كاتبة صومالية تسخر من الثقافة الإسلامية

29-06-2006

كاتبة صومالية تسخر من الثقافة الإسلامية

قررت الحكومة الهولندية التراجع عن قرار سحب الجنسية من البرلمانية الهولندية (الصومالية الأصل) إيان هيرسي على - 36 عاما– والذى سبق أن اتخذته فى شهر مايو الماضي.

كانت إيان قد أثارت زوبعة كبيرة عندما فرت من أسرتها ولجأت إلى هولندا، حيث هاجمت الأوضاع التي تعيشها المرأة المسلمة، وكتبت قصة فيلم باسم "خنوع1" يتحدث عن ما وصفته بمدى الإهانة التي تعيشها المرأة المسلمة، ودائرة المحرمات التي تواجه النساء في العالم الإسلامي، وظهرت في الفيلم مشاهد عارية لنساء على أجسادهن آيات من القرآن الكريم.

وقد اغتيل مخرج الفيلم ثيو فان جوخ في نوفمبر 2004 فيما تسلمت "هيرسي" رسائل تهددها بالقتل ما أدى إلى تشديد الحراسة عليها، ثم غادرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد ظهور فضيحة إدلائها بمعلومات كاذبة عن اضطهاد تعرضت له في أسرتها التي تعيش في نيروبي بكينيا.

واشتهرت إيان هيرسي علي، بعد انتقالها إلى هولندا بتهجمها الشديد على الإسلام ولا سيما في مجال حرية وحقوق المرأة، ولم يتسن لنا على الفور الاتصال بها لتعلق على خبر التراجع عن قرار سحب الجنسية منها.

وكانت إحدى محطات التلفزة الهولندية قد أجرت تحقيقا عن ماضي ايان هيرسي وأوضاعها الاجتماعية، وقامت المحطة بزيارة أسرتها التي تقيم في العاصمة الكينية (نيروبي). وقالت الأسرة إنها كانت تعيش في الصومال ثم اضطرتها الظروف السياسية والأمنية للهجرة إلى كينيا والاستقرار فيها، خاصة أن والد الأسرة كان معارضا.

وأظهر التحقيق التليفزيوني أنها تنتمي لأسرة غنية، ولم تكن تعيش أوضاعا مأساوية كامرأة، وأنه لم يمارس أي تمييز على نساء الأسرة، ولا يلقين اضطهادا أو إهانات ولا يتعرضن للضرب، وأن إيان كانت تعامل معاملة جيدة، وهذا ما جاء على لسان أفراد الأسرة حسبما يقول بعض الأقارب الذين لا يزالون يعيشون في مقديشو.

ولم يجد المحققون التلفزيونيون أية عوامل تجبر الصومالية "إيان" على الفرار من أسرتها، واستمعوا إلى شهادات من الأسرة تبين أنه لم يمارس عليها أي نوع من الاضطهاد الديني أو الاجتماعي.

وعلى إثر تكشف فضيحة إدلائها بمعلومات كاذبة للسلطات الهولندية لتحصل على حق اللجوء، غادرت إيان هيرسي علي، هولندا إلى الولايات المتحدة لتلتحق بمؤسسة (أميركان إنتربرايز إنستيتيوت) التابعة لليمين الأمريكي.

وكانت هولندا قد منحت حق اللجوء لهيرسي عام 1992 بعد أن زعمت أنها هربت من الصومال لتتجنب زواجا مرتبا على غير إرادتها، ولكن تبين أنها عاشت حياة رغيدة خلال الأعوام الـ12 التي سبقت ذلك في كينيا.

وفي فيلمها (خنوع 1) تظهر صورة لامرأة عارية الظهر وقد انكفأت على وجهها وبدت على جسدها آثار جَلْدٍ ودماء مع آيات من القرآن الكريم تتحدث عن عقوبة الزنا في الإسلام. وفي مشهد آخر تظهر آيات على ظهر امرأة عارية ضربها زوجها.

