مدير الجمارك يقر بوجود فساد في مديريته وأن الإستيراد يتم بأسماء وهمية

21-11-2007

مدير الجمارك يقر بوجود فساد في مديريته وأن الإستيراد يتم بأسماء وهمية

اعتراف السيد نبيل سيوري مدير عام الجمارك بحالة الفساد والترهل التي وصلت إليها إدارة الجمارك لهو إشارة أكيدة إلى بداية صحيحة... ‏

دعونا ومن خلال هذا اللقاء الذي حاولت من خلاله الخروج عن المألوف من خلال أسئلة غير تقليدية نكتشف معاً مدى الصراحة التي تحدث بها السيد مدير الجمارك. 
 ہ نحن نعلم بأنكم كنتم تشغلون مديرية هامة في الإدارة هي مديرية القضايا ومن المعروف أنها إدارة مفصلية.. سؤالي لكم هل كان يطلب منكم أشياء من المديرين السابقين أنتم غير مقتنعين فيها؟ ‏

ـ في الحقيقة وحتى أكون واضحاً وصريحاً لم أتعرض لضغط حقيقي وأنا عنيد في مثل هذه الأمور ولا أكتب إلا قناعتي وأعمل ضمن القانون ولم يكن هناك أية علاقة شخصية تربطني مع المديرين السابقين. ‏

ہ بكل بساطة طلب منك وأنت لم تنفذ؟ ‏

ـ لا يمكن أن نسميه طلباً، تلميح لطلب لكن لم أنفذ. ‏

ہ سمعنا منذ أيام عن قيامك بجولة تفقدية على مركز المطار وقمتم وقتها بما يسمى تصحيح بيان مخالف ونذكر أن الرقم الذي تم إعادته إلى الخزينة يصل إلى أكثر من 200 مليون ليرة سورية.. سؤالي: هل قيامكم بهذه الجولة أمر عادي أم بناء على معلومة؟ ‏

ـ من طبيعة عملي القيام بجولات تفقدية على المراكز الجمركية بالقطر، وبعد تسلمي منصب مدير عام لم أترك مركزاً جمركياً إلا وزرته وآخر جولة لي كانت مساحتها بحدود 2200كم ضمن منطقة التنف وحلب وغيرها، وبكل بساطة زرعت لي عيوناً في معظم المراكز وهذه العيون ستساعدني في تصحيح الخطأ عندما يقع، أحد العيون الموجودة في المطار لاحظ أمراً غير طبيعي وتم إعلامي وقتها طلبت من مدير المطار منع مغادرة أي سيارة بالمنطقة الحرة واتجهت إلى هناك لأفاجأ ببيان واحد 62 سيارة وبيان 17 سيارة وبيان 18 سيارة وعدم إمكانية الكشف بالمنطقة الحرة لهذا العدد الكبير من السيارات، دفعنا بنقل السيارات إلى أمانة دمشق القديمة باعتبارها فارغة والمستودعات فارغة أيضاً وتم تفريغ البضاعة في هذه المستودعات ليتبين لنا وجود مخالفات كبيرة جداً. ‏

تم تسجيل القضايا بشكل طبيعي والمسؤولين عن الخطأ تم وضعهم تحت تصرف مديرية الرقابة الداخلية والتحقيق معهم وتحديد المسؤوليات وفرض العقوبات المناسبة التي يمكن أن تحددها الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش.
 
‏ ہ ما هو مجموع المخالفات وقيمتها؟ ‏

ـ حوالي 240 مليون ليرة سورية بدون غراماتها. ‏

ہ هل كان هناك شخصيات وأسماء معروفة بالمخالفات؟ ‏

ـ من المعروف حالياً أنه لم يعد هناك من يستورد باسمه ويتم الاستيراد بأسماء وهمية، ويمكن أن يكون عامل قهوة. ‏

ہ هذا الرقم لمخالفات يوم واحد بمركز حدودي واحد برأيكم ألا يوجد حجم من المخالفات تمارس بشكل يومي قريب من هذا الرقم إذا لم يكن أكبر منه؟ ‏

