خطأ طبي.. أم قضاء وقدر...وفاة أمّ وطفلتها باليوم ذاته..!

09-10-2008

خطأ طبي.. أم قضاء وقدر...وفاة أمّ وطفلتها باليوم ذاته..!

المشفى أغلق سابقاً و بعد افتتاحه ثانية تكررت الأخطاء ... طبيب التخدير : احتجنا إلى 8 أكياس دم و 4وحدات بلازما... الطبيبة: الولادة تعسرت فاقترحت إجراء عمل قيصري.... طبيب الأطفال :الطفلة متوفاة قبل ساعتين من حضوري ...النائب العام يطلب توقيف مدير المشفى ...

لم يكن السيد عمار الياس يعلم أنه في يوم واحد سيفقد زوجته وسيفجع بطفلته الوليدة أيضاً ولم تكن السيدة هبة جامرزة تعلم أن يوم الثالث عشر من نيسان 2008 سيكون آخر يوم من عمرها.‏

ولم تعرف أبداً أنها ستدخل الى مشفى البدر ولن تخرج منه إلا جثة هامدة,لم يخطر في بالها أبداً أنها ستتألم في حياتها كما تألمت في ذلك اليوم حيث قضت سبع ساعات في غرفة العمليات ولو كانت تدري بتلك النهاية الحزينة لآثرت أن تموت في منزلها وعلى فراشها بين جدران بيتها وتحت اشراف زوجها ومراعاة أهلها وذويها وعلى مرأى من طفليها ولكن ليس في غرفة العناية المشددة ( إن صح التعبير) حيث يفصلها الزجاج عن ذويها وتحجبها الأبجورات الخشبية عنهم التي تزاح تارة وتعاد أخرى لتكشف عن حالة يرثى لها قد وصلت اليها تلك السيدة التي لم تكن تتوقع ولا بشكل من الأشكال أن ولادتها لطفلتها الثالثة ستكون بعملية بداية مجرياتها طبيعية ومنتصفها قيصرية ونهايتها مأساوية وغير طبيعية.‏

وإن كنا قد أطلنا هذه المقدمة فإن ذاك لم يأت عن عبث ولا من فراغ وإنما بناء على الشكوى التي وصلت الى جريدة الثورة مرفقة بالوثائق اللازمة من السيد عمار زوج المرحومة وهذا نصها.‏

أشكو الى الله ثم أشكو إليكم مدير مشفى البدر في قدسيا الدكتور (م-ع) الذي تسبب بوفاة طفلتي حديثاً لعدم استدعاء اختصاصي الأطفال الذي طلبناه وهو الاختصاصي الدكتور (م-م) وادعائه بأن الدكتور غير مناوب وأنه سيحضر أستاذه في الطب الدكتور /ر-م/وساعة تلو أخرى لم يأت أي طبيب وعندما استدعيت شخصياً الدكتور (م-م) بعد أن حصلت على رقم هاتفه جاء مسرعاً في الساعة 10,30 صباحاً ولكنه أخبرني بأن الطفلة التي ولدت الساعة 5,30.‏

توفيت الساعة 8,30 صباحاً أي بعد ثلاث ساعات ولم يرها أي اختصاصي فهل أرواح أولادنا لعبة في يد مدير المشفى?‏

وأشكو لله ثم أشكو إليكم الدكتورة (ن-ش) التي تسببت بوفاة زوجتي باعطائها التحريض الصناعي لمدة 12 ساعة من الساعة 17,30 مساء يوم 12/4 الي الساعة 5,30 صباح 13/4 أي ضعف المدة المسموح بها علماً أن لزوجتي ولادة قيصرية سابقة,وعملت على ادخالها غرفة المخاض وأصرت على توليدها بشكل طبيعي,ولم تعد المريضة تستجيب للطبيبة ما جعل الطبيبة تلجأ للعمل القيصري.‏

ولكن بعد فوات الأوان لأن الرحم كان قد تمزق وخرج رأس الطفلة ويدها من الرحم كما ورد في تقريرها وبعد أن أجرت العمل القيصري وبدلاً من أن تقوم باستئصال الرحم المتهتك أجرت خياطة للرحم وأنهت العمل الجراحي. ثم بعدها بدأ الطبيب المخدر بنقل الدم اليها وعندما وصل معه ضغط الدم الى 13 بدأ النزف بشكل كبير ثم عادت الدكتورة وفتحت البطن من جديد وعملت خرزات في الرحم مكان النزف وأنهت العمل الجراحي الذي استمر قرابة ست ساعات وبهذا الوقت الطويل تبدل دم المرحومة بشكل كامل مما أدى الى تعب القلب وعدم استجابته مع الدم الجديد والى أذية الدماغ الذي لم يعد يتجاوب أيضاً ما أدى الى وفاة زوجتي البالغة من العمر 25 عاماً في غرفة العناية الخالية من استشاري عناية مشددة ويتمت ولداي الصغيران.‏