وقد تحدثت "ايان" عندما وصلت إلى هولندا عن الاضطهاد الذي عاشته كامرأة، وطلبت اللجوء لأنها تخشى على حياتها ومن إجبارها على زواج على غير إرادتها، ولا تريد العودة إلى الأوضاع السيئة التي كانت تعيشها في أسرتها ومجتمعها المسلم، وقد سهل لها ذلك منحها حق اللجوء ثم حصولها على الجنسية الهولندية فيما بعد، ثم استمرت بعد ذلك في الحديث عن الممنوعات في مجتمعها المسلم، وما تواجهه المرأة من اضطهاد وسلب لحقوقها الإنسانية.

وقد أصبحت ايان هيرسي عضوا في البرلمان عن حزب (في في دي) المعروف بعدائه الشديد للمهاجرين وهو الحزب نفسه الذي تنتمي إليه وزيرة شؤون المهاجرين الهولندية فردونك، والتي كانت قد تقدمت إلى البرلمان بطلب التراجع عن قرار سحب الجنسية من هيرسي، وهو ما وافق عليه البرلمان.
 
ومنذ ذلك الوقت كانت الوزيرة تبحث عن طرق قانونية للتراجع عن القرار، وهو ما يبدو أنها حصلت عليه ويتوقع أن توجه الخميس 29-6-2006 رسالة إلى البرلمان تعلن فيه أن الحكومة تراجعت عن سحب الجنسية الهولندية عن ايان هيرسي علي.

إيان هيرسي ولدت  في الصومال عام 1970، ثم هاجرت مع والديها إلى كينيا، وخطبت لابن عم لها يعيش في كندا، وفي طريقها للالتحاق به، توقفت في المانيا، ثم سافرت إلى هولندا وطلبت حق اللجوء السياسي. 

وفي أثناء هذه الفترة عملت مترجمة في عيادة للإجهاض، وباحثة في الدائرة العلمية لحزب العمل، والتحقت بجامعة ليدن لاعداد رسالة دكتوراه حول مشكلة الاندماج في المجتمع الهولندي.

وخلال الأحاديث التي أجريت معها بعد ذلك وكتاباتها، وجهت انتقادات شديدة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت تدعو للتخلص من كل القيود الثقافية والدينية والأخلاقية التي تقيد حركتها كامرأة وكانسان.

وقالت إن والدتها كانت تعاملها بشدة وتعاقبها على أي خطأ بالضرب ولو كان ذلك على سؤال فشلت في الإجابة عليه في امتحان المدرسة، وكانت لا تعطيها أجر درس الرياضة لأنها – الأم – كانت تعتبره فسقا لا يجوز وكذلك دروس الغناء والموسيقى.

 ويبدو من كتابات هيرسي ومن فيلم "الخنوع" الذي كتبته من جزئين وقتل مخرجه ثيو فان جوخ في نوفمير 2004 بعد أن بث جزءه الأول الذي كانت مدته 12 دقيقة، انها كانت تريد الانتقام من معاملة والديها لها، بالانتقام من الإسلام كدين ومن المسلمين كمجتمع واسقاط كل معاناتها عليهما، وبذلك استمرت في الحديث عن صورة الفتاة المسلمة المغلوبة على أمرها، التي تنتقل من طاعة الوالدين إلى طاعة الزوج دون أن يكون لها أية حقوق في الرفض أو ابداء الرأي، فرفضت الاقتران بابن عمها الذي اختاره لها والداها وسارعت الى الهرب عندما وجدت الفرصة متاحة لذلك.

وتصف ايان هيرسي نفسها بأنها مسلمة سابقة، وأحيانا تقول إنها مسلمة بدون كلمة سابقة، أو أنها ملحدة ولكنها في كل الأحوال وتحت كل الصفات لا تتورع عن توجيه الانتقادات الشديدة للإسلام والمسلمين.

وتعتبر إيان  العفة والشرف تقاليد بالية مضى عليها الزمن ولا تعترف بهما، وترى أنها قيم تحد من حريتها في التمتع بحياتها. وفي إحدى مقابلاتها الصحفية تقول إن لديها أصدقاء من الرجال، وانها عاشرت جنسيا "بوي فرند" في هولندا خمس سنوات دون زواج، وتقول ساخرة إنها "حسب القرآن تستحق الرجم لأنها ارتكبت الزنا".

