القائد الخادم

15-06-2006

القائد الخادم

تساؤل
(لمَ ولمن نكتب!!وإن كتبنا ماذا سيتغير!!!) تساؤل استوقفني بعد أن أنهيت  دراستي للإعلام...
"تجاوزات، محسوبيات... تبعية، تخلف،......" وما يزيد الطين بلة (الكل شايف وساكت وما حدا سائل).
 فهل نصمت عن الكلام!!
تجلى أمامي البطل المقدام "دون كيشوت"  حاملاً سيفه ليصارع طواحين الهواء، أحقاً نصارع طواحين الهواء، كلامنا يبلعه الفراغ!؟؟
 بعدها أتتني عبارة تحمل الجواب (كل ما يحتاج إليه الشيطان كي يحقق انتصارا،هو ان لانفعل شيئاً).
إذا،لابد من العمل حتى لو كان هباء. عسى ولربما تحمل الكلمات معنى "يحيي النفس، ويوقظ الفعل، وبدوره يوِّلد الحياة".

نظرة إلى واقع الإعلام
سأبداً من وزارة الإعلام باعتباري تابعة لها، وهي لاتختلف عن باقي الوزارات، فمؤسساتها والعاملين والقائمين عليها (بغنوا نفس الموال ولا يمكن اصلاح الخارج والداخل خربان)، ومن مبدأ (اخرج أولاً الخشبة من عينك، ثم تبصر جيداً كيف تخرج القذى التي في عين أخيك).
إليكم الحكاية:
في يوم ليس ببعيد، أقيمت ورشة عمل لتطوير الاعلام، فيها تم الحديث عن واقع الاعلام، ومشكلاته المسموح فيها بالكلام!!
الحضور متنوع طلاب إعلام/موظفين/ إعلاميين، واللافت ان أحداً من  المسؤولين لم يتغيب وعلى رأسهم الوزير ومعاونوه.
- افتتحت الجلسة مع التأكيد على احترام الوقت (الناس وراها مصالح والتزامات)، بادرة خير أن يحترم "الوقت" ولا أدري كم هذا الشيء الثمين محترم في بلدي!!
 بدأ المتحدث يشرح الوضع وتباشير المرحلة من قانون المطبوعات الى مساحات الحرية الشاسعة و...و...و...
بعدها فتح باب للأسئلة وطرح المشكلات والأوجاع..
في الحال انقسم المجتمعون الى فريقين كما تعودوا في اللعبة (هجوم­دفاع/ سيد­تابع/ رابح­خاسر...) بشكل استفزني لأقدم (اقتراح) غير أنّ شيئاً ما شدني كي لا أفعل.
­الوضع بالمجمل (سيء) وسيصبح أسوأ إذا لم نفكر إلاّ بهذه العقلية ونحمل هذه الروح، فكما يقال عقائد الأمس الهادىء لاتكفي لمواجهة الحاضر العاصف....
الكل يعاني حتى الوزير صارحنا بأنه (يعاني من أزمة ثقة)!! فالمسؤول لاثقة فيه أو هو بصاحب موقف... الاعلامي لاحرية له أو سياسة واضحة يهتدي بها...  بالاضافة  الى القوانين وطوارئها التي جعلته فاقد الثقة، خائف، هذا إذا وجد الحماس للكتابة أو الكلام.
 أما بالنسبة للحال الصحي والإداري والفني، تقدم أحداً ليبدي اقتراحاً فأخبر بان الكلام اليوم عن تطوير الإعلام وليس المؤسسات.
 لفتني حال المعهد التابع للوزارة، تأسس منذ أكثر من عشر سنوات والطلب المقدم (كأضعف الإيمان) أن يحوي مقررات للدراسة، فهو إلى الآن يخرج طلاب بشهادة من دون معلومات!!
­كنت جالسة أراقب واستمع بجانبي احدى المديرات تضع رأسها على كرسي امامها (نص نايمة) فجأة جلّست ونظرت إلي ثم قالت (ماخلصو لسا... كلو حكي بلاطعمه) فجاوبتها بابتسامة كعادتي عندما اعجز عن الكلام!!
"نسأل بعدها عن أسباب المشكلات!!"
الاقتراح
الاقتراح الذي كنت سأتقدم به هو باختصار( تأهيل ذوي المناصب ليصبحوا قادة حقيقيين).
فمن هو القائد، وماذا نعني بالتأهيل؟؟؟