ولما كان الموضوع معقداً وفيه ملابسات طبية تحتاج الى أصحاب العلاقةلشرح مجريات الأمور وانطلاقاً من مصداقية العمل وشفافيته ورغبة منا بالتعامل مع جميع الأطراف بمهنية وموضوعية وحيادية مطلقة كان لزاماً علينا الالتقاء بهم والوقوف على آرائهم فكانت البداية عند الدكتور (م-م) اختصاصي أطفال.‏

حيث بين لنا الدكتور (م-م) أنه استدعي هاتفياً من قبل السيد عمار الياس الذي أخبره بأن طفلته في حالة سيئة فحضر فوراً الى المشفى في الساعة العاشرة والنصف صباح 13/4 /2008 ولكنه وجد الطفلة متوفاة قبل ساعتين من حضوره.‏

ثم توجهنا الى مشفى البدر بقدسيا بمهمة عمل رسمية يوم الخميس 12/6 فطلبنا من السكرتيرة مقابلة المدير لكنها اعتذرت مبينة لنا بأنه غير موجود حالياً ولن يعود قبل ساعة واختصاراً للوقت اتصلنا هاتفياً بالدكتورة (ن-ش) لمقابلتها فحددت لنا موعداً يوم السبت 14/6/2008 الساعة 10 صباحاً كما حدد لنا الدكتور (م-ع) موعداً أيضاً في نفس اليوم الساعة 11,30 صباحاً وبناء على هذه المواعيد توجهنا صباح السبت لعيادة الدكتورة (ن-ش) لكنها لم تكن في العيادة.‏

وبعد فشل لقائها توجهنا إلى مشفى البدر لمقابلة الدكتور (م-ع) وقد توقعنا أن نرى باباً عريضاً مفتوحاً في انتظارنا لكن للأسف فوجئنا بعدم وجوده كما أكدت ذلك السكرتيرة التي بينت لنا بأنه سيأتي لمقابلتنا بعد حوالي الساعة وبعد أكثر من نصف ساعة انتظار عادت لتخبرنا بأن المدير لديه ظروف طارئة ولن يتمكن من مقابلتنا وذهب عناؤنا ادراج الرياح.‏

- وعند قناعتنا بعدم جدوى أخذ المواعيد فضلنا الذهاب بشكل مفاجئ وتوجهنا مباشرة لمكتب مدير المشفى وتحدثنا معه فأكد لنا عدم اتصاله بطبيب الأطفال (م-م) ولدى سؤاله عن السبب ذكر بأن الدكتور (م-م) لا يستيقظ قبل الساعة 11 صباحاً ولا يرد على أي هاتف في البيت أو العيادة وأضاف بأنه لديهم طبيب أخصائي أطفال هو (ش-ب) وهو مقيم في المشفى والدكتورة (س-ع) وهي على كفاءة عالية أيضاً وأكد أن صحة الطفلة كانت متعبة وقد انعشناها ووضعت على منفسة ونفى أن يكون هناك أي تقصير طبي بحق الطفلة كما أكد أن حضور الدكتور (م-م) أو غيره لن يمنع من وفاة الطفلة ولن يحييها ولدى سؤالنا له طالما كان كل هذا الاهتمام لماذا لم يحدد الأطباء الذين أشرفوا على صحتها لحظة الوفاة فأجاب بأنهم كانوا على علم بوفاة الطفلة وقد حددوا ساعةوفاتها وعند قدوم الدكتور (م-م) لم تكن الطفلة متوفية ثم عاد ليقول بل كانت متوفاة ثم أصر أنها لم تكن متوفاة عند قدوم الدكتور (م-م).‏

