اللجنة العليا السورية الأردنية : سلام و كلام وطعام وتشريفات لا أكثر

29-06-2006

اللجنة العليا السورية الأردنية : سلام و كلام وطعام وتشريفات لا أكثر

بدأت مساء امس في مبنى رئاسة مجلس الوزراء اجتماعات اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة برئاسة المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء الأردني.
 وأكد المهندس عطري أهمية هذه الاجتماعات ودورها في الارتقاء بعلاقات التعاون المشترك الى المستوى الذي يلبي تطلعات وآمال الشعبين الشقيقين ويجسد توجيهات السيد الرئيس  بشار الأسد وجلالة الملك عبد الله الثاني.
وقال السيد رئيس مجلس الوزراء: إن تطورات الأحداث الراهنة وأشكال التكتلات الاقتصادية الضخمة والتحالفات السياسية والعسكرية الجديدة باتت تفرض على العرب في هذه المرحلة على وجه الخصوص رفع درجات التعاون وأشكال التعاضد والتضامن من أجل الارتقاء بالعمل العربي المشترك الى المستوى الذي يقترب من طموحات الجماهير ويعبر عن إرادتها المشروعة في التصدي للتحديات الراهنة والمخاطر المستقبلية التي تحيق بأمتنا العربية وتهدد أمن واستقرار دولها وشعوبها.  وأضاف المهندس عطري أن الارتقاء الى مستوى مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة العربية يستدعي من العرب العمل من أجل تغليب المصلحة العليا للأمة العربية على المصالح الذاتية والمكاسب الآنية للقناعة الراسخة بأن أعداء هذه الأمة لايفرقون في نهاية المطاف بين بلد عربي وآخر ومايضمرون في السر غير ما يظهرون في العلن.
وتابع قائلاً: من وحي هذه القناعة عملت سورية دائماً من أجل التضامن العربي وكرست جميع إمكانياتها للحفاظ على وحدة الصف ولم الشمل وعدم التفريط بالحقوق والثوابت الوطنية والقومية وأكدت في مختلف المناسبات أن استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة والذي يعد السبيل الأساسي لتقدمها الاجتماعي وازدهارها الاقتصادي هو هدف نسعى اليه ونعمل من أجله لكنه سيظل هدفا بعيد المنال مالم يتحقق السلام العادل والشامل المرتكز الى قرارات الشرعية الدولية المتضمنة عودة الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 واستكمال انسحاب اسرائيل مما تبقى من أجزاء في جنوب لبنان وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 ودعا رئيس مجلس الوزراء الى ضرورة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني بما يعزز صموده ويلغي الحصار الجائر المفروض عليه كما دعا في ذات الوقت القوى والفصائل الفلسطينية الى الحوار والتفاهم على قاعدة الوفاق والوحدة الوطنية.
وأوضح المهندس عطري ان ما يجري على الساحة العراقية يشكل نزيفاً في جسد الامة وجرحاً في خاصرة سورية وقال: ولأننا أشقاء وجيران للعراق نتألم لما يتألمون فإننا نجدد دعمنا للعملية السياسية الجارية في العراق الشقيق واستعدادنا لتقديم كل جهد ممكن يسهم في انجاحها ودعم جهود الحكومة العراقية الجديدة لتحقيق أمن العراق واستقراره وصون وحدته شعباً وأرضاً وخروج قوات الاحتلال من ربوعه.
وأضاف إننا نسعى في لقائنا اليوم الى ارساء لبنة جديدة في صرح علاقات التعاون السورية الأردنية واضافة خطوة متقدمة على مسار التكامل الذي نتطلع لبلوغه في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقال: إن مباحثاتنا التي تجرى في أجواء أخوية تسودها روح الوئام والرغبة المشتركة في الارتقاء بما هو قائم بين بلدينا الشقيقين تقتضي تقويم ميادين التعاون وتفعيل الاتفاقيات المبرمة ورفدها باتفاقيات جديدة وتذليل المعوقات ومعالجة الصعوبات التي تعترض مسارات تعاوننا المشترك وتصويب آليات العمل وأساليب التنفيذ كلما دعت الحاجة واختيار الأجدى منها لارتياد آفاق جديدة تحقق غاية هذا اللقاء وهدف اللقاءات القادمة.
وأشار السيد رئيس مجلس الوزراء الى أن تنوع امكانات سورية والأردن وغنى مواردهما وأهمية موقعهما الجغرافي تشكل عوامل جوهرية ومحفزات اساسية تدعو الى توسيع آفاق التعاون الرحبة بينهما في مجالات الاقتصاد والتجارة وتشجيع الاستثمار وحماية الاستثمارات المتبادلة وزيادة حجم التبادل التجاري وتسهيل اجراءات انسياب السلع والبضائع وإقامة المشاريع الصناعية المشتركة وتنفيذ المشاريع المائية اضافة الى التعاون في القطاعات المالية والمصرفية والجمركية وميادين الزراعة والطاقة والنقل والثقافة والإعلام وقضايا العمل والرياضة والشباب.
