تطابق المعلومات الأمريكية- الإسرائيلية حول الحرب بين سورية وإسرائيل

28-08-2007

تطابق المعلومات الأمريكية- الإسرائيلية حول الحرب بين سورية وإسرائيل

الجمل:     تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، وزعيم حزب العمل ايهود باراك بالأمس قائلاً من بين جملة أشياء، بأن حزب الله اللبناني استطاع بناء قدراته العسكرية، بما يفوق قدراته التي دخل فيها أمام الجيش الإسرائيلي في حرب الصيف الماضي.
كذلك أشار إلى عدم احتمال حدوث مواجهة عسكرية سورية- إسرائيلية، وذلك –على حد تعبيره- بسبب عدم رغبة الطرفين، أما بالنسبة للأزمة القائمة حالياً في الأراضي الفلسطينية، فقد أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي جاهز ويتمتع بالحرية في إجراءاته.
• الإدراك الإسرائيلي لمسيرة الصراع والمواجهة العسكرية:
نشر موقع ديكه الإسرائيلي الالكتروني قبل بضعة أشهر، تقريراً استخبارياً يقول بأن هناك مخطط لاستدراج إسرائيلي إلى دائرة مواجهة عسكرية ثلاثية الجبهات:
- جبهة جنوب لبنان: وتتضمن المواجهة العسكرية الجانبية الأولى، بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
- جبهة قطاع غزة: وتتضمن المواجهة العسكرية الجانبية الثانية، بين إسرائيل وحركة حماس.
- جبهة الجولان: وتتضمن المواجهة العسكرية الجانبية الثالثة بين إسرائيل وسورية.
وبعد اشتعال هذه الجبهات الثلاث: يتم التصعيد على النحو الذي تقوم فيه سورية بالمجهود الرئيسي، والعمل الحربي العسكري الحاسم ضد إسرائيل، مع احتمالات اشتعال جبهة رابعة ضد إسرائيل عن طريق الضفة الغربية، والتي لن يقف سكانها الفلسطينيون مكتوفي الأيدي عن دعم اخوانهم والقيام بالعمليات العسكرية ضد إسرائيل، مهما كان موقف السلطة الفلسطينية، والسلطات الأردنية والمصرية الرافض للحرب مع إسرائيل.
• الواقع الميداني والأداء السلوكي لأطراف الصراع المحتمل:
ظلت القيادة السورية تصدر نداءات السلام واحداً تلو الآخر، وبالمقابل ظلت الحكومة الإسرائيلية أكثر تلكؤاً وعدم اهتماماً بالاستجابة لنداءات السلام، إما عن طريق إطلاق التصريحات الغامضة التي تحمل الكثير من الإشارات المتضاربة والمتعاكسة، أو عن طريق التسريبات القائلة بأن الإدارة الأمريكية أبدت عدم موافقتها إزاء دخول إسرائيل في مفاوضات السلام مع سورية في الوقت الحالي.
تميز الأداء السلوكي الميداني الإسرائيلي بالآتي:
- حشد القوات الإسرائيلية على طول جبهة الجولان، وإجراء التدريبات والمناورات العسكرية، إضافة إلى القيام بعمليات تمهد المسرح لمواجهة عسكرية محتملة.. وقد شهد على ذلك قائد قوات الاوندوف التابعة للأمم المتحدة والمتمركزة في منطقة الجولان، عندما أشار بوضوح إلى وجود المزيد من الاستعدادات العسكرية على الجانب الإسرائيلي، وأكد بأنه على الجانب السوري لا توجد استعدادات مماثلة لكثافة ما تقوم قوات الجيش الإسرائيلي.
- محاولة دفع التطورات العسكرية والأمنية داخل جنوب لبنان على النحو الذي يؤدي إلى مواجهة بين حزب الله اللبناني وقوات اليونيفيل الموجودة في جنوب لبنان، وأيضاً دعم ميليشيات القوات اللبنانية، والكتائب، والحزب التقدمي الاشتراكي بالسلاح والعتاد، على النحو الذي يشكل تهديداً يؤدي في نهاية الأمر إلى جر حزب الله اللبناني واستدراجه إلى خوض حرب داخلية لبنانية مع هذه الأطراف، وفي الوقت نفسه التحريض على ضرورة نشر المراقبة الدولية على الحدود السورية- اللبنانية، إضافة إلى استمرار الطلعات الجوية الإسرائيلية، والتي انخفضت حالياً، على النحو ا لذي يؤكد بوضوح بأن عمليات التجسس الجوي الإسرائيلي التي كانت تتم عن طريق طلعات الطيران الإسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية، أصبحت تتم حالياً عن طريق الأقمار الصناعية المتطورة، والمخصصة لأغراض التجسس العسكري، وذلك بالتعاون بين أمريكا وإسرائيل، إضافة إلى قيام عناصر القوات اللبنانية، والكتائب، وميليشيات الحزب التقدمي الاشتراكي بدور الطابور الخامس الإسرائيلي في الساحة اللبنانية، وتقديم المعلومات عن حزب الله وبقية فصائل المقاومة اللبنانية، عبر ضباط (الارتباط) الذين يقومون بمهمة الربط وتنسيق قنوات تدفق وتبادل المعلومات بين (الموساد) الإسرائيلي، وقوى 14 آذار اللبنانية وميليشياتها المسلحة.