ـ أكيد يوجد ولكن ليس بهذا الشكل، هناك قانون القضايا اللاحقة، حتى لو خرجت البضاعة يحق لنا أن نتابعها إلى مخازن التاجر وندقق فيها وفي قيودها وأشير إلى أنه سيكون هناك هيكلية جديدة اعتباراً من بداية العام القادم لمديريات الجمارك وسيحدث مديريات جديدة منها مديرية مكافحة التهريب من ضمنها قسم الرقابة اللاحقة وقسم إدارة المخاطر، حتى المكتب السري سيُضم إلى هذه المديرية مكتب مكافحة تبييض الأموال وأشير ايضاً الى ضعف بالكادر الجمركي من جهة المعلومات والامكانيات ولقد باشرنا بعمليات تأهيل وتدريب لكافة العاملين وبكافة المستويات. ‏

ہ الى اين وصلتم بمشروع اتمتة الجمارك؟ ‏

ـ هناك قسمان في هذا المشروع قسم مالي وقسم فني ‏

القسم المالي حالياً تدقق فيه الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش كون هناك اشكالية معينة اما القسم الفني يوجد اشكال لبعض الاجهزة وقد رفضنا استلامها ليتم استبدالها. ‏

وقد بدأنا البرنامج في مركز اللاذقية بالتعاون مع خبراء تونسيين استطاعوا بعد جهد كبير ان يضعوا برنامجاً للاتمتةوبدأنا فيه بعمليات التصدير وقد نجح معنا كما بدأنا منذ ايام بعمليات الاستيراد. ‏

ہ هل هناك برنامج زمني لاتمتة العمل الجمركي؟ ‏

ـ بدأنا كتجربة في مركز اللاذقية وقد نجحت وحاليا نجهز مركز المطار /نصيب/ المطار شبه جاهز اما في نصيب موضوع الحريق اثر على البنية التحتية وحالياً نجهزه ونؤهله. ‏

ہ ما هي الفترة الزمنية بالتحديد؟ ‏

ـ حوالي 6 اشهر كحد اقصى. ‏

ہ ما هو هاجسكم كمدير عام للجمارك؟ ‏

ـ اعاده هيبة ادارة الجمارك والصورة النقية لهذا القطاع ولا اخجل من القول ان هناك فساداً في الجمارك لكني اعمل لمكافحة هذا الفساد وبجهد كبير وأنا اقول اذا دخلت الاتمتة بشكل فعلي سيتم اختصار عدد كبير من التواقيع ويستطيع التاجر من مكتبه ان يرسل البيانات عن طريق الإيميل او بالبريد ترسل الوثائق ليتم معالجتها وهو يسدد ما يترتب عليه عن طريق شيك مصرفي او حساب بالبنك وهنا نكون قطعنا الصلة بين التاجر والموظف وبهذا نكون قد حققنا شوطاً كبيراً. ‏

ہ يحكى خارج الوسط الجمركي ان بعض موظفي الجمارك بعد سنة او سنتين يستطيع احدهم من عمله في الجمارك امتلاك السيارة والمنزل وما الى هنالك وهذه اشارة عن الفكرة السائدة عن الرشوة التي تحصل في هذا القطاع؟ ‏

ـ انا قلت في اول كلامي ان هناك فساداً وأنا اعمل لمكافحته والفساد او الرشوة تحصل من خلال وسيط بين الراشي والمرتشي وانا بكل بساطة اريد ان اقطع رزق هذا الوسيط. ‏

وحالياً موضوع الاتمتة بما يخص البيانات الجمركية اذا تعاون الاخوة التجار معنا نكون قد اغلقنا باب الفساد بشكل مطلق في موضوع البيانات الجمركية وانا اعمل حاليا على انشاء مكتب امام مبنى الادارة كما هو معمول في مجلس الوزراء وهذا المكتب يلغي دور الوساطة بين الراشي والمرتشي الذي هو معقب معاملات اصلا وهذا يلغي 90% من الفساد. ‏

ہ يتحدث الآخرون عن ثمن لنقل اي مراقب الى النقاط الحدودية وكل شيء بثمنه؟ ‏

ـ انا اصدر القرارات واقوم على تنفيذها ‏

ہ هل هذا يعني انك لا تتأثر بالوساطات؟ ‏

ـ لا انكر هناك بعض الوساطات ولكن انا اسميها «تخجيل» وهي ليست من نوع الضغط وبالنتيجة لا اقوم باي عمل او نقل الاحسب قناعتي واذا كان الشخص سيئاً لا انقله. ‏

ہ نأتي لموضوع تهريب المشتقات النفطية شاغلة الحكومة والناس والصحافة في آن واحد اين نقاط الضعف في هذه الحلقة؟ ‏