 كما ألقى الدكتور البخيت كلمة أكد فيها أن اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة العليا المشتركة تعتبر تجسيدا لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين قائلاً إننا نجتمع اليوم في دمشق كفريق واحد هدفنا تحقيق المصلحة المشتركة وتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية لما فيه خير بلدينا. واضاف الدكتور بخيت اننا نتطلع باهتمام الى متابعة ماتم الاتفاق عليه في اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة العام الماضي والتي شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات والبرامج التنفيذية للتعاون في عدد من المجالات مؤكداً أن بلاده تتطلع لتطوير العلاقات مع سورية على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية لمواكبة التطورات السريعة في العالم في ضوء القواسم المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين.
 وأوضح أن الاردن يتطلع الى نجاح الحوار الفلسطيني الفلسطيني لتوحيد الصف الفلسطيني تجاه الهدف الاسمى وهو انهاء الاحتلال الاسرائيلي لجميع الاراضي العربية المحتلة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
 كما أكد دعم بلاده للعملية السياسية الجارية في العراق معرباً عن الامل بنجاح الحكومة العراقية بتحقيق تطلعات الشعب العراقي واحلال الامن والاستقرار ووحدة وسلامة اراضيه.
 بعد ذلك قدم الدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والسيد  شريف الزعبي  وزير الصناعة والتجارة الأردني عرضاً عن أعمال اللجنة الفنية المشتركة والقضايا التي تم بحثها في مجالات التعاون الاقتصادي والفني ونتائج اعمال اللجنة التحضيرية المشتركة.
 ثم جرى خلال الاجتماع بحث قضايا التعاون بين سورية والاردن خلال المرحلة الماضية وآفاق تطويرها المستقبلية ومراجعة وتقويم الاتفاقيات المبرمة وسبل تفعيلها.
 كما تم استعراض بعض الصعوبات والمعوقات التي تعترض بعض مسارات  التعاون والحلول والآليات الملائمة لتذليلها ومعالجتها.
وتم التأكيد على بذل كل الجهود للارتقاء بعلاقات التعاون في الميادين التنموية والثقافية والاجتماعية وتفعيل دور رجال الأعمال وزيادة حجم التبادل التجارى وتوسيع ميادين الاستثمار في القطاعات الاقتصادية والمالية والمصرفية بما يؤدي الى تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.  واتفق الجانبان على متابعة بحث القضايا التي تم تناولها خلال اجتماع اللجنة من خلال اللقاءات الثنائية بين الوزارات المتناظرة في البلدين لاقتراح آليات وأساليب العمل الملائمة بخصوصها وإعداد مشاريع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون التي سيتم التوقيع عليها.
 وحضر اجتماعات اللجنة بدورتها الحادية عشرة من الجانب السوري السادة عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية والدكتور عادل سفر وزير الزراعة والاصلاح الزراعي والمهندس نادر البني وزير الري والمهندس غياث جرعتلي وزير الدولة لشؤون الاستثمار والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة ووليد المعلم  وزير الخارجية والمهندس سفيان علاو وزير النفط والثروة المعدنية واللواء بسام عبد المجيد وزير الداخلية والدكتور يعرب سليمان بدر وزير النقل والدكتور فؤاد عيسى جوني وزير الصناعة وعلي حمود سفير سورية في عمان وعدد من المستشارين وممثلي غرف التجارة والصناعة السورية.
 كما حضرها من الجانب الأردني السادة عبد الإله الخطيب وزير الخارجية وعبيد الفايز وزير الداخلية والمهندس عزمي خريسات وزير الطاقة والثروة المعدنية وسعود نصيرات وزير النقل وشريف الزعبي وزير الصناعة والتجارة والمهندس محمد ظافر العالم وزير المياه والري والدكتور  عاكف الزعبي  وزير الزراعة وناصر جودة  الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية والمهندس هاشم الشبول سفير الاردن بدمشق وعدد من المستشارين وممثلي غرف التجارة والصناعة في الاردن.
عطري يستقبل البخيت

