حلب تقدم عرضاً تسجيلياً لخسوف القمر الكلي في المدار السوري

25-02-2008

حلب تقدم عرضاً تسجيلياً لخسوف القمر الكلي في المدار السوري

أقامت محافظة مدينة حلب وجمعية هواة الفلك السورية ليلة الخميس الماضي في «قلعة حلب» عرضاً تسجيلياً لظاهرة الخسوف الكلي للقمر الذي شهدته سورية فجر اليوم نفسه وامتد بين الساعة (3.43–5.26). 
 وذلك بحضور العديد من مسؤولي المحافظة والأساتذة والطلاب الجامعيين والمئات من هواة الفلك من مختلف المحافظات السورية، كما شهدت الأمسية الفلكية رصداً للعديد من كواكب المجموعة الشمسية باستخدام عدد من التلسكوبات المختلفة في الحجم والدقة. كما ألقى بعض المختصين محاضرات غنية بالمعلومات الفلكية الهامة والمفيدة.
وقد حمل هذا الكسوف الكلي رقم 7718 خلال خمسة آلاف سنة الماضية مع العلم أنه حتى تاريخ 24 كانون الأول عام 2010 لن يكون هناك أي خسوف كلي للقمر.
تقول إحدى النظريات العلمية إن منشأ القمر هو كوكب الأرض على إثر اصطدام جرم سماوي بالأرض الأمر الذي أدى إلى صعود كميات هائلة من الغبار الذي تكاثف وتجمع ليتشكل القمر ويأخذ مداره حول الأرض مع العلم أن الأرض تمارس عليه الدفع الثقالي لتقوم بإبعاده 5 سم في كل سنة، وقد يؤدي هذا الأمر إلى خروج القمر عن جاذبية الأرض بعد آلاف السنين ليتحول إلى جرم يدور حول الشمس ويأخذ الرقم 9 بين كواكب مجموعتنا الشمسية، ويعتبر القمر أقرب جرم سماوي إلى الأرض ويبعد عنها 384 ألف كم وهو ذو تأثير كبير على الكائنات الحية في الأرض، ويفسر العلماء ذلك في أن القمر يدور عكس اتجاه الأرض فيمارس عليها نوعاً من الكبح الأمر الذي يؤدي إلى حدوث المد والجزر في مياه البحار والمحيطات، وما دام جسم الإنسان يتكون (80%) منه من الماء فإن تأثير القمر على البشر حتماً موجود. ويحدث أحياناً أن تتوقف عمليات القلب المفتوح في بعض دول العالم لأن القمر المكتمل (البدر) يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الأمر الذي يشكل خطراً على المرضى. 

وقال الأستاذ محمد العصيري رئيس جمعية هواة الفلك السورية إن هذا الخسوف هو الأول هذا العام فوق سورية يليه خسوف وكسوف للشمس في شهر آب القادم على أن يشهد هذا العام أيضاً هطولات شهابية خلال شهري آب وتشرين الثاني، وعلى هذا سيعتبر عام 2008 عاماً تحضيرياً للعام 2009 الذي اعتمدته الأمم المتحدة ليكون «عام الفلك».
ومن الملاحظ أن عدد هواة الفلك في سورية يزداد بشكل كثيف الأمر الذي يحمل على جمعية هواة الفلك السورية مسؤولية وأمانة كبيرتين يدفعانها لبذل جهد أكبر في إيصال هذا النوع من العلوم إلى المهتمين، كما أنه من حق هذه الجمعية الحصول على دعم إضافي إلى جانب الدعم الذي تقدمه بعض وزارات الدولة كوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة التي تؤمن قاعة محاضرات في أحد المراكز الثقافية، وعلى هذا طالب العصيري بضرورة وجود مرصد فلكي في سورية الذي هو ليس مطلباً لهواة الفلك فقط وإنما مطلب علمي واستراتيجي مهم جداً لأن معظم العلوم تعتمد على الفضاء والفلك بشكل كبير كما أن انعكاسات هذا «المرصد الفلكي» ستكون عظيمة جداً على البلد.
وفي سؤال عن رأي جمعية هواة الفلك في سورية في إدخال مبادئ علوم الفلك إلى المناهج المدرسية أشار العصيري إلى أن هناك اتصالات إيجابية مع وزارة التربية إلا أن موضوع المنهاج العلمي الخاص بعلوم الفضاء والفلك مازال قاصراً جداً، وأشار العصيري إلى أن هذه المناهج الخاصة بالفضاء والفلك تحمل بعض الأخطاء الأمر الذي يجب تصحيحها، وأضاف إن جمعية هواة الفلك السورية تضم الكثير من الخبرات في هذا المجال كأساتذة الجامعات والمختصين الجاهزين لتقديم خبرتهم في هذا المجال.
كانت المحاضرة الأولى في هذه الأمسية الفلكية للأستاذ مجدي الصاري حملت عنوان «أسماء النجوم العربية» قام خلالها بعرض خارطة مصورة للنجوم في السماء التي تظهر على خط عرض مدينة حلب وهي خارطة تختلف من مكان لآخر، وذكر الصاري أن علم الفلك الحديث أبقى على الأسماء العربية لهذه النجوم تكريماً لجهود علماء الفلك العرب العظيمة التي نشأ عليها علم الفلك الحالي (نجم السها- المئزر- قلب الأسد- الشعرى اليمانية- الشعرى الشامية...).
وكانت المحاضرة الثانية حول «ألوان النجوم» قدمها الدكتور فواز سيوف من جامعة دمشق تحدث فيها عن سبب تلون النجوم بألوان مختلفة (الأحمر- البرتقالي- الأبيض...) وفسر ذلك بحسب اختلاف درجة الحرارة. وأشار سيوف إلى أن تشكل وتطور النجوم يتم عبر الاندماجات النووية الحاصلة فيه، وأوضح سيوف أن تشكل النجم يبدأ عادةً بالاندماج النووي للهيدروجين ليعطي غاز «الهليوم» وهذه مرحلة جديدة تزداد فيها درجة الحرارة الأمر الذي يؤدي إلى تشكل تفاعل نووي آخر يندمج فيه الهليوم مع بعضه البعض ليعطي الأوكسجين والكربون ليتفاعلا بدورهما في درجة حرارة معينة ويعطيا الحديد والمغنزيوم وهكذا تستمر السلسلة حتى وصول النجم إلى آخر حياته ليتحول إلى «الثقب الأسود». وأشار الدكتور سيوف إلى أن هذه التفاعلات النووية تترافق مع تغير ألوان النجم فدرجة حرارة 4000 «كالفن» تجعل لون النجم أحمر، أما درجة حرارة 5800 «كالفن» مثلا تجعل لونه برتقالياً وهكذا....

حسان هاشم

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...