وليم بلوم يصدر كتاباً عن الدولة الشريرة

02-07-2006

وليم بلوم يصدر كتاباً عن الدولة الشريرة

يستعرض كتاب «الدولة الشريرة» لمؤلفه وليم بلوم، الموظف السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، والصادر في طبعته العربية الأولى بـ 391 صفحة عام 2006 عن دار طلاس، الأعمال التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعوب والدول تحت غطاء الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، ويسلط الضوء عبر أقسامه الثلاثة التي تضمنت بمجملها سبعة وعشرين فصلاً، على ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية الاجرامية ضد شعوب العالم، مستعرضاً تاريخ تلك الدولة والتي لم يتردد الكاتب بوصفها «الدولة الشريرة».
يتضمن القسم الأول من الكتاب الذي جاء تحت عنوان «علاقات الحب والكراهية بين واشنطن والارهابيين ومنتهكي حقوق الانسان»، عشرة فصول تحدث فيها المؤلف عما يسمى «الارهاب» وأسباب انتشاره وخاصة ضد الولايات المتحدة، وعن حرب واشنطن ضد الارهاب، والتي يقول عنها المؤلف: بأنها حرب محكوم عليها بالفشل، وهو يؤكد بأن أغلبية من تصفهم أمريكا بأنهم «ارهابيون» هم أناس معنيون بعمق بالظلم الاجتماعي والسياسي والديني الذي يرونه حولهم، وان دافعهم دائماً هو الرد على الأعمال الارهابية التي تقوم بها الولايات المتحدة.
كما يورد المؤلف في هذا القسم قائمة شخصيات هامة تورطت الولايات المتحدة في اغتيالهم «أو في مشروع اغتيالهم» منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية القرن العشرين، كما يحدثنا في مكان آخر عن الفكر الأمريكي الارهابي الذي يتجلى في كتب التثقيف الخاصة بالجيش الأمريكي ووكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية، وأيضاً في أساليب التعذيب التي كان يمارسها عناصر الاستخبارات الأمريكية ضد الشعوب والدول المناوئة للسياسة الأمريكية المتسلطة.
في القسم الثاني من الكتاب وهو بعنوان «استعمال الولايات المتحدة لأسلحة الدمار الشامل» يتضمن ستة فصول يتحدث المؤلف عن أنواع الأسلحة والقنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في قصف يوغسلافيا والعراق وأفغانستان.. يقول الكاتب: إن القادة العسكريين الأمريكيين ينزعون الى عملية القاء القنابل أو الصواريخ على المدن والناس من الجو، وذلك بسبب رغبتهم بعدم تعريض حياة الجنود الأمريكيين في معركة برية للخطر من جهة، وبسبب رغبتهم أيضاً في ألا يشاهد هؤلاء الجنود البقايا الدامية من الضحايا بشكل مباشر من جهة أخرى.
كما ان القادة الأمريكيين لا يعترفون بأن الألغام المضادة للأشخاص والقنابل الانشطارية وأسلحة اليورانيوم المنضب هي أسلحة دمار الشامل بالرغم من ان تلك الأسلحة تستمر آثارها في البيئة المحيطة، كما انها تبقى نشيطة اشعاعياً بشكل خطير بعد انفجارها، وهنا يؤكد المؤلف بأن الولايات المتحدة استخدمت اليورانيوم المنضب على نطاق واسع في حرب الخليج عام 1991، وفي الحرب ضد يوغسلافيا عام 1999، كذلك استخدمت ما يسمى القنابل الانشطارية التي تعتبرها منظمات حقوق الانسان أسلحة تدمير شامل عمياء لما تسببه من دمار على مستوى واسع يصيب «الأهداف الناعمة»، أي الكائنات البشرية، المدنية أو العسكرية.
كما يتحدث المؤلف في الفصل الرابع عشر من القسم الثاني بشكل موسع عن استعمال الولايات المتحدة للأسلحة الكيميائية والبيولوجية في دول مختلفة من العالم مثل جزر الباهاما في أوائل سنوات الأربعينيات والخمسينيات، وكذلك في كندا والصين وكوريا أثناء الحرب الكورية، وأيضاً في فيتنام ابان الغزو الأمريكي لهذا البلد، وفي لاوس عام 1970 وفي بنما وكوبا وغيرها من الدول الأخرى، حيث يقول المؤلف بأن موضوع استعمال الولايات المتحدة لهذه المواد لا يتعلق فقط بحرب كيميائية أو بيولوجية، وانما بمواد سامة تحدث أمراضاً وتقتل وتسبب أضراراً بيئية ضخمة.
في القسم الثالث من الكتاب وهو بعنوان «دولة شريرة ضد العالم»، والذي يضم أحد عشر فصلاً، يتحدث المؤلف عن تدخلات الولايات المتحدة في العالم منذ عام 1945 وحتى الآن، حيث يقول: بأن الولايات المتحدة قامت خلال تلك السنوات بعشرات عمليات التدخل الهامة في كل أرجاء العالم ضد حركات المعارضة أو الحكومات، ويؤكد ان عدد الاساءات التي ارتكبتها الحكومات الأمريكية غير محدود عملياً، فآلة التدخلات الأمريكية كانت، ولا تزال، موجهة نحو هدف واحد: حرب أبدية من أجل سلام أبدي.
كما تحدث المؤلف عن عشرات التدخلات الأمريكية في الانتخابات في بلدان أجنبية من خلال استعمال مبالغ ضخمة للتأثير في تلك الانتخابات وفي افساد النظم الانتخابية القائمة في تلك الدول، اضافة الى ذلك تدخلت أمريكا في قلب حكومات منتخبة ديمقراطياً، وهذا ما حدث في ايران 1953، وغواتيمالا 1954، والكونغو 1960، والاكوادور 1961، وبوليفيا 1964، واليونان 1967، وفيجي 1987.
ولهذا الغرض أنشأت الولايات المتحدة ما يسمى «الصندوق القومي للهبات من أجل الديمقراطية» في عام 1983 بزعم دعم المؤسسات الديمقراطية في كل مكان في العالم بواسطة جهود خاصة وغير حكومية، حيث يتدخل هذا الصندوق في الشؤون الداخلية للبلدان الأجنبية بطرق عدة منها: تقديم المال بشكل مباشر والمهارات التقنية والتدريب والوسائل التعليمية والحواسيب والسيارات.. الخ.
كما يتحدث المؤلف في هذا القسم عن ممارسات الولايات المتحدة ازاء منظمة الأمم المتحدة وقراراتها، حيث لجأت واشنطن الى الافساد والتهديد والابتزاز من أجل الحصول على دعم المنظمة الدولية لها في حروبها في كوريا وفيتنام وأفغانستان والعراق ويوغسلافيا، وكانت غالباً ما تعارض قرارات الجمعية العامة التي حاولت الارتقاء بحقوق الانسان والسلام ونزع السلاح النووي والسياسة العدوانية لاسرائيل، وبالقضايا التقدمية الأخرى.
ويخلص الكاتب وليم بلوم الى نتيجة مفادها ان أغلبية الأمريكيين لم يصدموا بعد من جراء عدم احترام دولتهم للحقوق الدستورية للشعوب والدول، وذلك لأنهم لم يختبروا بعد نتائج هذا الأمر على حياتهم الخاصة، وهو يرى بأن المسألة ليست إلا مسألة وقت.


سامر اللمع

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...