­القائد الحقيقي شخص آمن بذاته وبقدرات من حوله،  لديه مقومات جسدية ونفسية وعقلية تميزه عن باقي أقرانه، وليس بالضرورة انه الأكثر معرفة بالمهنة لتسلم منصبه... فإذا أردنا تشبيه المؤسسة بالإنسان، يكون المدير بمثابة العقل الذي يحكم ويقود الجسد، فالمسير للإنسان (العقل)، فهل تتصورون حال إنسان بعقل يحكمه هواه وتسيره رغباته ولا يبصر حتى أوضح الأشياء!!
­ لا أعني أن اللوم كله على (المسؤولين) ولكن كيف يمكن لسفينة ان تبحر دون ربّان يسيّر الشراع ويوجهها الى المسار، يدرك الهدف الذي يبحر إليه،ويؤمن ان من عليها قادرين على مواجهة الصعاب، يوجههم ولايتحكم بهم، وهم بدورهم يثقون به... روح واحدة تسير كل الفريق.
­عبر (ستيفين.ر.كوفي)* عن هذه الفكرة في كتابه (العادة الثامنة) وهي اعثر على صوتك واللهم الآخرين كي يعثروا على اصواتهم، ان الشخص يتدرج في سلم تطوير الذات ليصبح (فعالاً) ومن ثم يرتقي إلى (العظمة)، وهي سمة تمنح  للقائد الذي عثر على  صوته الداخلي وسعى الى الهام الآخرين...
فهناك نموذج واحد يجمع بين العظماء على مرّ العصور هو (الرؤية، الانضباط، الحماس، الضمير) فهم يرون بعين عقلهم، ويدفعون ثمن التزامهم لتحقيق رؤيتهم، دافعهم الى تحقيقها حاجة إنسانية إلتقت مع امكاناتهم، ومايوجههم ­صوتهم الداخلي­ يميزون فيه بين الخطأ والصواب يعيشون من خلاله حياة ذات معنى.
استنتج ان (90% من فشل القادة سببه فشل في الاخلاق)،  (الاستقامة/ النضج/ عقلية الوفرة) هم الوجوه الثلاثة للأخلاق..
الاستقامة هي أن يكون سلوك الشخص منسجما مع المبادىء الكونية، وتعتبر من أهم سمات القائد..
أفعال تتناقض مع المبادىء (غنى بلا عمل/ معرفة بلا اخلاق/ علم بلاإنسانية/ سياسة بلامبدأ).
    فالمبادىء الكونية تمنحنا حرية اختيار وجهة حياتنا وهي التي تتحكم في النهاية بعواقب هذا السلوك، فجوهر  الطبيعة البشرية يكمن  خلف هذه الحرية (البشر يختارون، أما الحيوانات ينفعلون).
 تعتبر أبدية، ثابتة لا تتغير، كـ(المحبة، العدل، الاحترام، الإخلاص، الصدق، خدمة الآخرين...) تعمل كقانون الجاذيبة،   وأيضاً لايمكن مناقشتها فلايمكن ان يثق بك الآخرون ثقة دائمة إذا لم تكن جديراً بالثقة.
(منذ أن رأى انشتاين إبرة البوصلة وهو في الرابعة من عمره، أدرك ان هناك شيئا ما خافيا خلف الأشياء يحركها).
 هذه الحرية  الممنوحة والقدرة على الاختيار، تجعلنا واثقي الخطا، فنحن لسنا نتيجة لماضينا او الطريقة التي يعاملنا بها  الآخرون،  إنهم  يؤثرون فينا لكنهم لا يحددون مصيرنا.
إذا كنا نتخلى  عن حاضرنا لماضينا، فهل نحن مضطرون للتخلي عن مستقبلنا!!
"العدل كان ومازال بالتخيير"
النضج يأتي نتيجة الاستقامة  التي من خلالها يستطيع الشخص أن يتسم بـ(الشجاعة واللطف) في آن. والشخص الذي يتحلى به قادر على تجاوز صعوبات الحياة بحب.
العقلية التي تؤمن بالوفرة  يعتبر هذا الإيمان شرط أساسي للنجاح والسعادة في آن، فمن خلالها تدرك أن الحياة مصدراً خصباً، يربح فيها الجميع بدلا من النظر إليها كمنافسة فيها رابح واحد من مبدأ (هو يرفعني وأنا أرفعه وهكذا نصعد معاً)، أنت تفرح فرحا حقيقيا عندما ينجح الآخرون لأنك تدرك غنى الكون
. ويعتبرهذا "من أسرار النجاح" 
       البداية أين؟؟
 في نظرة الإنسان، إن كنت تدير دولة أو مؤسسة حتى ذاتك، اجعل نظرتك شاملة، بمعنى (انظر الى شخصك ككل متكامل واعط كل ذي حق حقه).
