خوفاً من المدمنين: صيادلة حمص لا يبيعون المهدئات مهما كان الثمن

09-08-2007

خوفاً من المدمنين: صيادلة حمص لا يبيعون المهدئات مهما كان الثمن

الجمل ـ حمص ـ يامن حسين: بعد التحقيقات الصحفية الكثيرة التي تحدثت عن العدد الكبير من الشباب المدمني أدوية الأعصاب والأدوية النفسية وهي معظمها أدوية مخدرة اتخذت مديرية الصحة في حمص إجراءات مشددة على الصيدليات لجهة بيع هذه الأنواع من الأدوية وتسببت هذه الإجراءات المشددة بفقد أنواع من أدوية الأعصاب والأدوية النفسية من الصيدليات رغم أنها موجودة في السوق المحلي , فخلال عملية البحث عن دواء (الفاليوم) اضطررنا للبحث في أكثر من 25 صيدلية في حمص وتحمّل نظرات الصيادلة المستهجنة واجابتهم النافية الخائفة , ثلاث ساعات ونصف استمرت عملية البحث في صيدليات أحياء حمص وكان المشهد وإجابات الصيادلة متشابهة :"لا يوجد وعليك البحث في الصيدليات المركزية", "هذا الدواء نمتنع عن شراءه وبيعه " ,"الطلب عليه قليل لذا لايوجد"," مابدي وجع راس ,وسين ,وجيم بسبب دواء سعره 55 ل.س" وعلى رغم وجود وصفة طبية حديثة التاريخ ومختومة وموقعة من قبل دكتور جراح في الأعصاب إلا أن عمليات البحث لم تنته إلا بعد التوجه إلى صيدليات مركز المدينة  فسجل الصيدلي الوصفة الطبية وتاريخها ورقمها وساعة تحريرها وطلب الهوية الشخصية للمريض,عند الإستفسار من أحد الأطباء قال لنا :" خوف الصيادلة ليس فقط من اجراءات مديرية الصحة بل أيضاً من المدمنين ذاتهم وثمة أعداد كبيرة منهم في الأحياء الفقيرة "
أحد الصيادلة الذين مررنا بهم خلال تجوالنا الطويل يقول:" رغم وجود الوصفات الطبية فإننا نبقى قلقين من امكانية وصول الأدوية لأيدي المدمنين وفي حال تم القاء القبض على المدمن فالصيدلي هو الملام وثمة بعض الأطباء يعطي وصفات طبية للمدمنين مقابل مبلغ \200\ ل.س وهنا الصيدلي هو المسئول ولذا يمتنع الكثير منّا عن شراء هذه الأدوية أو بيعها"
صيدلي أخر سألناه عن سبب فقدان هذه الأدوية فأجابنا:
"اشكاليات الإدمان مع هذه الأنواع من الأدوية كالفاليوم استدعى عزوف الأطباء عن وصفها لمرضاهم وبالتالي خف كثيراً الطلب عليها ولن تجد إلا بعض الصيدليات فقط التي تبيع هذه الأدوية" من جانب أخر يخشى الصيادلة في مدينة حمص ان يتعرض لهم أحد المدمنين بالتهديد ففي صيدلية في حي العباسية شرق المدينة يقول صيدلي ثمة أشخاص يأتون إلينا طالبين منّا أدوية أعصاب دون وجود وصفة وعندما نرفض ينهالون علينا بعبارات الترجي والتذلل بحجة أن مرضاهم بحاجة لهذا الدواء وهم لايستطيعون الحصول على وصفة طبية بسبب غلاء أجرة معاينة الطبيب وفي حال رفضنا نتعرض بالتهديد برفع شكوى للصحة أو بتكسير الصيدلية ولذا قرر معظمنا عدم شراء أو بيع هكذا أنواع من الأدوية
الحل كمايراه معظم الأطباء والصيادلة لايقتصر على هذه الإجراءات المشددة على الصيدليات والتي تخف وترتفع وتيرتها كل فترة إنما بوضع استراتيجية لمكافحة الإدمان ,وبالتنسيق مع نقابتي الأطباء والصيادلة ,ووزارة الشؤون الإجتماعية والعمل لأن الموضوع مرتبط بقضية وطنية وتهدد جيل الشباب فمعظم المدمنين هم من الشباب المهمش العاطل عن العمل والأمل وجميع المؤتمرات والتصريحات وخطط العمل مازالت في طور "رفع العتب" وهذا ما أشير له في تحقيق سابق للزميل (حسان عمر القالش) حول الإدمان في محافظة طرطوس
يقول أحد المواطنين إن ظاهرة التشرد وعمالة الأطفال تؤدي بهم إلى أن يكبروا وسط إحباط يقودهم للانحراف وهذه الظاهرة ليست مخفية أو مستورة بل هي ظاهرة للعيان وتجدها في مراكز المدينة ولكن المسؤولين المعنيين لم يعالجوا ولو بكلمة هذه الظاهرة, وكان قد سبق لنا أن قدمنا تحقيقاً حول ظاهرة تشرد الأطفال وخاصة في مركز مدينة حمص
وهذه الظاهرة مازالت تستشري بين صفوف المواطنين بسبب غلاء المعيشة وظروف الحياة الصعبة وعلى هذا فإن الفقراء هم الصيد الثمين للإدمان بغياب خطط التنمية وضعف الإجراءات الرادعة والترقيع ورفع العتب

الجمل

إلى الندوة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...