ما لا يتخيله العقل في حروب المستقبل!

31-05-2006

ما لا يتخيله العقل في حروب المستقبل!

الجمل: قام مركز دراسات (مشروع القرن الأمريكي الجديد)، بوضع الخطوط العريضة لتحديد وتعريف المذهبية العسكرية لإدارة الرئيس بوش، وذلك على النحو الآتي:
«من المعروف حالياً، أن المعلوماتية والتقنيات الجديدة الأخرى، قد خلقت ديناميكية، يمكن أن تهدد قدرة أمريكا على ممارسة قوتها العسكرية النافذة؛ فالخصوم المنافسون، مثل: الصين، أصبحوا أكثر حرصاً على استخدام تلك التكنولوجيا المتطورة بسرعة، وفي الوقت نفسه، فإن الخصوم المناوئين مثل إيران والعراق (سابقاً) وكوريا الشمالية، يتسابقون لتطوير الصواريخ البالستية والأسلحة النووية».
هل هذا يعني أن الأسلحة النووية، سوف توضع على رفوف التاريخ، لأنه سيتم استبدالها بـ (الحرب المعلوماتية) في الصراعات الكبرى المحتملة مستقبلاً؟
نشر مقال، حمل عنوان (الاعتماد على الدمار العظيم السيكو - إلكتروني)، أشار إلى أن وكالة المعلومات التابعة للحكومة الروسية، قامت في عام 1996، بالتحذير من تأثير "الوسائل المعلوماتية في الحرب"، مقارنة بتأثير "أسلحة الدمار الشامل". وقدمت الصحيفة تقريراً حمل عنوان (الأسلحة المعلوماتية كمصدر تهديد للأمن القومي الروسي). وفي رد فعل على ذلك، قام مجلس الدوما الروسي، واللجنة البرلمانية الروسية لاتحاد الجمهوريات المستقلة، بمخاطبة الأمم المتحدة، والمجلس الأوروبي، واقترحا إنشاء معاهدة دولية، تتعلق بحظر استخدام الأسلحة المعلوماتية وتداولها.
وفي إشارة لاحقة، نشرت الصحيفة الروسية نفسها، خبراً مفاده أنه تمت مناقشة الأمر في آذار 1998، مع السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وتم تضمينه في أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعلى الأرجح، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، سوف تصوت ضد هذا الاقتراح. وأفاد رئيس تحرير الصحيفة الروسية، بأن الهجوم المعلوماتي، من الممكن أن يؤدي إلى تعطيل الدفاع الروسي، والأنظمة الإلكترونية المستخدمة في البنى التحتية الحكومية، والنقل والمواصلات، وأنظمة الطاقة الكهربائية والنووية. وبهذا، فمن الممكن أن يفقد الجيش قدرته على القتال، وستفقد الحكومة قدرتها على إدارة وتوجيه الدفاع عن الدولة. ومن المعروف أن التأثير يحدث جراء توليد نبضة كهرومغناطيسية، بعد الانفجار النووي. وأضافت الصحيفة قائلة بأن المعلوماتية السيكولوجية الغامضة، تعني القدرة على عدم إيذاء الإنسان بدنياً، وينحصر ضررها في المستوى اللاشعوري عند الإنسان، وتعطل القدرة السياسية والثقافية، وما شابه ذلك، ومن ثم فهي تؤدي إلى تدمير الفضاء المعلوماتي والفكري.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النوع من الأسلحة، يوجد ما يماثله في الترسانة الروسية، وقد قامت بعرض لبعض أسلحة الموجات فوق الصوتية، وأسلحة مايكرويفية، باعتبارها تندرج تحت صنف الأسلحة السيكو - إلكترونية، القادرة على نقل المعلومات بين الناس، والتأثير على أنظمة الاتصالات والأنظمة الإلكترونية.
في تشرين الثاني 2000، أشار مجلس الدوما الروسي، إلى أن وسائط السيطرة عن بعد، على الجهاز العصبي للإنسان أو على صحته، أصبحت موجودة في بعض البلدان الحديثة.
في عام 2001، قام مجلس النواب الأمريكي بالتقصي عن التكونولوجيات التي تخترق العقل الإنساني وتؤثر على صحة الإنسان. وأشارت وثيقة مجلس النواب، إلى ضرورة أن يكون لهذا النوع من الأسلحة القدرة على القتل، وأن يتم نشرها في القواعد البرية، والبحرية والجوية، وأن يتم تفعيلها، عبر تزويد هذه القواعد بنظم الطاقة الإشعاعية والكهرومغناطيسية، والسيكو - إلكترونية، والليزرية، والصوتية، وغيرها من أنواع الطاقة، التي يمكن توجيهها، أثناء الحرب المعلوماتية، لاستهداف أشخاص منفردين، أو مجموعات كبيرة، للتحكم بـ "المزاج الشخصي"، أو السيطرة على عقل شخص أو مجموعة سكان.
أصبح من المؤكد وجود تكنولوجيات للسيطرة على عقل الإنسان كهرمغناطيسياً، وذلك وفقاً "لاستنتاجات" لجنة الأمن والدفاع التابعة لمجلس الدوما الروسي. وتوجد أيضاً تكنولوجيا السيطرة الكهرومغناطيسية على الإنسان عن بعد، في كل من روسيا والولايات المتحدة، وربما الصين. وبات في حكم المؤكد، أن استخدام هذا النوع من التكنولوجيا، يخضع في روسيا لقانون الأمن الفيدرالي، وفي الولايات المتحدة لقانون الأمن القومي المعلوماتي.
وأخيراً يمكن القول: إن امتلاك هذا النوع من السلاح، يعطي القدرة على السيطرة عن بعد، على عقل وجسد الإنسان؛ وبالتالي يصبح بلا إرادة. وحسب تعبير أحد السياسيين: لا تكون حرية الإرادة قد انتهت فحسب، بل والديمقراطية أيضاً، طالما أنها تعتقل "حرية الإرادة".

 

الجمل: قسم الترجمة
الكاتب: موجمير باباسيك
المصدر غلوبال ريسيرتش

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...