يقول كوفي : لدى الإنسان (ذكاءات أربع) ولدت معه، وهي تقابل أجزاءه الأربعة (الجسد/ القلب/ العقل/ الروح) لايمكن أن يسمع صوته الداخلي إلا بتنميتها. تنمو عندما تفتحت قلبك (جسديا بإبقائه معافى، عاطفيا بالإنصات الجيد له ولغيره، عقليا بالتعلم المستمر والتحرر من فكر  (الإصلاح السريع)، أما روحيا فتنمو عندما تجعل حياتك منقادة بالحكمة وصوت الضمير الذي يدفعك لايجاد نفسك من خلال فنائها بالآخر).
­ إذا طبقنا هذا النظرة على المؤسسة -باعتبار ما يسري على الفرد يسري على المجتمع- فالمفتاح لأي خلل في سلوك المؤسسات لايكون بدراسة هذا السلوك وآليات العمل داخلها، بل بفهم سلوك وطبيعة الإنسان الذي يعمل فيها والتعامل معه من خلال منظور الإنسان المتكامل، فلا يوجد سلوك مؤسسات هناك سلوك أفراد يعبر عن نفسه بشكل جمعي  في سلوك المؤسسات..
فعندما تنظر إلى كل فرد في المؤسسة بأنه قوة حقيقية بذاته، لا يعامل كشيء(آلة) بل ككيان كامل، يحترم (جسده وقلبه وعقله وروحه) عندها يقدم لك  الكثير وتحصد النجاح الحقيقي.
  وهذا أساسي "لحل كل المشكلات"
كلام جميل ولكن (نحن في سورية ولسنا في سويسرا)
ممكن ان يتبادر في ذهن أحدكم انه كلام بعيد عن الواقع أقرب الى الخيال (فنحن في سورية ولسنا في سويسرا) كما جاوبني احد المدراء.
المجتمع متخلف بعيد عن الحضارة مسافة سنة ضوئية، أفراده لايؤمنون بذواتهم، وبعدها نتكلم عن التطوير والقيادة و...و...و....
­صحيح، إن نظرنا إلى واقع الحال نجده مستحيلاً، فنحن نعاني من أزمة حقيقة على صعيد الفرد والمجتمع، غير أن الخروج من أي أزمة أو مرض لا يكون باللوم والأسف على الحياة بل يكمن بمعرفة الأسباب التي أدت إليه، وهذا  قبل اخذ العلاج اللازم -فالعلة تعود مع الزمن إن لم نعلم اصلها- ومن ثم يأتي الدواء الذي يشفي فعلاً.
"أول خطوة  للخروج من أي مشكلة و تعتبر أساس لكل نمو انساني، قبول الانسان لذاته ولواقعه كما هو ظلماته/ جراحاته/ ماضيه/ ثقافته/ وامكاناته على النمو..  قبوله لقوانين هذا الكون...
 ففي هذا الواقع هناك أشياء يمكن تغييرها وأشياء لا، التمييز بينها ضروري، فالى متى سنظل مدهوشين بـ(المستحيل) الذي لايمكن تغييره في الوقت الحاضر ولانرى الشيء الصغير  (الممكن) في حياتنا وواقعنا وقادرين على تغييره".)(1)
فالكل مسؤول، والكل معني وله دور في قلب هذا الكون، مهما كان صغيراً أم كبيراً..
دراسة تقول "إن الصورة التي يرسمها الإنسان عن نفسه تؤثر على أفعاله وتدفعه بالاتجاه الذي يوصله الى تحقيقها، اياً كان شكلها.. وكذلك صورة المجتمع في أذهان أفراده ان رسمت على انه متخلف غير قادر على النمو، هذه الصورة ستدفع كل فرد باتجاه يوصل مجتمعه الى  التخلف لان الصورة الذهنية التي يرسمها الوعي الجماعي لمجتمع ما تحدد وضعه في النهاية، والسقف الذي يضعه الوعي الجماعي هو السقف الذي لن يستطيع المجتمع تجاوزه".
فإن كانت ظروف العمل غير عادلة والمسؤول عنها غير واع لمسؤوليته، باستطاعتك ان تغير هذه الظروف او على الاقل  تحمي نفسك من أن يؤثر بك ضعف الآخرين  عندما تكون مدرك لمكانتك في الحياة.
"اعط العالم أفضل ما لديك، قد تؤذى بسبب ذلك ولكن اعط العالم أفضل ما لديك على أية حال" الأم تيريزا

