من يقف خلف أمراء حرب الصومال

18-05-2006

من يقف خلف أمراء حرب الصومال

أكدت صحيفة <واشنطن بوست>، أمس، أن الولايات المتحدة تدعم سراً أمراء الحرب في الصومال، الذين خاضوا في الايام الاخيرة حرباً أهلية دامية راح ضحيتها نحو 160 قتيلاً و300 جريح.
وذكرت الصحيفة الاميركية أنه <بعد مرور أكثر من عقد على انسحاب القوات الاميركية من الصومال، إثر تدخل عسكري كان بمثابة الكارثة... عادت الولايات المتحدة مجدداً إلى هذه الدولة الافريقية، لتدعم سراً أمراء الحرب>. وأكدت الصحيفة هذا الامر بشهادات مسؤولين في الحكومة الصومالية الانتقالية، بالاضافة إلى عدد من المحللين الاميركيين، الذين أجمعوا على توجيه اللوم إلى واشنطن لدعمها <أمراء الحرب> الذين خاضوا الحرب الاهلية قبل 15 عاماً، ثم عاد العديد منهم وتولى مناصب في الحكومة الانتقالية المدعومة من الامم المتحدة.
وقد برزت مسألة الدعم الاميركي للحرب في الصومال منذ الشتاء الماضي، مع تأسيس أمراء الحرب ميليشيات <التحالف لإرساء السلام ومكافحة الارهاب> ردا على اتساع نفوذ المحاكم الاسلامية في العاصمة مقديشو. وسرعان ما اكتمل تسلح ميليشيا التحالف من القنابل والرشاشات والصواريخ، التي برزت بقوة في معارك الاسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن وزراء في الحكومة الانتقالية، التي وصفتها ب<الضعيفة>، أنهم سبق وحذروا واشنطن من أن التعامل مع أمراء الحرب هو أمر خطير و<قصير النظر>. أضافت أن <الفوضى تعم الصومال... والعاصمة تعدّ مكاناً غير آمن حتى لمجرد زيارة يقوم بها رئيس الوزراء> في إشارة إلى محاولة اغتيال رئيس الوزراء الصومالي، علي محمد غدي، خلال زيارته الاولى إلى مقديشو في العام الماضي.
ونقلت الصحيفة عن غدي قوله <نحن نفضل أن تعمل الولايات المتحدة مع الحكومة الانتقالية، وليس مع المجرمين>. أضاف <إنها لعبة خطرة. الصومال ليست مكانا مستقرا ونحن نريد الولايات المتحدة في الصومال، ولكن بشكل أكثر صوابية. من الواضح أن لدينا أهدافا مشتركة لتحقيق الاستقرار في الصومال، ولكن الولايات المتحدة تستعمل القنوات الخاطئة>.
ولفتت الصحيفة إلى أن <بعض أمراء الحرب حاربوا ضد الولايات المتحدة في العام ,1993 في معارك شوارع انتهت بهجوم أسقط مروحيتين عسكريتين أميركيتين و18 جنديا أميركيا>.
وفي اتصال هاتفي من بيداوا، قال المتحدث باسم الحكومة الانتقالية، عبد الرحمن ديناري، إن <الولايات المتحدة موّلت أمراء الحرب في معاركهم الاخيرة في مقديشو، ليس ثمة شك في ذلك>. أضاف <إن هذا التعاون (الاميركي)... لا يغذي سوى حرب أهلية أخرى>.
وتابع تقرير <واشنطن بوست> إن <العديد من الصوماليين يقولون إنهم يشعرون أن الولايات المتحدة تجاهلت الصومال منذ تدخلها الفاشل في العام ,1993 ولم تمدها بأي من المساعدات الماسة التي يحتاجها شعب الصومال واقتصادها المنهار.. وهؤلاء مستاؤون من التعامل الاميركي مع أمراء الحرب>.

من جهة أخرى اعترف البيت الابيض، أمس، إن الولايات المتحدة تدعم عدداً من <الاشخاص> في الصومال للحؤول دون تغلغل تنظيم <القاعدة> فيه، فيما أقرّت الخارجية الاميركية بتعاونها مع أعضاء في الحكومة الانتقالية الصومالية للغرض ذاته.
وبسؤاله عما إذا كانت واشنطن تدعم أمراء الحرب وميليشياتهم، قال المتحدث باسم البيت الابيض، طوني سنو، إن عليه الاجابة بحذر مفسراً <هناك خوف من وجود إرهابيين أجانب في الصومال حالياً، وخاصة (تنظيم) القاعدة>. أضاف إن واشنطن <ستواصل العمل مع شركاء إقليميين ودوليين، أينما استطعنا ردع الارهاب وتلافي نموه أيضاً... الجواب على هذا السؤال يكمن في حكومة صومالية فعالة، وهو ما لا نملكه حالياً>.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية، شون ماكورماك، إن الولايات المتحدة <تعمل مع أعضاء في الحكومة الانتقالية الفيدرالية، وغيرهم من المسؤولين في التشكيلة السياسية الصومالية>، لمنع الارهابيين من اللجوء إلى الصومال. ورفض ماكورماك تحديد هويات أفراد <التشكيلة> التي أشار إليها

 

المصدر : السفير- وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...