق والدين وغيرها. وتحضيرها لتكون زوجة مناسبة وأنها بدون الزواج لن تكون محط تقدير كاف مهما ارتقت شهادتها وتعليمها.

الإضاءة الغازية

أنها مخلوق قاصر واقل من الرجل ولن تنجو وحدها ولا يمكن أن تعيش وحدها وتستقل. لايمكن أن تمارس أعمال الرجال ولا يجب. وبممارستها هذه الأعمال فهي تتخلى عن أنوثتها وتصبح شاذة. باقصائها في أماكن العمل ان نجحت وتمكنت من العمل بعدم اعطائها المنصب المناسب وحصر دورها كموظفة تابعة. واعطاء المناصب ذات الرواتب الأعلى للرجال. ايهامها يوميا بعبارات كثيرة أنها لاتقوى على الحياة بدون ظله. وبذلك اقنعت المرأة فعلا بدونيتها وأصبحت مترددة قلقة عاطفيا ونفسيا خائفة دائما من كل شيء جديد غير مغامرة غير مثابرة وتتراجع بسرعة عن أي عمل فيه تحدي أو مشكلة قد تنشأ ويجب ايجاد الحلول المناسبة لها لأنها بنظرها وبلا وعي هي لن تقدر ولن تستطيع>

الرجال يشجعون

 الرجال أيضا تمت برمجتهم على الرغبة بالسيطرة على المرأة واعالتها والقوامة عليها ولن يشعر أنه زوجها مالم يدفع عنها كل شيء . هو يخاف من استقلاليتها ومن رغبتها بالاندماح في مشاريع خاصة بعيدة عنه. والمجتمع يعتبره رجل ناقص في حال دعم أحلام زوجته. ان لم تطلب مهر فسيعتبرها معيوبة وترى نفسها اقل. لأنه أيضا يعتقد أنه كرمها بالمال. ويتوقع منها الطبخ والنفخ والقيام بماهو واجب وعندما يصبح أب سيساوم غيره من الرجال على دفع مهر لابنته. عملية متكررة لن تنتهي الا ان كسرت انت هذه اللعنة الاقتصادية والاجتماعية.

كسل النساء واستسلامهن

بعد مرور أكثر من 5 سنوات على نشر الفكر النسوي وأهمية الاستقلال وعدم الركض للزواج لا في حال الشريك المناسب المتعاون المحب الداعم لها كانسان قبل أن تكون زوجة. مازالت النساء تريد أن تشعر انها أميرة مدللة هناك من يمنحها العز والثراء والدلال. انها كفكرة قد لا تبدو سيئة للكثيرات بل تعتبره من الرجولة لانها لاتدرك فعلا أن هذا الأمر يجعلها تابعة ولن يأتي دون شروط وتحكم وفرض ولن يكون شيء سعيد في المستقبل كما تتوقع ولن ينقذها بعد الخيانة والطلاق والتعنيف. لن يتم معاملتها بالتساوي بل كشخص مملوك. قد ترينه أمر عادي لك وتقولين لا مانع لدي من سلطة الرجل. لكن عاجلا أم أجلا ستبدأ كل الانتهاكات النفسية التي ستسامحيها أيضا وتمرريها بل مجبورة على مسامحتها لأن أحد ما يدفع لك. كسلها في تغير مصيرها. استسلامها لتحسين قدراتها ورفع وعيها وتفرغها بشكل أساسي لمظهرها.
حتى كسولة في القيام بما هو واجب اتجاه ثورتها. لقد تم تدجينها للأسف.

أنا لا أطلب أن لا تقبلي الهدايا ولا الاعتناء بك ولا المفاجئات لا مانع لكن قومي أنت أيضا بها ولا يجب أن تكون مشروطة ولايجب أن يكون مقابلها امر ما.. ولا يجب أن تكون شيء أساسي ومقياس وعنصر هام للرجولة. الذي يدفع أكثر هو رجل الأحلام أمعقول هذا !!!! أنا فقط أريدك أن تعي أن هذا ليس شرط حب ورجولة بل حب سيطرة وتميز جنسي لايدركه أيضا الرجل. وليس رسالة احترام لذاتك. قاومي تلك الرغبة بالاعتناء بك قاوميها ليست صحيحة ليست سليمة. لايجب أن يقاس الرجل بمدى دفع المال لك. لايجب أن تنتظري من ينقذك ويحل مشاكلك لا تنتظري حلول سحرية ومفاجئات من القدر ومنقذ وفارس على حصان أبيض كلها خدع كاذبة. لن يغير مصيرك الا أنت. جربي الاستقلالية صديقتي ولن تقبلي أبدا ان يكون المال والمنقذ هو الحل لأحلامك بل الحل هو مهاراتك علمك أفكارك وعيك وجهدك الخاص.

الأهم اشرحي عقدة سندريلا لابنتك قبل أن تقع هذه القصة بيدها.واشرحيها لابنك أيضا كي لا يكون ضحية استغلال بل أن يختار امرأة شريكة في كل شيء. وأن يتسغني عن فكرة استملاك المرأة بالمال. لأنها لن تكون أبدا علاقة انسانية بل مالك ومملوك فقط.

 

دارين حسن حليمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...