وعند سؤاله عن السبب في تحريض السيدة هبة جامرزة لمدة 12 ساعة من قبل الدكتورة (ن-ش) أجاب بأنه لا يدري ولا يعلم كم ساعة تحرضت وذكر أنه كان مراقباً لسير العملية فقط كون اختصاصه (أنف- أذن- حنجرة) وعند سؤاله لماذا لم تستأصل الدكتورة الرحم وهل تعتبر مسألة الاستئصال قانونية ذكر بأن الدكتورة استأصلت الرحم ثم عاد لينفي ذلك لكنه أكد لنا بأنه أخبر السيد عمار الياس بأن زوجته تحتاج الى استئصال الرحم وأنه لم يكن على علم بما تقوم به الدكتورة في العملية, كما بين لنا أن الاستئصال قانوني بعد موافقة ولي المريضة وذكر بأنه لم يهرب من المشفى فقد غادر إلى المنزل وقد أخذ قاضي التحقيق أقواله بشكل طبيعي.‏

وعند سؤاله عن السبب الكامن وراء ايقاف العمل مرتين في مشفى البدر أجاب بأن العمل توقف لمرة واحدة فقط لأسباب تعود لأخطاء في الترخيص من قبل وزارة الصحة ثم صدر قرار بتعديل الترخيص ولدى سؤاله عن السبب وراء وفاة السيدة هبة جامرزة ذكر بأنه حدث لها اختلاط (سمة رئوية) وقال بأنه لدى نقل الدم لها حدثت جلطة انتقلت من الرجل إلى الرئة ما أدى للوفاة وأضاف بأن حدوث الاختلاط شائع حتى في المشافي العالمية.‏

- أما طبيب التخدير الدكتور (ف-خ) ذكر بأنه بدأبتخدير المريضة الساعة 5,30 صباحا وعند حدوث العملية فقدت المريضة دماً وتمت عملية التعويض مباشرة وأغلقت الصمامات على ضغط منخفض وذكر بأن المريضة احتاجت حتما 6 أو 8 أكياس دم وإلى أربع وحدات بلازما.‏

فبعد انتهاء العملية القيصرية وخياطة الدكتورة للجرح أعطيت الدم اللازم حتى وصل الضغط إلى 13 (ضغط الدم النظامي) وعندها بدأت المريضة تنزف بكمية كبيرة, ولكن كان هناك خسارة مستمرة لأنهم في الجراحة كانوا أسرع مني نوعا ما فسكرت أول مرة على ضغط منخفض وعندما صحيناها تألمت فارتفع ضغطها ثم عاد وانخفض ثانية وهذا الشيء واضح لنا أنه مازال هناك مصدر دم وهذا يحدث كثيرا وبقيت لدينا ساعة ونصف في العمليات حيث صحيناها وسحبنا الأنبوب من فمها وكان هناك تجاوب بيني وبينها وطبعا نراقب حالتها, وذكر أنهم قاموا بعملية استقصاء مناطق نازفة ثم أخيطت وأحيلت إلى العناية المشددة.‏

- أما عن استئصال الرحم قال: بأنه كان سيتم استئصاله وعلل ذلك بأنه عادة في العمليات القيصرية عند حدوث نزف يشك بأن الرحم مضروب واستئصاله يكون انقاذاً لحياة المريضة.‏

لكن الرحم كان منقبضاً وذكر بأنه لو تم تشريح الجثة لتم التأكد من أسباب الوفاة بشكل دقيق لأنه عادة يحدث اختلاط بسبب (صمة أمينوسية) والتي عادة ما تحدث في عمليات الحوض للنساء تحديدا كما بين أنه في كل ولادة يحدث رض على المثانة وأنه أثناء هبوط الضغط للمريضة يمكن حدوث أذية للدماغ ولكون المريضة تجاوبت وتحدثت معهم (كما ذكر) فيكون الدماغ سليماً وأوضح أنه من الممكن إعطاء حتى 30 وحدة دم في حال الضرورة وبالنسبة لاختلاطات تبديل الدم فهي إما انتانات او التحسس للدم مثل (الصمة الأمينوسية, صمة وريد عادي, تحس لآخر وحدة دم أخذت, صدمة انتانية لكنها مستبعدة لكون آثارها لا تظهر إلا بعد 24 ساعة.‏

الدكتورة (ن-ش) التي التقيناها في العيادة لكونها طرفا أساسيا في الشكوى قالت إنها أشرفت على حالة المريضة وطمأنتها على وضعها بأنه جيد قبل الولادة بيومين بعد أن نفت ذلك في البداية.‏

