رئيس البرلمان اللبناني: لماذا يحولون المحكمة إلى فزاعة؟

02-07-2006

رئيس البرلمان اللبناني: لماذا يحولون المحكمة إلى فزاعة؟

قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ان عقد مؤتمر الحوار الوطني جنّب لبنان خطر العودة الى الفتنة، معرباً عن أمله بأن تكون جلسة 25 تموز (يوليو) الأخيرة من حيث مناقشة البنود، ليقتصر دور المؤتمر بعدها على المساعدة ومواكبة آليات التنفيذ. وكان الرئيس بري يتحدث الى «الحياة» في حوار شامل، تطرق فيه الى أبرز المواضيع المطروحة في لبنان، وفي العلاقات بين بيروت ودمشق.

وكشف بري نقلاً عن مدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان ان بلاده كانت تستعد لدعوة الأفرقاء اللبنانيين بعد أسبوع الى التحاور لديها حين عُقد الحوار اللبناني في 2 آذار (مارس) الماضي. وقال سليمان لبري: «سبقتنا بأسبوع».

وروى قصة الزيارة التي كان مقرراً أن يقوم بها الى دمشق رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، والتي لا تزال مؤجلة. وأشار الى أنه اتصل بالسنيورة الذي كان في لندن لإبلاغه بترتيب الأمر، لكن الأخير زاره بعد خمسة أيام من عودته الى لبنان وحين أبلغه ان الموعد بعد يومين وبلا جدول أعمال، طلب السنيورة إرجاءه بضعة أيام فتعقدت الأمور. وقال بري انه تكتم على هذه الأمور كي لا يزيد الأمور تعقيداً.

وأوضح ان ما تقرر في شأن المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قد تقرر. وانتقد محاولة تحويل المحكمة «فزاعة» قائلاً: «كل الأمر انهم لا يريدون عودة علاقات طبيعية بين لبنان وسورية، بالتالي لا يريدون للبلد ان يقف مجدداً على رجليه». وشدد على الحاجة الى مساعدة سورية لتطبيق مقررات مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك للسير في التحقيق في اغتيال الحريري الى نهايته.

وسئل هل يشهد الخريف طرح تشكيل حكومة وحدة وطنية فأجاب: «لا تعليق». وقال ان علاقته برئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية سعد الحريري تتوطد يوماً بعد يوم، وستشهد المزيد قريباً، معتبراً رداً على سؤال ان تولي الحريري رئاسة الحكومة «أمر يتوقف عليه وليس عليّ أنا».

وذكر ان زيارته الأخيرة الى دمشق جاءت بعدما لمس «مرونة وانفتاحاً» في حديث الرئيس بشار الأسد الى «الحياة» الاثنين الماضي، كاشفاً ما دار بينه وبين النائب وليد جنبلاط على طاولة الحوار في شأن الحديث، ومؤكداً انه لم يحاول في دمشق ترتيب موعد جديد لزيارة السنيورة.

ووصف بري جنبلاط بأنه «الصديق اللدود»، مؤكداً انه «جزء كبير من تاريخي وأنا جزء كبير من تاريخه». وسئل ان كان يتخيل جنبلاط زائراً في دمشق ذات يوم فأجاب: «لا يوجد أفق مسدود في السياسة».

ونفى وجود برودة في العلاقات مع العماد ميشال عون، واصفاً إياها بـ «الجيدة» وشارحاً لماذا لم يؤيد اقتراح عون تشكيل وفد من الكتل النيابية لزيارة دمشق. وعزا عدم قيامه بزيارته الأسبوعية للقصر الجمهوري، إلى الظروف الأمنية.

وشدد بري على ان مؤتمر الحوار ليس مؤسسة بديلة من أي مؤسسة أخرى، مجدداً تمسكه باتفاق الطائف.

وعن العلاقة التي جمعته بالرئيس الراحل رفيق الحريري وما تضمنته من خلافات ومصالحات، قال: «يؤلمني انه كان أكرم مني في التعامل معي». وروى كيف كان الحريري يبادر الى تطويق أي خلاف أو قطيعة.

وذكّر بأن لبنان ليس جزيرة، بل يتأثر سلباً وإيجاباً بالمناخات الإقليمية، قائلاً ان الإيرانيين ليسوا في وارد التخلي عن سورية في أي حوار مع المجتمع الدولي، ولا عن التزاماتهم حيال قضية فلسطين فهم «لا يشتغلون بالمفرّق». وأعرب عن قلقه من العدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة، متسائلاً عما إذا كانت فكرة الوطن البديل عادت تراود بعض الأذهان.

 

غسان شربل

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...