الصراع اللبناني يتعدى الجاهلية

05-07-2006

الصراع اللبناني يتعدى الجاهلية

 أصيب الأمن باهتزاز والسياسة باهتزاز آخر، لكن العناوين الضاغطة داخليا وإقليميا أفسحت المجال أمام بداية معالجات سياسية مسؤولة باتجاه إعادة الامور إلى نصابها.
وجاءت حادثة بلدة الجاهلية الشوفية، فجر امس، والتي أدت الى مقتل شخص وجرح ستة آخرين، لتبيّن مجددا حجم الاحتقان السياسي في المذهب الواحد، وهو الامر الذي لاحت بوادره في حادثة الخلوات في حاصبيا أولا، واقتصرت معالجته على الأمن والقضاء، فيما ظل بعيدا عن أية معالجة في السياسة بفعل الانقسامات الحاصلة.
اما الاهتزاز الذي اصاب السياسة، فقد تمثل في اتخاذ الحملات السياسية بين الوزير والنائب الاسبق سليمان فرنجية من جهة ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري من جهة ثانية، منحى غير مألوف في أدبيات التخاطب السياسي، ما استدعى تدخلا من قبل قيادة حزب الله من اجل تهدئة الامور وعدم دفع الخطاب السياسي الى توترات تنعكس على الشارع وتضر بالمناخات التي كرسها مؤتمر الحوار الوطني. 
أمنيا، نجحت الاتصالات في تطويق المضاعفات الامنية لحادث الجاهلية فيما استمرت عملية ملاحقة بعض المطلوبين، ولا سيما أول من أطلق النار بعد التلاسن الذي تطور الى اشتباك بالأيدي بين عناصر اشتراكية وأخرى قومية كانت تقوم بتعليق صور لمؤسس الحزب القومي انطون سعادة في احد شوارع الجاهلية، ثم تحول الى اشتباك مسلح، شاركت فيه ايضا عناصر من تيار التوحيد اللبناني برئاسة الوزير السابق وئام وهاب ابن بلدة الجاهلية، وأدى الى مقتل احد عناصر الحزب التقدمي الاشتراكي في البلدة ويدعى مؤيد سامي العياص (19 عاما) وجرح ستة آخرين معظمهم من مناصري الاشتراكي أيضا.
وقد سارعت القوى الأمنية إلى ضرب طوق أمني حول الجاهلية وبعض البلدات الشوفية التي امتد اليها التوتر، لمنع اية مضاعفات او توترات اضافية، وسيّرت دوريات ونفذت بعض المداهمات وتمكنت من توقيف بعض المطلوبين وإحالتهم الى القضاء المختص، وبدأت عملية الاستماع الى افاداتهم وإفادات الجرحى وبعض شهود العيان.
ووصف وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، حادث الجاهلية بالخطير جدا. ورأى ان هذه الممارسات غير القانونية تتكرر وأن البعض لا يلتزم قرار وزير الدفاع الذي منع كل رخص السلاح.
وفيما تعددت الروايات السياسية حول كيفية حصول الإشكال، لوحظ ان جهودا كبيرة بذلها رئيس الحكومة ووزيرا الدفاع والداخلية وقيادة الجيش ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الموجود في المملكة العربية السعودية من اجل ضبط الوضع ومنع الفتنة في البلدة والمنطقة. واتصل جنبلاط بعدد من وزراء ونواب اللقاء الديموقراطي وطلب منهم مواكبة المعالجات على الارض، كما اجرى اتصالا بوالد القتيل سامي العياص مقدما اليه التعازي وداعيا إياه الى الصبر والتروي.
كما صدرت مواقف عن الوزيرين السابقين وئام وهاب وطلال أرسلان ومشيخة عقل الطائفة الدرزية ومنفذية الحزب القومي في الشوف تدعو الى التهدئة واللملمة.
وعلى خط السجال الدائر بين رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجيه ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري والذي اتخذ شكل دعاوى قضائية وحملات سياسية متبادلة من الجانبين، تدخل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، على خط اللملمة السياسية. 
وشدد نصر الله خلال اللقاء مع فرنجية على رفض قيادة الحزب التعرض لمقام لبناني وعربي وإسلامي كبير هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال إن رفيق الحريري هو شهيد لبنان والعرب وقد مات مظلوما ونحن نرفض الإساءة اليه كما لا نقبل الاساءة الى شهداء المقاومة ولبنان.
واشترط الوزير فرنجية بعد اللقاء مع نصر الله وقف الحملات عليه، بما في ذلك من جانب شخصيات تيار المستقبل ووسائله الاعلامية، مشيرا إلى أنه في حال التهجم عليه من جانب أي شخص من هذا التيار او إعلامه فإنه سيرد مباشرة على النائب سعد الحريري، وتعهد الرد بإيجابية على كل إيجابية والعكس صحيح.

 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...