وبينت عند سؤالنا عن التحريض لمدة طويلة بأنها قامت بإعطائه بشكل تدريجي للمريضة لأنهم عادة يبدؤون بتحريض خفيف مثلا يضعون 5 وحدات وتزاد الجرعة حسب تقدم حالة المريضة وأكدت أن ذوي المريضة كانوا على علم بذلك من قبلها, وأن التحريض المتدرج لا يؤثر حتى ولو كانت هناك ولادة قيصرية سابقة والشيء الملفت أنها ذكرت أن المريضة تخصها وبينهما علاقة, وهذا ما نفاه السيد عمار إلياس وأكدت معرفتها بأن للمرحومة ولادة قيصرية سابقة وأخرى طبيعية.‏

وفيما يخص رحم المرحومة إن كان متهتكاً أم لا أجابت: لم يكن متهتكاً بل هي ندبة العمل الجراحي السابق وذكرت بأنه لم يكن هناك حاجة لطبيب جراح فقد كانت في العملية مع مساعدي عمليات عددهم ثلاثة, إضافة لطبيب التخدير ولم تطلب أي استشارة لأن وضع المريضة برأيها كان جيدا.‏

بالنسبة لسير العملية بينت أن عملية الولادة الطبيعية تعسرت كثيرا بسبب مشكلة داخلية فاقترحت العمل القيصري بوجود مرافقة المريضة نقيض ما ذكره السيد عمار باصرار الدكتورة على الولادة الطبيعية بعد طلبهم العمل القيصري, كما أكدت أنه ليس من المعقول أن يطلبوا العمل القيصري منها وترفض هذا, خاصة أنها أسرع وأربح ماديا كما بينت أن ضغط المرحومة انخفض لدى انزالها إلى غرفة العمليات ثم أوضحت بأنه بعد عشر دقائق فتح بطن المريضة حيث كانت غرفة العمليات جاهزة والرحم لم يكن متهتكا فاستخرجوا الجنين ولم تحدث عطالة فيه.‏

أما بالنسبة للمثانة قالت: أنها أصيبت بصدمة فحدث حصر للبول وثم غسل المثانة وأكدت أن الرحم كان منقبضا حسب شهادتها وشهادة الأطباء الموجودين وأنه لم يكن هناك عملية ثانية فقط فتح من جديد للتأكد إذا كان هناك مشكلة في المثانة, كما ذكرت أنه لم يكن هناك نزف بل كان طبيعيا لحظة الجرح ما استدعى إعطاءها دما وصفيحات وسوائل والملفت قولها أنها فتحت البطن بشكل سريع ووجهنا لها السؤال إن كان هناك عمل طبي سريع فأجابت أنهم لم يغلقوا كل الطبقات ما استدعى فتح الجلد للتأكد من وضع المثانة.‏

ولدى سؤالها عن أسباب الوفاة قالت: إنها قدمت أقوالها للقاضي ويمكن الاطلاع عليها من المحاضر وعادت لتقول إن الطبيب الشرعي والقاضي واللجنة الثلاثية أكدوا أن السبب هو الصمة الرئوية حيث إن المريضة استيقظت وتحدثت معهم وقد رآها أهلها وتكلموا معها (المرحومة).‏

وأكدت أنها لم تر الطفلة بتاتا ولم تعلم بوضعها لأنهم سلموها إلى أطباء الأطفال وعادت إلى الاهتمام بوضع الأم لأنها كانت الأّهم, وعند سؤالها إن كان هناك أي خطأ طبي يذكر أجابت بأنه لم يكن هناك أي خطأ أثناء العملية ثم عادت لتؤكد أن المرحومة كانت تخصها.‏

وعلمنا من السيد /ع. أ / عن حادثة مشابهة لحد ما لما حدث لطفلته ماريا حيث توفي مولود ذكر حديث الولادة 2/7/2008 بعد ولادته في مشفى البدر حيث حمل والد الطفل ادارة المشفى الكادر الطبي الذي أشرف على العملية وطبيب الأطفال المقيم المسؤولية عن وفاة ابنه وعلى اثرها في الحادثتين حسب قول السيد /ع.ا/ طلب النائب العام توقيف الدكتور (م.ع) واستمر اعتقاله إلى أن تمت المصالحة بينه وبين والد الطفل وعلى اثر هذا تم اخلاء سبيله.‏

وعلمنا أيضاً أن قضيته احيلت إلى الرقابة الداخلية في وزارة الصحة بأمر من السيد وزير الصحة وبدورها ستشكل الرقابة لجنة طبية مهمتها دراسة الموضوع وتحديد الخلل والخطأ الطبي الذي حدث بحق زوجته وطفلته وبعد دراستها سوف تحال القضية الى وزير الصحة والقضاء المختص الذي بدوره سيشكل لجنة طبية لمعالجة الموضوع.‏

زهور رمضان

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...