مافيا الحبوب تفشل 12 مرة في تهريب القمح هذا الموسم بالحسكة

28-07-2008

مافيا الحبوب تفشل 12 مرة في تهريب القمح هذا الموسم بالحسكة

ما إن فرغ « ص ي ح ص » من أهالي حلب. من حصاد حقول القمح في قرية أم الكيف، التابعة لناحية تل تمر في محافظة الحسكة.

من خلال حصادتيه الصفراوين، حتى توجه إلى الوحدة الإرشادية في القرية وطلب من رئيسها قطع ورقة منشأ بكمية 70 كيساً من القمح، ولأن رئيس الوحدة خشي من وجود بصل مع الرز رفض، وطلب من صاحب الحصادتين تسويق الكمية إلى مركز حبوب تل تمر. ‏

وبعد أن فشلت محاولات إقناع رئيس الوحدة الإرشادية بالعدول عن رأيه، قال له ‏

« ص ي ح ص »أنه سيحضر صباح اليوم التالي لاستكمال إجراءات تسليم الكمية إلى مركز حبوب تل تمر. غير أن ما خشي منه رئيس الوحدة حصل، إذ قام «ص ي ح ص »في الليل بالاشتراك مع وكيله «ع م ح ص»وشخص ثالث يدعى «ع ح ص » بنقل القمح إلى جهة مجهولة، ولم يعد له ولا لحصادتيه أي أثر في المنطقة. ‏

وفور علم رئيس الوحدة الإرشادية بذلك، قام بتاريخ 16/6/2008بإبلاغ مخفر شرطة المركز في مديرية ناحية تل تمر بما فعله «ص ي ح ص »، على الرغم أن رئيس الوحدة أخذ منه تعهداً خطياً بتسليم الكمية إلى مركز حبوب تل تمر. ‏

وطلب رئيس الوحدة الإرشادية أن يقوم المصرف الزراعي في البلدة بحجز قيمة القمح الذي قام «ص ي ح ص » بتسليمه إلى مركز الحبوب في وقت سابق، وذلك لحين تسليمه الكمية التي هرّبها. ‏

وبناء على ذلك قام مخفر شرطة المركز بإذاعة البحث عن «ص ي ح ص» وشريكيه. ومن خلال البحث والتحري تبين أنه من قرية الحلونجي مفرق الغندورة التابعة لناحية جرابلس. ‏

والتي تمكنت شرطتها من القبض عليه وحجز سيارته البيك آب نوع هونداي. ‏

الأمر الذي اضطره لإعادة كمية القمح المهربة، والتي تبين أنه أخفاها في محل لبيع الأخشاب في حي النشوة الغربية بالحسكة حيث يسكن، ريثما يتمكن من تصريفها. ‏

- وبتاريخ 21//6/2008 قام «ا ط » من قرية مريكيز التابعة لبلدة أبو راسين، بحصاد حقله البالغة مساحته 50 دونماً، بدون إذن حركة من الوحدة الإرشادية في القرية، ومن قبل حصّادة خضراء اللون نوع هونداي ، سائقها المدعو « أ ح ش» مقيم في قرية جان تمر، وتعود ملكيتها للمدعو « ر س ت » من قرية الشكرية، ثم قام صاحب الحقل بإخفاء الإنتاج البالغ 202 كيس ضمن غرفة الفلاح، وعدم تسويقها إلى مؤسسة الحبوب. ‏

وبناء على ذلك قام رئيس الوحدة الإرشادية في القرية، بإبلاغ رئيس مصلحة الزراعة في بلدة أبو راسين بما جرى. فقام الأخير بالاتصال مع مخفر شرطة مركز مدينة رأس العين. وبدوره قام المخفر بمصادرة الكمية وتسليمها إلى مركز حبوب السفح. بالإضافة إلى إلقاء القبض على كل من اشترك بتهريب هذه الكمية من القمح القاسي، وتسليمهم للقضاء لمخالفتهم القرارات1802 تاريخ 28/4/2008الصادر عن رئيس مجلس الوزراء و 1186 تاريخ /22/4/2008الصادر عن وزير الاقتصاد والتجارة و 2801 تاريخ 12//5/2008 و 4354 / ح تاريخ /7/5/2008و 4240 / ح تاريخ 4//5/2008الصادرة عن محافظ الحسكة، والتي تنص على معاقبة كل من لا يقوم بتسليم إنتاجه من القمح للمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب، وفق أحكام القانون 123 لعام 1960 وتعديلاته، والمرسوم 59 لعام 2005 . ‏

‏- وبتاريخ17 /6/2008أبلغت إحدى الجهات المختصة مديرية التجارة الداخلية بقيام المدعو «خ م ع » مقيم في ناحية تل حميس قرية الزباء ، بتهريب كمية 1400 كغ من القمح السائب «غير المعبأ بأكياس » في شاحنة بقصد الاتجار بها. فقامت المديرية بتنظيم الضبط رقم 515273 بحقه وإحالته إلى القضاء. وتسليم الكمية إلى مركز حبوب صوامع القامشلي. ‏