    جوهر القيادة
جوهر القيادة يكمن في السؤال (ما الذي سأقدمه؟)، لا عندما تسأل (ما الذي سأجنيه؟)
وبذلك تضع الخدمة فوق الذات وتكون (القائد الخادم)
 فالقيادة فن التمكين، نحن ندير الأشياء ولكننا نقود(نمكن) الناس. هي خيار وليست أبدا منصبا .
- (تأهيل المسؤولين ليصبحوا قادة) تدرس وقائمة في الغرب وليست حكرا على شعب، فإلى متى سنبقى مبهورين بالغرب ونمشي الهوينى  آسفين على الماضي التليد؟؟!
-معلمتي التي ألهمتني حب الحرف أخبرتني يوما في الحكاية "انه من المثل نستلهم –ياريم- ليس من الغرب، لكنهم تجلوا حروفهم بأفضل مما تجلينا،  وصاغوا عقول ابنائهم وشعوبهم على النحو الذي يرتضون، أما نحن مازلنا مثل الحروف على صفحة النهر كل لوحده...  وحياتنا مثل الـ(ي) تسير الهوينى راضية بأنها آخر الحروف، لكن ممكن لـ(الياء) ان تصبح في المقدمة انظري كم ناديتك ­ياريم­  فهذه ياء النداء من اجل الحياة"(2)
نهاية الحكاية
لكل  شخص يعتقد انه في (سورية) مستحيل  أدعوه لقراءة هذه القصة:
المعلمة (آني سوليفان) ألهمت وعلمت طالبة واحدة  حققت من خلالها العظمة!!.
"آني معلمة شبه عمياء، عانت في طفولتها  وتجاوزت الصعوبات، عثرت على معنى لحياتها من خلال خدمة طالبة واحدة هي (هيلين كيلر)..
هيلين طفلة ولدت سليمة الحواس أصابتها حمى أفقدتها حاستي السمع والبصر، فقدت بعدها قدرتها على الكلام .
(العلم اثبت أن الطفل الذي يولد فاقد لثلاث حواس مصيره الموت)..
 تقول هيلين في كتابها (قصة حياتي): " كنت شبحا، خسرت منذ طفولتي منّة السمع والبصر، عشت كمخلوقة  من مخلوقات أعماق المحيط، أتلمس طريقي إلى العالم من دون نور أوصوت، بالكاد اشعر بمفهوم الحياة أو حتى اشعر بوجودي الشخصي، كنت كسفينة غارقة في ضباب كثيف دون بوصلة أو خط سير واضح، لم تكن لدي طريقة لأعرف كم يبعد الميناء عني.. حتى بلغت السابعة من عمري.
(النور.... امنحني النور) كان  النداء الصامت لروحي..
 ثم بعدها أتى أهم يوم في حياتي، جاءتني معلمتي لتدلني على الشاطئ وتكشف لي كل الأمور التي أتت إلي.
في حياتي هناك يوم ميلاد جسدي ويوم ميلاد روحي، عندما لمست يد معلمتي لأول مرة، كان يوم (ولادة روحي)
(كل إنسان  يستطيع أن يأخذ الأطفال إلى الصف لكن المعلمة فقط هي التي تستطيع قيادتهم إلى التعلم، عليهم ان يشعروا أن الحرية ملكهم ويتلمسوا بريق الانتصار، وان يشعروا أيضا بالاحباط الذي يغرق القلب، يجب ان يشعروا بكل هذه الامور)..
مع مرور الزمن جاء وقت رحيل معلمتي عني، وفي انفصالها كنت أتذكر ما تقوله لي "ستنالين الاستقلال الحقيقي من خلال عقلك وروحك" أساس عملها معي أن أقلل من الاعتماد عليها وأعمل من دونها. لقد آمنت المعلمة بي، وعزمت ألاّ أخيب أملها..".
-هيلين كيلر فاقدة (السمع والبصر والنطق)، استطاعت أن تتعلم عدة لغات، حصلت على شهادتي  دكتوراه في العلوم  والفلسفة، كانت ناشطة وصانعة للسلام وداعية لحقوق المرأة، من أول المنادين بالتكنولوجيا الجديدة، لعبت دوراً في صدور مشروع الكتاب الناطق لمساعدة المكفوفين في التعلم، منحت الميدالية الرئاسية للحرية عام 1964، وهي أعلى ميدالية تمنح لتكريم المدنيين.
فهل نتكلم بعدها عن المستحيلات!!
"الإيمان والإرادة متى اجتمعتا تصنعا ما اعتقدناه مستحيلا"
***
يا قارئي، كلاماتي ليست درسا في الأخلاق، انها مجرد طريقة في الحياة نحقق من خلالها (العظمة)، فكل إنسان (رسالة) في الدنيا يحييها بما يقدم لها من خير وعطاء، هذا إن أردت المحافظة على إنسانيتك، ولك حق الاختيار.

 

 ريم محمود

 

*(ستيفين كوفي) خبير في القيادة، معلم ومستشار للمؤسسات، سخر حياته لتعليم العيش و القيادة وفق المبادئ لبناء الأسر والمؤسسات.
 1- كل انسان تاريخ مقدس (جان فانييه)
 2- حبر وبحر (عفراء ميهوب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...