أقزام الكونغو في مرمى حقوق الإنسان

15-07-2007

أقزام الكونغو في مرمى حقوق الإنسان

الجمل: وجهت منظمات حقوق الإنسان انتقادات شديدة اللهجة للسلطات الكونغولية بسبب التمييز والمعاملة اللاإنسانية التي يتم ارتكابها بحق جماعات الأقزام التي تسكن في مواطنها البدائية بأحراش وأدغال شرق الكونغو.
ويعود سبب المشكلة بين منظمات حقوق الإنسان والسلطات الكونغولية إلى قيام السلطات الكونغولية بتخصيص إحدى (حدائق الحيوان) لمجموعة من هؤلاء الأقزام، والذين بسبب (بدائيتهم) ظلوا يعيشون في هذه الحديقة، ويقومون بأداء رقصاتهم الشعبية الفولكلورية ويرتدون ملابسهم البدائية المصنوعة من جلود الحيوانات وأوراق النباتات ويعزفون على طبولهم التقليدية، غير عابئين بما حولهم.
ردت الحكومة الكونغولية على احتجاجات منظمات حقوق الإنسان، بأنها هدفت من وضع الأقزام في حديقة الحيوان إلى جعلهم يحسون بالراحة وبالوضع الطبيعي الذي ظلوا يعيشون فيه مع الحيوانات المتوضعة في الأدغال. وذلك لأن وضعهم ضمن البيئة المدنية الحضرية هو أمر يسبب الكثير من الضيق والخوف وعدم الارتياح لهؤلاء الأقزام.
تقول السلطات الكونغولية بأن منظمات حقوق الإنسان لا تعرف شيئاً عن الأقزام، إضافة إلى أن خبراء حقوق الإنسان يجب عليهم التخلي عن جهلهم بالطبائع الإنسانية المختلفة، فالقبائل البدائية المتوحشة الموجودة في غابات وأحراش منطقة شرق الكونغو ماتزال تقاوم الحضارة.. وتختفي عن الأنظار في الغابات مفضلة العيش اعتماداً على حرفة الجمع والالتقاط، وقد حاولت الحكومات الكونغولية السابقة إحضار مجموعات من الأقزام إلى المدن وتعليمهم الحياة الحضارية والمدنية ثم اعادتهم إلى الغابة، ولكن فوجئت السلطات الكونغولية بانتحار العديد منهم، وإصابة البقية المتبقية بحالة الاكتئاب والحزن العميق، ولم تنجح كل المغريات في عملية (استئناسهم).
تقول المعلومات بأن حديقة الحيوان التي خصصتها السلطات الكونغولية لقبائل الأقزام تعتبر من أرقى وأعرق حدائق الحيوان في العالم، فقد تم تأسيسها خلال حقبة أربعينيات القرن الماضي على يد أحفاد ليوبولد ملك بلجيكا، وسوف تعيش فيها جماعة الأقزام جنباً إلى جنب مع 12 تمساحاً متوسط العمر يبلغ طول الواحد منها حوالي 20 متراً، و23 غوريلا كبيرة الحجم، و130 سعداناً متنوع الحجم والنوع، وبضع مئات من الطيور والنسور الجوارح، و35 ضبعاً، و26 من الذئاب الكبيرة، و25 فيلاً، و30 نمراً استوائياً، و16 فهداً.
كذلك تحدث مدير حديقة الحيوان الدكتور البيطري جان بيير بوليبانتو المختص بالحياة البرية، في مؤتمره الصحفي الذي عقده خصيصاً للرد على منظمات حقوق الإنسان، بأن الأقزام أكثر سعادة في وضعهم الحالي، وذلك لأن السلطات الكونغولية قد بذلت جهداً كبيراً في توفير البيئة البرية الطبيعية التي تتناسب مع طبيعة حياة الأقزام، وقال: لو نقلنا الأقزام إلى الأحياء السكنية فإن ذلك سوف يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الأقزام.

 

الجمل قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...