كما تلقت مديرية التجارة الداخلية بتاريخ 1/7/2008 اتصالاً هاتفياً من إحدى الجهات المختصة، يتضمن ضبط كمية 40 كيس قمح طري مهربة من قبل المدعو «ع م ن خ »، وكمية 95 كيس قمح طري مهربة من قبل المدعو « ح ع أ »من قرية تل عبود التابعة لناحية الدرباسية. علماً أن هاتين الكميتين تم حصادهما قبل عشرة أيام، وإخفاؤهما بقصد الاتجار بهما بطرق غير مشروعة. فقامت المديرية بتنظيم الضبط رقم 622742 والضبط رقم 622743 بحقهما وإحالتهما إلى القضاء، وتسليم الكمية إلى مركز حبوب الدرباسية. ‏

- هذه الحوادث تدل أن مافيا الحبوب ومن يدعمها، أرادت أن تعيد الكرّة في هذا الموسم، علّها تقضي على البقية الباقية من أحد المصادر الهامة لقوة اقتصادنا الوطني، إدراكاً منها أن القمح السوري صار منتجاً سياسياً بامتياز قبل أن يكون منتجاً غذائياً. وذلك على الرغم من الإجراءات المشددة التي اتخذتها الجهات المختصة، و عدم وجود ألاعيب وحيل «رسمية » في الموسم الحالي تغطي عليها وتنفذ من خلالها، كتلك التي حصلت في الموسم الماضي أو هكذا ظهر لنا، ولاسيما حيلة النقطة السوداء التي ابتدعتها مؤسسة الحبوب، وأتاحت الفرصة أمام مافيا الحبوب لتلعب لعبتها القذرة بإنتاجنا من القمح، وتضع الوطن في موقف لا يحسد عليه، وتجني قبل أن تنكشف تلك اللعبة ــ رغم أنها ليست صعبة وكشفها سهل للغاية ــ أرباحاً وصلت إلى أكثر من 13 مليار ل.س من تهريب القمح. ‏

‏ وقد كان لحزم الجهات المختصة وعدم تهاونها خلال الموسم الحالي، الدور الأبرز في إفشال العديد من المحاولات التي بذلها عرابو المافيا، للسيطرة على كل ما تطوله أيديهم من إنتاج الحبوب. ففي محافظة الحسكة لوحدها تمكنت الجهات المختصة من التصدي لاثنتي عشرة محاولة تهريب لإنتاج المحافظة من محصول القمح. أولى المحاولات نشرناها في العدد الصادر صباح الأربعاء 11/6/2008، وتتضمن قيام إحدى الجهات المختصة بمصادرة 3700 كيس كانت مخبأة في مستودع أحد التجار. ‏

‏- أما بقية المحاولات فكانت على الشكل التالي: ‏

‏ 1 ـ قيام المدعو « ع س » من جمعية ملوك سراي بتهريب كمية 18.840 طن قمح طري بتاريخ22/6/2008 وتم حجز الكمية وتسليمها لمركز حبوب عامر. ‏

‏ 2 ـ قيام المدعو « ع ح ع » بتهريب كمية 11.120 طن قمح بتاريخ31/5/2008 وتم حجز الكمية وتسليمها لمركز حبوب رأس العين. ‏

3 ـ قيام المدعو « خ ح م » بتهريب كمية 11.420 طن قمح بتاريخ 14/6/2008 وتم حجز الكمية وتسليمها لمركز حبوب رأس العين. ‏ 4 ـ قيام المدعو « ع س ا » بتهريب كمية 12.920 طن قمح طري و 4.840 أطنان من القمح القاسي بتاريخ 23/6/2008وتم حجز الكمية وتسليمها لمركز حبوب الـ 47. ‏

5 ـ قيام المدعو « ح خ ع » بتهريب كمية 16.840 طن قمح طري بتاريخ 18/6/2008 وتم حجز الكمية وتسليمها لمركز حبوب تل تمر. ‏

‏ 6 ـ قيام المدعو «ف ح ع » بتهريب كمية 17 طن قمح طري بتاريخ 16/6/2008 وتم حجز الكمية وتسليمها لمركز حبوب عامر. ‏

ـ ‏ ‏ هذه المحاولات تمت في محافظة الحسكة، أما في بقية المحافظات فهناك حوادث أخرى مماثلة. وبما أن هذه هي الحالات التي تم ضبطها، فنحن لا نعرف كم هي الحالات التي لم تضبط ونجح أصحابها في تهريب إنتاجهم. واللافت أننا لاحظنا أثناء إعداد هذا الموضوع، خوف بعض العاملين في مؤسسة الحبوب، من تزويدنا بأية معلومات تتعلق بتصرفات مافيا الحبوب، خلال الموسم الحالي. والبعض منهم اتصل بنا في اليوم التالي راجياً عدم ذكر اسمه لا تصريحاً ولا تلميحاً. فما هي أسباب هذا الخوف يا ترى؟. ‏

لكن هناك سؤال وجهه لنا شخص رأيناه في أحد مراكز الحبوب، عن نتائج التحقيق الصحفي الذي نشرناه صباح الأحد 17/2/2008والذي كشفنا فيه ما فعلته مافيا الحبوب في الموسم الماضي 2007. وكان ذلك الشخص يسأل إن كان قد تمت محاسبة أحد ممن ارتكبوا تلك « الجريمة » أو المتواطئين معهم، فكان جوابنا الصمت.

خليل اقطيني ‏

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...