كوميديا هذا العام لا تليق بسمعة الدراما السورية

12-05-2020

كوميديا هذا العام لا تليق بسمعة الدراما السورية

تراجع حاد شهده قطاع الكوميديا في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعيشها الدراما السورية، والتي خرجت هذا العام بأعمال قليلة لا تتجاوز أصابع اليد بعد النهضة الفنية التي عاشتها الدراما السورية وتصدرها الفضائيات العربية وصراع القنوات على العرض الأول.


المزاج الكوميدي


بالعودة إلى المزاج الكوميدي لهذا العام ورغم تأكيد الكثير من كتابه المرموقين أن الكوميديا هي الأقدر على ملامسة الوجع والهمّ السوري، إلا أن الموسم الرمضاني حظي هذا العام بعملين أو ثلاثة، فأزمة النص أرخت بظلالها عليه، فالهزالة في الفكرة وترديها انعكس بصرياً على الشاشة، فحتى لو قدم الممثل أو المخرج حالة من الاشتغال البصري الممزوج بتكنيك الأداء فإنه لم يستطع أن يجذب المشاهد، فما كان يضحك الناس لم يعد كذلك خاصة في ظل الأزمات والضغوط الحياتية التي يرزح تحتها المواطن السوري، وهو ما التقطه الفنان باسم ياخور عبر مشروعه “ببساطة” عبر تقديمه لشكل جديد ومطوّر للكوميديا التي شابهت في بعض حلقاتها أسلوب مسلسل”بقعة ضوء” الذي أطلقه مع شريكيه الفنان أيمن رضا والمخرج الليث حجو، ورغم محاولة باسم الجادة تقديم إنعاش كوميدي لهذا المزاج من خلال الأفكار المطروحة إلا أنه لم ينجح في بعض لوحاته بالخروج من عباءة “بقعة ضوء” في تقديم كركترات مختلفة وتصنيع فرجة تليق بمستوى الكوميديا السورية..


صدمة بصرية


عمل كوميدي أخر سبب صدمة بصرية ودرامية للمشاهدون عند عرضه، فالذي يسمع لفظ “بوشنكي” للوهلة الأولى يذهب تفكيره إلى لعبة “البابجي” الواسعة الانتشار، المسلسل الذي لم يعرف حتى الآن لأي لون درامي ينتمي لدرجة وصلت إلى مطالبة الجمهور بإيقاف عرضه على المحطات، فالعمل لا يحمل أي قيمة فنية، فالنص متهالك ونسيجه الدرامي مهترئ، والمتابع لحلقاته يجد أن كمية الارتجال واضحة لدى أبطاله، والتي ذهبت إلى مستوى متدنٍ من الإسفاف والابتذال، فهو يعتمد على لغة شوارعية بحتة، إضافة إلى الماكياج الصارخ الذي وضع أبطاله في خانة السخرية والتهكم للمتفرج فلا وصف المهرج ولا الكركوز يليق بهم، بل بات المشاهد يبحث عن توصيف يليق بالمنظر البصري المؤذي، وبدل أن تكون الغاية جذب المشاهد تسببت بنفور واضح وصل حد القرف، جعلت المتلقي يتساءل عن كيفية حصول هذا العمل على موافقة الرقابة بالعرض ويجعلنا نتساءل عن الشرط الرقابي لعرض هكذا عمل خلال الشهر الفضيل فالعمل بمقوماته الثلاثة من نص وإخراج وممثلون فاشل، والسؤال: كيف أبصر النور ؟؟؟

علماً أن كاتب العمل يسر دولي كتب على صفحته أن هناك ثلاث حلقات من المسلسل لم يفهم منها شي، وكتب :”يوجد ثلاث حلقات أنا متل الناس ما فهمت منها شي، بسبب قصقصة مشاهد ولعب بالمونتاج”. أي أنه ألقى بفشله على القصقصة واللعب بالمشاهد لثلاث حلقات فقط! ولكن ماذا عن باقي الحلقات أين المضمون فيما قدمه؟ هل هو باللغة السوقية التي طرحها؟ أم بالمفردات الجديدة التي تسيء لسمع المشاهد؟ ..


هواجس عابرة


أما مسلسل هواجس عابرة فهو ينتمي للصنف ذاته من الكوميديا، فلم ينجح النص بجذب المشاهد لعدم وجود حبكة درامية متماسكة تعتمد التشويق والإثارة، فهو ينتمي إلى سلسلة المتصل المنفصل، حاول أن يشابه بنمطه جوهر مسلسل “ضيعة ضايعة” بمعنى خلق شخوص كوميدية دائمة تحمل بصمتها الخاصة فيها عبر امتداد العمل، إلا أنه لم يرق عبر ما قدمه لذلك، ولا يمكن تسمية الحلقة بأنها لوحة كوميدية متكاملة، فالبطء والرتابة والملل كانا واضحين والإيقاع غلب عليه المطمطة والتكرار، فلا حدث فني مهم استطاع أن يحقق عامل الفرجة والجذب رغم كمّ النجوم المتواجد فيه، حيث ذهب بعضهم إلى اعتماد التهريج المبالغ فيه إضافة إلى الكاركترات المفتعلة والتخيل غير المبرر، مما أوقع المتلقي في حيرة عن جدوى هذه الطروحات إذا لم تحقق الغاية المرجوة منها..

 


تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...