- محاصرة قطاع غزة بحيث يقوم الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي بتطويق قطاع غزة بشكل محكم، إضافة إلى قيام الطيران الإسرائيلي بالاستمرار في تنفيذ عمليات (الاغتيالات المستهدفة) ضد الفلسطينيين التابعية لحركة حماس.
ونلاحظ في الأداء السلوكي الميداني الإسرائيلي على الجبهات الثلاث أن السلوك الإسرائيلي يركز على محاولة استخدام العمليات السرية من أجل التحرش بهذه الأطراف، ودفعها إلى دائرة المواجهة، وقد تمادت إسرائيل في هذه العمليات السرية، ولم تتورع حتى عن استهداف القوات الدولية (قوات اليونيفيل) الموجودة في جنوب لبنان، ومن أمثلة ذلك، محاولة تحميل حزب الله المسؤولية عن الانفجارات التي استهدفت قوات اليونيفيل خلال الشهر الماضي.
• سلوك اللوبي الإسرائيلي و(التزامن المثير للانتباه) مع سلوك القيادة الإسرائيلية:
في الوقت نفسه الذي كان فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يتحدث عن قدرات حزب الله العسكرية في الفترة التي أعقبت حرب الصيف الماضي وامتلاكه للصواريخ أرض- أرض، وأرض- جو، والقذائف الصاروخية المضادة للدروع، وغير ذلك، قام معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بنشر تحليل يتحدث عن قدرات حماس العسكرية في الفترة التي أعقبت استيلائها على قطاع غزة.
وقد تحدث تحليل معهد واشنطن عن قدرات حماس العسكرية بنفس الطريقة التي تحدث بها وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك عن قدرات حزب الله العسكرية، والتطابق والتقارب في أنواع أسلحة حزب الله، وأسلحة حماس.
التزامن اللافت للانتباه بين حديث ايهود باراك على شاشات التلفزيون الإسرائيلي، وتحليل خبير اللوبي الإسرائيلي نيك فرانكونا، لا يمكن النظر إليه باعتباره من قبيل المصادفة، وإنما هو في حقيقة الأمر (تزامن) يحمل أكثر من معنى وأكثر من دلالة:
- نقل رسالة للرأي العام الإسرائيلي والامريكي والدولي، بأن حزب الله اللبناني، وحركة حماس يستعدان لمهاجمة إسرائيل.
- تمهيد المجال بما يتيح مجالاً واسعاً أمام القيام بتوجيه حملة اتهامات واسعة النطاق ضد سورية تحت مزاعم أنها تقوم بدعم حماس وحزب الله بالوكالة عن إيران ضد إسرائيل.
- توجيه المزيد من الاتهامات ضد إيران، باعتبارها تقوم بدعم حزب الله وحماس من أجل استغلالهم أيضاً في حرب الوكالة ضد إسرائيل، وكأدوات لفرض النفوذ.
وسوف لن تكتفي إسرائيل بتصعيد التوترات ضمن هذا الحد، بل سوف تلجأ إلى المزيد من الأساليب الأخرى الإضافية، وإذا كان الإسرائيليون قد بدؤوا يقللون من احتمالات حرب الصيف، فمن الممكن أن تكون التحضيرات داخل إسرائيل جارية على قدم وساق من أجل شن (حرب الشتاء) ضد أي من الأطراف الثلاثة، أو الثلاثة معاً، خاصة وأن الإسرائيليين يدركون أن حزب الله اللبناني وحركة حماس، قد يكونا في حالة استرخاء وعدم توقع لقيام إسرائيل بشن أي عملية عسكرية كبيرة في الشتاء، وذلك على النحو الذي يوفر لإسرائيل عنصر (المباغتة)، الذي تعتمد عليه القوات الإسرائيلية في شن (الحرب الخاطفة) التي تتيح لإسرائيل إمكانية تفادي حرب الاستنزاف الطويلة المرهقة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...