على خطى سلفه البابا بينيديكتوس يزور بولونيا

27-05-2006

على خطى سلفه البابا بينيديكتوس يزور بولونيا

بدأ البابا بينيديكتوس الـ 16 الخميس زيارة لبولونيا تستمر أربعة أيام يسير خلالها على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني الذي يطالب مواطنوه البولونيون، بعد وفاته بسنة، باعلان قداسته.وفي ساحة جوزف بيلسودسكي نفسها التي شجع فيها البابا الراحل نقابة "تضامن" على مقاومة النظام الشيوعي في زيارة تاريخية له عام 1979، تجمع أمس نحو 300 الف شخص تحت المطر الغزير  لحضور القداس الذي رأسه الحبر الاعظم وندد فيه بتشويه الديانة المسيحية في خضم الجدل الذي يثيره فيلم "شيفرة دافنتشي" .  ووصل البابا الى الساحة  في فرصوفيا الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت غرينيتش) في سيارته الخاصة. وكانت سبقته حشود الى هناك منذ ساعات الفجر، فيما بات البعض ليلته في العراء. وعاونه  120 كاهناً واسقفاً في القداس الذي نقلته محطات تلفزيون عدة، وبث كذلك عبر شاشات عملاقة وضعت في محيط الساحة. وأفادت الشرطة أن 270 ألف شخص تقريباً تجمعوا في الساحة التي  جذب اليها يوحنا بولس الثاني حشداً أكبر عام 1979 في عودته الاولى الى وطنه الام بعد اعتلائه السدة البطرسية. لكن بينيديكتوس الـ16 بتحدثه مراراً بالبولونية، اللغة التي يفهمها الحضورـ عرف كيف يأسر  قلوب  الفرصوفيين.

وقد استهل البابا بتحية الى "البابا المحبوب"، مشيراً الى ان بابويته التي استمرت 26 سنة شهدت اضطرابات سياسية كبيرة، في بولونيا كما في العالم أجمع. وقال: "هذه الايام، كما في القرون السابقة، يسعى أشخاص كما جماعات الى تشويه كلمة المسيح... وتجريد الانجيل من الحقائق التي يعتبرون أنها غير مريحة للانسان العصري". وعلى غرار سلفه الذي كان يرفع السقف عالياً جداً عندما كان يخاطب وطنه الكاثوليكي، حض البولونيين على "البقاء أوفياء لكلمة المسيح، حتى وإن كانت متشددة ويصعب فهمها على المستوى الانساني". ووجه النداء الذي كرره مراراً منذ انتخابه "لعدم الاستسلام لاغواء النسبوية  والتفسيرات الذاتية والانتقائية للكتب المقدسة". وذكر البولونيين بكلمات البابا الراحل في الساحة نفسها قبل 27 سنة، قائلاً: "إخوتي وأخواتي الاعزاء، اتمنى أن اؤدي معكم ترنيمة مديح للعناية الالهية التي مكنتني من المجيء الى هنا حاجاً... قبل 27 سنة، بدأ سلفي المحبوب يوحنا بولس الثاني عظته في فرصوفيا بهذه الكلمات. اجعلها كلماتي وأشكر الرب الذي مكنني من الحضور الى هنا اليوم في هذه الساحة التاريخية".

وفي الساحة نفسها، أقام يوحنا بولس الثاني عام 1979 قداساً احتفالياً خلال زيارته الاولى لبولونيا.وأطلق يومها جملته الشهيرة: "لا تخافوا" التي فسرها مواطنوه بانها تشجيع على مقاومة النظام الشيوعي.

وبعد الظهر، انتقل البابا الى مزار مريم العذراء في تشيستوكوفا، ومنها مساء الى كراكوف التي كان يوحنا بولس الثاني رئيسا لاساقفتها  15 سنة الى حين انتخابه بابا عام 1978.

وكان مئات من المؤمنين الخميس في استقبال  بينيديكتوس الـ16 في مطار فريديريك شوبان حيث حطت طائرته، وهي من طراز "ايرباص" تابعة للخطوط الجوية الايطالية. ويتمثل احد التحديات التي تواجه البابا خلال زيارته، في التغلب على خيبة البولونيون بسبب وفاة يوحنا بولس وانعدام الثقة التي يشعر بها بعضهم بعد انتخاب الماني احتلت  بلاده بولونيا، خلال الحرب العالمية الثانية، خلفاً لمواطنهم.

وقبل اقلاع طائرته من روما بوقت قصير، قال للصحافيين: "اقوم بهذه الرحلة سيرا على درب البابا العظيم". وحرص البابا الذي انضم قسرا إلى منظمة شببية هتلر خلال الحرب، وخدم فترة وجيزة في وحدة مدفعية مضادة للطائرات، على القول إن رحلته ستختتم بزيارة ذات مغزى عميق لمعسكر الابادة النازي اوشفيتز في جنوب بولونيا "سنختتمها (الزيارة) في معسكر الإبادة في اوشفيتز حيث نأمل أن يولد معنى جديد للانسانية"، آملاً في "ألا تحدث أشياء مماثلة مرة أخرى في المستقبل".

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...