المبشرون الغربيون يفشلون في تنصير الصينيين

28-06-2006

المبشرون الغربيون يفشلون في تنصير الصينيين

خلال النصف الأول من القرن العشرين كان المبشرون الغربيون يجولون كل أنحاء الصين بأعداد كبيرة، غير أنهم لم لم يتمكنوا من تحويل نحو مليون صيني عن ديانتهم ولم يتركوا تأثيرا كبيرا على البلاد.

وفي الأيام الحالية تمنع الصين المبشرين الأجانب، بل ان الحكومة تسيء احيانا معاملة المسيحيين او تسجنهم. ومع ذلك فالمسيحية تزدهر على نحو لم يسبق له مثيل هناك، ويقول بعض الاتباع انه يمكن أن يكون هناك في الصين، أخيرا، مئات الملايين من المسيحيين، وربما على نحو يزيد على عددهم في أي بلد آخر في العالم.

ويعكس هذا الازدهار في الدين، خصوصا المسيحية، ولكن أيضا البهائية وديانات ومذاهب اخرى، توقا روحيا بين كثير من الصينيين. وبينما توجد في الصين كنيسة كاثوليكية رسمية وكنيسة بروتستانتية رسمية غير طائفية، وهما لا تتعرضان الى الاضطهاد، ويمكن للناس أن ينضموا اليهما بحرية، فان الكنائس الأسرع نموا هي الكنائس السرية، خصوصا الانجيلية، وهي مستقلة عن الحكومة. وربما يتجاوز عدد المسيحيين الصينيين في الوقت الحالي 40 مليون شخص، وتذهب بعض التقديرات الى عدد أكبر. ويعود أحد اسباب ازدهار المسيحية في الصين، الى أن الصين تمر بنوع من التغير الاجتماعي المضطرب، بما في ذلك مجال القيم التقليدية، وهو ما يدفع الناس غالبا باتجاه الدين. وفي حالة الصين أزالت الماوية الأديان التقليدية، فيما يشكل نهوض المسيحية تحديا آخر امام الحزب الشيوعي، عبر اقامة شبكة لا يمكن للحزب السيطرة عليها بسهولة. وقد حدث هذا مع فالون غونغ، وهي جماعة دينية اضطهدتها الصين داخل البلاد. ويعتبر اعضاء فالون غونغ في الخارج من بين أكبر خصوم الحزب، وقد طوروا البرامج التي يستخدمها الصينيون بصورة متكررة لرؤية المواقع الممنوعة على الانترنت.

وفي اشارة دعم التقى الرئيس بوش الشهر الماضي، ثلاثة من المسيحيين الصينيين من الكنيسة السرية. وقد أخذني احدهم، وهو يو جي، المعارض المعروف، الى كنيسة آرك لحضور طقوسها.

وقال يو ان «الأوضاع تشبه الوضع في كوريا الجنوبية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، عندما كانت الكنيسة تتزعم الحركة الديمقراطية».

وتلاحق الحكومة الصينية الكنيسة السرية، ولكن ليس بصورة دائمة وشديدة كما تفعل مع جماعة فالون غونغ. وأسوأ اضطهاد هو ذلك الذي يحدث في المناطق الريفية. وكنت قد اجريت، في منطقة هوبي الريفية، قبل سنوات قليلة، مقابلات مع مسيحيين انجيليين كانوا قد تعرضوا الى نزع ملابسهم وضربهم وتعريضهم الى الصدمات الكهربائية، لإرغامهم على التخلي عن معتقدهم الديني. وقد ضربت احدى النساء حتى الموت. وتقول جمعية مساعدة الصين، وهي مؤسسة تتخذ من أميركا مقرا لها وتراقب الاضطهاد الديني، ان ما لا يقل عن 1958 مسيحيا اعتقلوا في الصين خلال الـ 12 شهرا الماضية. ولكن مثل هذا الاضطهاد هو استثناء في بلد يمارس فيه عشرات الملايين من الناس طقوسهم الدينية بحرية. وفي نصف مقاطعات الصين لم تكن هناك اعتقالات على الاطلاق. ولا تقوم سلطات الأمن عادة بغارات على الكنائس العادية او تتجسس عليها، ولكن الشرطة تمارس ضغطا على اولئك الذين يعتبرون مصادر محتملة لإثارة المشاكل. وقد تعين على كنيسة آرك، مثلا، أن تنتقل ست مرات هذا العام لأن أمن الدولة يستمر في ارغام مالكي الأرض على طرد المستأجرين، ومع ذلك تستمر عملية التدين.

 

المصدر: الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...