صمت الرجال: قوة أم ملل؟

07-11-2007

صمت الرجال: قوة أم ملل؟

المرأة تأنس لصوت الرجل..

الرجل ..يستسلم لدور الزوج,ويرفض الأنيس..‏

الملل أخرس.. لكن الرجل يرى أن الصمت ليس دليل زهد.. والكلام ليس باباً للحب.‏

تتهمه أن صمته فيه إخفاء لما تخشاه فيه وهو يتهمها أنها السبب وراء هذا الصمت..وهكذا يصبح الصمت لغة خرساء بين الأزواج فلماذا يصمت الرجال..هل يجدون فيه قوة؟‏

أم من الملل,أم يخفون حقاً ما يخشون أن تعرفه المرأة؟‏

على الرغم من أن الجنس البشري لم يألف طريقة للتعبير والتواصل أكثر سهولة ووضوحا من الكلام,إلا أن بعض الرجال يفضل أن يغرد خارج البيت ويصمت فيه.‏

والرجال في تفسير ذلك ينقسمون الى فرق:‏

هذا يعلل بأن ما يجري ليس صمتا اختياريا,بل سكوت اضطراري لتجنب أزمات زوجية شائكة.‏

وذاك يرى أن صمت الأزواج يستند الى واقع بيولوجي يجعل الرجال كائنات صامتة بالفطرة.‏

وثالث يترفّع عن اللّت والعجن مؤمنا بحكمه (لا تعطها وجها) على اعتبار أن الكلام(شغل حريم) وهناك نوع رابع من الرجال يعتبر الحوار خارج البيت متجددا دافئا يفتح الشهية,أما في البيت,ومع المدام فهو بارد بنكهة الضجر,وتتعدد التبريرات والنتيجة واحدة.‏

أبو رضوان يستغرب سؤالنا عن صمت الرجال وأسبابه ويجيبنا بسؤال استنكاري يقول:‏

هل من المعقول أن أكدّ وأشقى طوال النهار,ثم أعود الى البيت لكي أثرثر مع(المدام)؟ وما الذي سأقوله لها؟هي تتصور أنه يكفي أن أجلس الى جانبها,حتى ينهمر الكلام فوق رأسي كالمطر؟ثم وهذا هو الأهم,من يضمن لي نهايات مأمونة العواقب في زمن تتطور فيه معظم الحوارات الزوجية الى حوارات مفخخة ومناقشات ملغومة لا يعلم منتهاها إلا الله.‏

أما السيد نشأت المصري فهو يتبع سياسة خير الكلام ما قلّ ودلّ وكلماته ممهورة بالاعتراف التالي:أعترف أنني لست من الرجال المتكلمين,الا إذا كان هناك ما يستدعي الكلام,والأمر ليس عيبا بالنسبة لي,بل ميزة,لأنني أرى كثرة الكلام صفة أنثوية دافعها الفضول..وأنا أنصح النساء بثلاثة مفاتيح ضرورية لاحتواء مشكلة الزوج الصامت(اذا افترضنا أنها مشكلة) فكثير من الثقة,مع قليل من التفهم والصبر .‏

يحاول الرجال رسم صورة جميلة لهم لتبرير الصمت,المهندس ياسر حجازي يؤمن بأن الأساس الذي تبنى عليه الحياة الزوجية هو التفاهم,والحوار هو لب التفاهم,لكن الرجل بحكم مشاغله وتراكم ضغوط الحياة,يتوقع أن تكون الزوجة هي المبادرة لفتح الحوار كون البيت مملكتها ,وهي الطرف الأكثر أهمية في المنزل.‏

ويرى سامي حمدان أن الميل الى الصمت منحى ذكوري عام,ولا علاقة له لا بالقوة ولا بالملل يقول:‏

في حين يفضل الرجل حوارا مركزا ذا خطوط عريضة ونقاط رئيسية,تظهر المرأة شغفا بالتفاصيل,وميلا نحو الاسترسال في الحديث,هذا عدا عن أن المرأة نفسها أطول مع الحكي,وعندها روح للأخذ والرد,والأهم أنها تستمتع فعلا بالكلام.‏

وأنا أساسا لا أوافق على فرضية صمت الرجال لأن فرق الكلام سببه ثرثرة النساء لا صمت الرجال.‏

أما رضا الأحمد فهو يعترف أنه من الرجال المتكلمين ,وكونه استثناء فهذا لا يجعله ينكر القاعدة إذ يعتقد أن صمت الأزواج مشكلة عامة تعانيها نساء كثيرات,إلا أن الأمر يتحول الى أزمة حقيقية اذا كان الزوج يصمت داخل البيت بينما هو في الخارج (كروان يصدح).لكن دفاعه عن بني جنسه لازم يقول:أتوقع أن يكون صمت الرجال نوعا من رد الفعل تجاه ضغوط الحياة,فهو لديه متاعب العمل,ووجود اختلاف ولو بسيطا في الآراء,يكون صمت الرجل أحيانا بمثابة علاج وقائي لتجنب خلافات وأزمات تلوح في الأفق.‏

إذاً الكلام أحد أهم مفردات التعبير عن الحب,وانقطاع الحوار يعد مؤشرا الى جفاف المشاعر والزوج الصامت لديه دائما ما يخفيه وإلا ما سبب صمته؟‏

إنه يعتقد أن قلّة كلامه تحميه من زلات اللسان ومن عواقبها.. فهل هذا صحيح..؟؟‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...