وكان المهندس عطري والدكتور البخيت استعرضا خلال لقاء ثنائي امس أوجه التعاون المشترك والقضايا المطروحة على جدول أعمال اللجنة العليا وبعض القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكد عطري حرص البلدين الشقيقين سورية والأردن على تطوير وتعزيز علاقات التعاون الثنائي بينهما بما يخدم مصالحهما المشتركة في المجالات المختلفة.

مأدبة عشاء

وقد أقام المهندس عطري مساء امس مأدبة عشاء تكريماً للدكتور البخيت والوفد المرافق. وحضر المأدبة السادة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وعدد من الوزراء وسفيرا سورية في عمان والأردن في دمشق وعدد من الفعاليات الاقتصادية والصناعية.
المعلم والخطيب بحثا تطورات المنطقة

بحث السيد وليد المعلم وزير الخارجية مساء امس مع نظيره الأردني عبد الإله الخطيب سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وذلك في ضوء انعقاد اللجنة المشتركة السورية الأردنية في دمشق.
 كما تم استعراض التطورات الجارية في المنطقة بما في ذلك الاعتداءات التي تقوم بها اسرائيل في الاراضي العربية المحتلة ضد الشعب الفلسطيني وضرورة بذل كافة الجهود لوقفها. حضر اللقاء د. فيصل المقداد نائب وزير الخارجية ود. رستم الزعبي مدير ادارة الوطن العربي في وزارة الخارجية والسيد علي حمود سفير الجمهورية العربية السورية في عمان والسيد هاشم الشبول السفير الأردني في سورية. 
لطفي والزعبي يؤكدان أهمية التنسيق المشترك

وكان الدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والسيد   شريف الزعبي وزير الصناعة والتجارة في الاردن عقدا اجتماعاً في اطار التحضير لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة.
 وأكد الدكتور لطفي  اهمية اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لمتابعة مسيرة التعاون والتنسيق في المجالات كافة وبحث كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك معرباً عن امله بأن تكون هذه الاجتماعات احدى الخطوات المكملة لمسيرة التعاون بين البلدين والتي شهدت في السنوات الاخيرة تطوراً كبيراً وملموساً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية اضافة الى القطاعات الاخرى.
 ودعا وزير الاقتصاد والتجارة الى فتح اسواق البلدين لتصبح سوقاً واحدة واقامة المشاريع المشتركة الانتاجية والخدمية التي تحقق التنمية الاقتصادية المطلوبة مؤكدا ضرورة تفعيل دور القطاع الخاص في كلا البلدين وتسهيل الاجراءات الحدودية ودخول وخروج الشاحنات الى كلا البلدين ودراسة امكانية الغاء كافة الرسوم وبدلات الخدمات المستوفاة من كلا الجانبين على السلع ووسائط النقل بما في ذلك رسوم الترانزيت والى تحقيق اعلى درجات التعاون بين المؤسسات والفعاليات الاقتصادية والتجارية في البلدين.
من جانبه رأى الوزير الأردني أن العلاقات المتميزة بين البلدين تلقي على الجانبين مسؤولية كبيرة في استثمارها لجلب المزيد من المنافع الاقتصادية عبر ايجاد السبل الكفيلة بتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والتنسيق بينهما على المستوى الثنائي والعربي والدولي بما يخدم مصلحتهما المشتركة.  وأوضح الوزير الأردني ان التعاون من خلال المشاريع المشتركة ساهم في التنمية الاقتصادية للبلدين واضطلع بدور هام في دعم حركة التبادل التجارى الذي وصل العام الماضي الى  385  مليون دولار وفي دعم مسيرة التطور والاستثمار معرباً عن أمله باقامة المزيد من المشاريع المشتركة لما فيها من منافع وفوائد مشتركة.
 بدورهم أكد الدكتور راتب الشلاح رئيس اتحاد غرف التجارة السورية ورئيسا غرفتي تجارة وصناعة عمان ان اعمال اللجنة التحضيرية كانت متميزة وان ذلك سيساهم في دفع وتعزيز العلاقات الثنائية مؤكدين استعداد القطاع الخاص في البلد لاقامة مشاريع مشتركة تساهم في التنمية الاقتصادية في البلدين الشقيقين.
وكان الدكتور البخيت وصل الى دمشق بعد ظهر امس في زيارة رسمية للجمهورية العربية السورية يترأس خلالها الجانب الأردني في اجتماعات اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة.
وكان في مقدمة مستقبليه في مطار دمشق الدولي المهندس عطري .
وبعد أن قدم الدكتور البخيت للمهندس عطري أعضاء الوفد الرسمي المرافق له توجها الى منصة الشرف حيث عزف النشيدان الوطنيان للمملكة الأردنية الهاشمية وللجمهورية العربية السورية ثم استعرضا حرس الشرف.
 بعد ذلك صافح الدكتور البخيت مستقبليه الدردري ووزراء الزراعة والاصلاح الزراعي والري والدولة لشؤون الاستثمار والاقتصاد والتجارة والخارجية والنفط والثروة المعدنية والداخلية والنقل والصناعة وسفيري سورية في عمان والاردن في دمشق وأعضاء السفارة الأردنية بدمشق.
وبعد استراحة قصيرة في قاعة الشرف في المطار اصطحب المهندس عطري الدكتور البخيت في موكب رسمي الى مقر اقامته بدمشق.

 

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...