ـ نحن وضعنا خطة واعطت نتائج جيدة مادة المازوت كانت تهرب عن طريق صهاريج او خراطيم طويلة وقد قمنا بمسح الاراضي التي يتم فيها عمليات التهريب وقد سحبنا كميات كبيرة من الخراطيم واتمنى عليكم ان تشاهدوها وتصوروها وفي المرحلة الثانية سحبنا عدداً كبيراً من خزانات المازوت غير الشرعية والتي كانت تدفن تحت التراب. ‏

المرحلة الثالثة: الحملة الكبيرة التي قامت بها الجمارك واعتقد انها اعطت ثمارها والتي حدت بشكل كبير من التهريب. ‏

ہ كيف هي علاقة الضابطة الجمركية والادارة؟ ‏

ـ الضابطة والادارة في احلى حالة انسجام خلية عمل نشيطة ونتائج الاشهر الثلاثة الاخيرة تعطي فكرة عن هذا الانسجام واقول من المهم جدا ان يكون هناك انسجام بين الضابطة والادارات وان اي خلاف بين الآمر العام والمدير العام ينعكس سلباً على الادارة وللأسف اقول في مجتمعنا عندما يلاحظون الانسجام بين اي طرفين يحاولون افساد هذا الانسجام فيقولون المدير العام مسيطر على الآمر العام او يقولون الآمر العام مسيطر على المدير العام والحقيقة انا والآمر العام منسجمان جدا لابعد الحدود. ‏

ہ في سؤال لاحد المديرين العامين سابقاً عن وجود مافيا تهريب في القطر وفيما اذا كان هناك اشخاص مهمون يدعمون هذه المافيا؟ ‏

ـ صدقني لا اعرف. ‏

ہ انت الان تضرب بيد من حديد وما الموضوع الاخير في المطار الا تأكيد على ذلك سؤالي هو مورس عليك ضغوط بعد هذه الضربة؟ ‏

ـ لم يمارس علي ضغوط بشكل فعلي يمكن ان تكون هناك ضغوط غير مباشرة من خلال تشويه سمعة وتقارير كيدية وهذه الاشياء لا تهمني انا اعرف انني اسير بالطريق الصحيح ضمن خطة وضعتها وهدف حددته ولن يوقفني شيء. ‏

ہ التقارير كانت من داخل الادارة هذا يعني ان هناك اشخاصاً كثيرين داخل الادارة يهمهم الا تسير الامور بالشكل الصحيح؟ ‏

ـ هذا كلام اكيد فقد تعودوا الا يداوموا بالادارة وان يكونوا في المناطق الحدودية وقد وضعت شبه نظام للتنقلات واشير الى صعوبات في الكادر ( الملاك العددي) وهذه المعاناة سوف تحل قريباً. ‏

أقول بكل بساطة الموظف الذي كان يخدم ضمن الامانات عندما تحضره الى الادارة (سيخرمش) وخرمشته هذه تكون بكتابة تقارير كيدية. ‏

ہ ما هي نقاط القوة لديك؟ ‏

ـ انا اقول دائماً للتجار اذا كان لك حق عندي خذه واذا كان لي حق عندك ساطالبك به وحقي هذا هو حق الخزينة واقول ايضا ان اليد النظيفة هي قوة كبيرة وعدم تمسكي بهذا الكرسي نقطة قوة فانا غير متمسك بالكرسي نهائياً ومن الممكن ان اغادر هذا المكان في اي وقت ما يهمني ان اكون قد قدمت شيئاً في عملي. ‏

اخيراً لد ي نداء لكل من له صلة بعمل الجمارك ان لا تدفع رشوة الى اي موظف وفي حال وجود اي مخالفة او عرقلة فان بابي مفتوح ومستعد لتلقي اي شكوى. ‏

‏ اهم المواد المهربة استيراداً: الكهربائيات والدخان ‏

اهم المواد المهربة تصديراً: النفط واللحوم ‏

‏ نبيل سيوري انتقل الى ادارة الجمارك عام 1989 وانتقل من الفئة التاسعة الى الفئة الاولى بعد الحصول على الثانوية والجامعة حيث تم تعيينه بصفة مراقب في مديرية القضايا بعد ذلك رئيس قسم بعدها معاون مدير دمشق ثم مدير دمشق ثم مدير قضايا ليتم بعد ذلك مدير عام للجمارك. ‏

متزوج لديه ولدان.

محمد البيرق

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...