الوفود المشاركة تصل إلى أنابوليس والبابا يتضرع من أجل نجاحه

26-11-2007

الوفود المشاركة تصل إلى أنابوليس والبابا يتضرع من أجل نجاحه

بدأت الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام المقرّر في أنابوليس غداً، بالوصول إلى واشنطن، التي من المرتقب أن تشهد خلال الساعات المقبلة مشاورات مكثفة إسرائيلية ـــــ فلسطينية ـــــ أميركية للخروج بالحد الأدنى من التوافق، في وقت كشفت مصادر عربية عن أن الإدارة الأميركية أبلغت الدول العربية بأنها ستعلن عن لجنة متابعة لأعمال المؤتمر، وأن مؤتمراً مكملاً سيعقد في موسكو في كانون الثاني المقبل لبحث المسار السوري واللبناني والفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، بعد وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن، إن الفلسطينيين يرون أن مؤتمر أنابوليس «نقطة انطلاق لمفاوضات الوضع النهائي، التي ستؤدي إلى تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولة عاصمتها القدس».
وفي حديث للصحافيين على متن الطائرة التي أقلّته إلى واشنطن، أعلن عباس تصميمه على «التوصل إلى سلام حقيقي من أجل الأجيال المقبلة». وقال إنه متوجه إلى الاجتماع «لأحقق لشعبي الفلسطيني أهدافه وأحلامه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة». وأضاف: «أمامنا ثمانية أشهر، سنبذل كل جهودنا لتحقيق السلام خلال هذه الفترة». وتابع أنه يتوجه إلى أنابوليس «على أمل أن نصل إلى حلول... أعتقد بأن هناك فرصة، ليس لنا فقط، بل أيضاً للإسرائيليين، وعليهم استغلالها وأن يفهموا أن الفرصة من أجلهم كما هي من أجلنا، ولذلك يجب بذل كل جهود ممكنة لإنجاح المؤتمر».
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، فقال قبل وصوله إلى العاصمة الأميركية، إنه «يأمل أن يؤدي اجتماع أنابوليس إلى بدء مفاوضات جادة بشأن كل القضايا الجوهرية التي ستؤدي إلى قيام دولتين لشعبين».
وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، للصحافيين على متن طائرة أولمرت، إنها «تتوقّع أن يتفق الجانبان على وثيقة لبدء عملية (السلام) وليس حل (النزاع)». وأضافت أن الحضور العربي يعزز فرص النجاح، وأنه من دون الدعم العربي لا يوجد «فلسطيني واحد» يمكنه الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل. لكنها طالبت الدول العربية بأن «لا تحدّد شروط المفاوضات أو تتدخل فيها».
وأوضحت ليفني: «ما ستكون عليه الصورة هذا الأسبوع هو فصل المعتدلين عن المتشددين. وسيبدو الفصل بين المعسكرين واضحاً. فهناك معسكر سيشارك في اجتماع أنابوليس، وآخر سيعلو صراخه، إيران وحماس والمتشددون».
وفي السياق، كشف مصدر دبلوماسي عربي في الرياض، لوكالة «فرانس برس»، عن أن الولايات المتحدة عرضت على الدول العربية، التي ستشارك في اجتماع أنابوليس، تأليف لجنة متابعة للملف الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، وعقد اجتماع في كانون الثاني في موسكو للمسارين السوري واللبناني، وكذلك الفلسطيني.
وقال المصدر إن «الترتيبات المقترحة التي أبلغتها الولايات المتحدة للأطراف العربية تتضمن عقد مؤتمر مشابه في موسكو، في شهر كانون الثاني المقبل، سيبحث في المسارات السورية واللبنانية، إضافة إلى المسار الفلسطيني». وأضاف أن الترتيبات المقترحة تتضمن أيضاً «تأليف هيئة متابعة من بعض أعضاء اللجنة الرباعية ولجنة المتابعة العربية لمتابعة سير المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية».
وكشف المصدر عن أنه «ستوزع على كل الأطراف في المؤتمر رسالة بوش إلى أولمرت وعباس»، مشيراً إلى أن هذه الرسالة «تعدّ رسالة ضمانات أميركية، يؤكد فيها بوش مبدأ إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وأن عملية السلام ستكون مرجعيتها قرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية». ولفت إلى أن «السعوديين أكدوا لواشنطن أنهم لا يريدون لقاء أحد من الوفد الإسرائيلي، لا بالمصادفة ولا بالترتيب، ولذلك اتُفق ضمن الترتيبات البروتوكولية للمؤتمر على أن تدخل الوفود إلى قاعة الاجتماع من أبواب مختلفة».
ورأى المصدر الدبلوماسي أن «العديد من الدول العربية غير متفائل بأن يحقق اجتماع أنابوليس اختراقات مهمة على صعيد تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكنه ذاهب لتأكيد رغبته بالمشاركة في أية محاولة لتحقيق السلام».
من جهتها، رأت صحيفة «نيويورك تايمز» أن جمع كافة أطراف النزاع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني في أنابوليس لن يسهم في تسوية الأزمة، مقترحةً درس مرحلة ما بعد أنابوليس.
وكتبت الصحيفة: «بعد أن أُهملت هذه المسألة طوال ست سنوات، ستجري تهنئة الرئيس (جورج) بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لأنهما حاولا أخيراً تحريك الأمور». وأضافت: «لا يكفي جمع كافة الأفرقاء في القاعة نفسها لتسوية المشكلة».
وقالت الصحيفة: «لتكون للمؤتمر صدقية، يجب أن تجري خلاله مباحثات جدية ومفصَّلة وقابلة للاستمرار بشأن القضايا الرئيسية، وهي ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، ومصير اللاجئين، ومستقبل القدس، وتقديم ضمانات لإسرائيل بشأن أمنها». وتابعت أن «أفضل وسيلة للمضي قدماً خلال المؤتمر، هي صياغة وثيقة تتضمن معايير الاتفاق، وجدولاً زمنياً للمفاوضات».
وأعلن المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، أمس، أن وفداً يمثل الفاتيكان سيشارك في أنابوليس. وقال: «إن الفاتيكان تلقّى دعوة إلى أنابوليس، وسيرسل وفداً».
وكان البابا بنديكتوس السادس عشر قد دعا أمس إلى الصلاة لنجاح لقاء أنابوليس بهدف التوصل إلى «حل عادل ونهائي للنزاع الدامي في الأراضي المقدسة منذ 60 عاماً، والذي سبّب الكثير من الدموع والمعاناة للشعبين».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...