العلاقات الأمريكية مع الهند وباكستان على طريقين متباعدين

13-03-2006

العلاقات الأمريكية مع الهند وباكستان على طريقين متباعدين

 

 

ابرزت الزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي جورج بوش للهند وباكستان هذا الشهر بشكل ملحوظ التباعد المتزايد في اسلوب التعامل الذي تنتهجه الولايات المتحدة مع الجارتين النوويتين في جنوب اسيا.

 

فالهند هي القوة الديمقراطية الصاعدة بقوة الصاروخ والتي من اجلها تبدي واشنطن استعدادها للتخلي عن 30 عاما من سياسة عدم الانتشار النووي كي يتسنى لنيودلهي الحصول على تكنولوجيا امريكية في مجال الطاقة النووية.

 

اما باكستان التي تحيط الشكوك باستقرارها في المستقبل فقد تعرضت للفت نظر من واشنطن كي تبذل مزيد من الجهود لمكافحة الارهاب وتوسيع نطاق الحريات الديمقراطية.

 

وقالت تيرسيتا شافير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "اذا حكمت باكستان على علاقتها مع الولايات المتحدة من خلال مدى تقارب الولايات المتحدة بالهند فسيكون الحكم مخيبا للامال لان العلاقات الامريكية الهندية في اوجها تاريخيا."

 

وتستمتع الهند التي طالما غاصت علاقاتها مع الولايات المتحدة في مستنقع سياسات الحرب الباردة بدفء اتفاق تاريخي للطاقة النووية وباختيار بوش لها بوصفها قوة عالمية مهمة للاستراتيجية الامريكية المتعلقة بعلم السياسة الطبيعية.

 

وعلى النقيض ففي باكستان عبر المحللون عن قلقهم لان الرئيس برويز مشرف لم يحصل على اية مكاسب من اقامة تحالف مع واشنطن كانت من نتائجه وضع الجيش الباكستاني في مواجهة مع شعبه عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول للبحث عن متشددي القاعدة على الحدود مع افغانستان.

 

وقال الان كرونستادت المحلل المتخصص في شؤون جنوب اسيا بمركز ابحاث مكتبة الكونجرس ان الكثير من الامريكيين "لا يدركون حجم القلق الذي يشعر به الباكستانيون الان وكيف ينظر الى مشرف على انه بات في موقف صعب."

 

وتابع ان هذا تأكد من خلال رفض بوش العلني وغير المعتاد لطلب مشرف بان تحصل باكستان على اتفاق نووي على غرار اتفاق واشنطن مع الهند.

 

واضاف كرونستادت لرويترز انه بخلاف الزيارة نفسها "لم ينل مشرف شيئا يذكر.. حصلت الهند على هدية كبيرة متمثلة في الاتفاق النووي فيما نالت باكستان تربيتا على الظهر ونصيحة كي تبذل المزيد من اجل مكافحة الارهاب وارساء الديمقراطية."

 

ولفت ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون جنوب اسيا واسيا الوسطى الى ان بوش اعلن عن شراكة امريكية باكستانية ومحادثات بشأن القضايا الاستراتيجية والتعليم والطاقة والاقتصاد.

 

وقال لرويترز "نعتقد ان هذه الاشياء تلبي احتياجات باكستان كمجتمع مستقر وحديث ومزدهر وديمقراطي ..والاختبار الحقيقي يتمثل فيما اذا كنا سنساعد الشعب الباكستاني على التقدم نحو مستقبل افضل."

 

ولا تزال باكستان التي تعد واحدة من اكبر المتلقين للمساعدات الامريكية حليفا مهما في الحرب على الارهاب ولكن لا تنظر اليها واشنطن على انها تضاهي الهند كدولة ديمقراطية او كدولة لديها الاستعداد لاتخاذ اجراءات لمنع الانتشار النووي.

 

وكان ابرز عالم نووي سابق في باكستان قد ادار سوقا سوداء باع من خلالها تكنولوجيا نووية الى ليبيا وكوريا الشمالية وايران.

 

ومشاعر القلق لدى باكستان تجاه علاقتها مع الولايات المتحدة قائمة منذ فترة طويلة. فالولايات المتحدة وباكستان تحالفتا في الثمانينيات ضد الاحتلال السوفيتي لافغانستان ولكن العلاقات اصبحت فاترة فور انسحاب السوفيت ويرجع السبب الرئيسي في ذلك الى قلق الولايات المتحدة من برنامج باكستان المتعلق بالاسلحة النووية.

 

وقال كرونستادت انه على الرغم من ان واشنطن بذلت جهودا لتبديد هذه الفكرة "الا ان هناك مخاوف شائعة في باكستان من ان الولايات المتحدة ستنفض يدها" من هذه العلاقة.

 

وذكرت شافير ان زيارة بوش استهدفت التأكيد على الدعم الامريكي و"اعطاء الكثير من الاهتمام لمشرف."

 

لكنها انتقدت الادارة لتركيزها الكبير على العلاقات الشخصية مع مشرف وعدم التواصل مع المعارضة السياسية وجماعات المجتمع المدني وهي امور حيوية لتقييم الديمقراطية في باكستان.

 

ويشعر بعض المحللين بالقلق من ان الحماس الامريكي في احتضان الهند لا سيما فيما يتعلق بالاتفاق النووي التاريخي يشجع باكستان على الاعتماد بشكل اكبر على حليفتها الحميمة الصين.

 

وقال دانييل بلومنثال وهو مسؤول سابق بوزارة الدفاع الامريكية "تشعر باكستان بانها معرضة للخطر من العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والهند وبينما تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على علاقتها القوية 536870913 مع مشرف فان مشرف سيكون بمقدوره ان يضع الجانبين (الولايات المتحدة والصين) ضد بعضهما البعض."

 

 


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...