وبعد اغتيال المخرج ثيو فان جوخ بدأت ايان هيرسي تحضير الجزء الثاني من فيلم "الخنوع" الذي يسييء للإسلام، وتسبب بعد مقتل مخرجه في اثارة العنصرية ضد الأقلية المسلمة التي يقدر عددها بمليون مسلم من اجمالي سكان هولندا، 16 مليون نسمة.

وكان جوخ لقي مصرعه على يد شاب ملتح من أصل مغربي، بينما كان يركب دراجة في ممر الدراجات في شارع "نونيا" في امستردام بعد أن اطلق الرصاص عليه ثم قطع عنقه ووجه له عدة طعنات وترك على جثته رسالة تهدد كاتبة سيناريو الفيلم ايان هيرسي علي بالقتل أيضا.

وقالت هيرسي إن الجزء الثاني ويحمل اسم "الخنوع 2" يتحدث عن نظرة الإسلام للشذوذ الجنسي والشواذ، وأنها تطلق على الشواذ في السيناريو الذي كتبته عبارة "مخلوقات الله"، وانها تعاونت مع ثيو فان جوخ قبل اغتياله في كتابة سيناريو الجزء الأول وكذلك الجزء الثاني قبل شهور قليلة من اغتياله.

وكانت محكمة لاهاي الجزئية قد رفضت في مارس 2005 طلبًا تقدمت به مجموعة من المسلمين بإصدار إنذار قضائي لإجبار "إيان هيرسي" على تسليم فيلمها "الخنوع 2" إلى خبراء تعينهم المحكمة للتأكد من أنه لن يؤذي مشاعر الأقلية المسلمة في البلاد.

وجاء في حيثيات الحكم أنه "ليس هناك سبب كاف يمنع المدعى عليها من إعداد فيلم آخر مثل (الخنوع 1) كما لا يوجد ما يدعو لتسمية مجموعة من الخبراء أو فرض قيود أو شروط على الفيلم كما يطالب المدعون".

وأضافت المحكمة أن المقالات والمقابلات التي أجريت مع "هيرسي تؤكد أنها تصل إلى أقصى مدى في حرية التعبير، ولكنها لم تخالف القانون".

وأكد القاضي الهولندي (جي باريس) في حكمه في ذلك الحين أن "هيرسي علي لم ترتكب جريمة أو تخالف القانون فيما قالته عن الإسلام، وهذا يعود إلى رأيها في الإسلام ولا يمكن معاقبتها عليه قانونا، لكنها في ذات الوقت تجاوزت حدود التسامح في تصريحاتها حول الإسلام ويجب أن تلتزم العناية والحذر في تصريحاتها القادمة، وليس من حق أحد منعها من إنتاج فيلم آخر".

وكانت هيرسي قد أطلقت العديد من الأوصاف السيئة على الرسول صلى الله عليه وسلم في حوار نشرته صحيفة "تراو" عام 2003 مما أثار مشاعر المسلمين، ووصفته بانه كان "رجلاً مستبدًّا ومعقدًا وعنيفًا، يضيق بالرأي الآخر، ويقتل كل من يقف في وجهه، وانه كان ضد حرية المرأة، حيث أمر بألا تخرج من منزلها، وأن تلبس النقاب، كما قام بحرمانها من الحق في العمل والإرث".

واختارتها مجلة "ريدر دايجست" الواسعة الانتشار  كأشهر شخصية أوروبية عن عام 2005، بزعم "دفاعها عن حقوق المرأة، خاصة المرأة المسلمة ومحاولة إنقاذها مما اسمته المجلة القهر".

وكان  الحزب الديمقراطي الهولندي قد عين هيرسي علي متحدثة رسمية عن لجنة اندماج الأقليات بالبرلمان وهو المنصب الذي صارعت لأجله وهددت بالاستقالة من الحزب إذا لم تحصل عليه، وقد اعتبر هذا التعيين قبل أكثر من عامين ضربة موجعة للمؤسسات الإسلامية التي أقلقها الهجوم المستمر لهذه النائبة على الإسلام والنبي.

 

المصدر: العربية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...