<حلم ليلة عيد> لحكيم مرزوقي

29-05-2006

<حلم ليلة عيد> لحكيم مرزوقي

ضمن نشاطات <الموسم> المستمرة، وعلى خشبة مسرح المارينيان، شاهدنا عرض <حلم ليلة عيد>، نص واخراج التونسي حكيم مرزوقي، تمثيل رامز الاسود ونوار بلبل.
رجلان من قاع المدينة، <شداد> و<ابو عرب>، يسكنان في دكان شداد الاسكافي، بانتظار تحقيق حلم الهجرة بواسطة تفاحة، المرأة التي وعدتهم بالحب والرحيل، واختفت داخل قدر مجهول. حول الهجرة وهذيانها الطائش العشوائي التي تنسجه خلايا رؤوس الشباب المكافح، عندما يدركها اليأس، دار العرض بين الاسكافي الجاهل، المبتور الرجلين شداد، وابو عرب ماسح الاحذية المثقف، مبتور اليد، كلاهما قليلا الحيلة، خانهما الجسد، لكن لسانهما بقي صالحا في الخدمة، خدمة النص الذي وان تمتع بسلاسة معينة، وحوارات قريبة وشعبية، بدا وكأنه اسطوانة مكررة، لكل بائس وفقير، داخل رؤية مكررة على الصعيد الاخراجي، فالمخرج اكتفى بخلق المكان المناسب للشخصيات التي رسمها، وترك العنان لمفعول النص الذي اعتمد عليه بالمقام الاول.
لا جديد في عرض حلم ليلة عيد، سوى بعض اللحظات الادائية المميزة، لان الفكرة قدمت نفسها في أول ربع ساعة، وتقدمت بشكل بطيء، دون اية مفاجآت تذكر، صوب نهاية توقعنا نتيجتها. شعرنا بأن العرض كان بحاجة لنقلة أكبر بين البداية والنهاية، فراغ الافكار في وسط الاحداث أدّى الى <ضعضعة> البنية الدرامية التي ركب على أساسها النص والحبكة، أما إيقاع الممثلين فكان هو العنصر الوحيد الحيّ، الذي عرف صعوداً وهبوطاً، مما خدم الاداء ليحمل الينا بعض المتعة في الفرجة. أداء الممثلين ترواح بين المسرحي تارة، والتلفزيوني تارة اخرى، كان عاديا في عدة لحظات، ليتصاعد ويتحول احيانا الى لافت، لا سيما مشهد (العقد والبلوعة). لم نشعر بعفوية دائمة من الممثلين، جسدهما افتقد للتعبير الجسماني، بقي غائبا عن إثبات نفسه، وكأنّنا أمام أداء مشهد تلفزيوني قصير، لا يتطلب الكثير من التمثيل، بل خضع لتقنية تلوين الكلمات، وشحن المواقف بسخرية أو بمرارة معينة، بعيدا عن الارتقاء الى مستوى تمثيلي واحد خلال كل مدة العرض. الممثلان حاولا جهدهما تمرير مشاعر الطبقة المسحوقة في المجتمع، حاولا قدر الامكان ان يخلقا وجودا محببا لدى الجمهور، <شداد> بضعفه وسذاجته، كان مقنعاً في أداء الشخصية أكثر من شخصية <ابو عرب>، بدا أكثر صدقا وعفوية، لكن الاثنين أثارا شفقتنا عامة، وخصوصا في مشهد النهاية.
عرض <حلم ليلة عيد> لحكيم مرزوقي، عرض عفويّ، رسم تفاصيل عالم مهمّش، لكنه لم ينجح بالخوض فيها.

 

اروى عيتاني

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...