فرح الشارع السوري نكاية بفرنسا لا حباً بايطاليا
الجمل ـ خاص : "الثور ينطح وزيدان ينطح"، صيحة رددها مشجعي الفريق الإيطالي في المباراة النهائية لكأس العالم، فور رفع الحكم البطاقة الحمراء للاعب في الفريق الفرنسي زين الدين زيدان حين قام بنطح لاعب طلياني، وتعالت الصرخات برا ..برا طلاع برا يا زيدان برا برا فرنسا برا ... في الشارع والمطاعم حيث تجمهر الناس أمام شاشات التلفزيون التي انتشرت في غالبية مطاعم باب توما والأحياء الدمشقية، خلال فترة المونديال، لكن في باب توما كان لنهائيات المونديال نكهة أخرى ، فمن المطاعم و أماكن السهر ، والصالات ومن الأندية التابعة للكنائس التي وفرت مشاهدة مجانية لرعيتها، انطلق الشباب إلى الشارع فور انتهاء المباراة وحصول إيطاليا على الكأس، ليفرحوا بخسارة فرنسا أكثر من فرحتهم بفوز إيطاليا، أحد المتابعين المزمنين لكرة القدم قال لـ (الجمل) : في المونديال الماضي كان الشارع السوري متعاطف مع فرنسا، لكن هذه الدورة يبدو أن السياسة ألقت بظلالها على مزاج الشارع، فمنذ بداية المونديال وأنا اسمع أمنيات بأن تخسر فرنسا.
من باب شرقي حيث مطعم نينار وقصر الخير والبيانو بار و نيترون ... إلخ انطلق الشباب والشابات ومواكب السيارات باتجاه ساحة باب توما حيث تدفقت مجموعات أخرى من الحارات العتيقة حيث مطعم حارتنا وصيف وشتي واليسار وأوكسجين...إلخ ، يحملون العلم الإيطالي، وبدل أن يرقصوا في تلك المحلات راحوا يرقصون في الساحة ويرددون صيحات شماتة بالفريق الفرنسي، أحدهم صرخ:" ليهنأ شيراك ... حضر إلى الملعب وجلب الحظ السيء لفريق بلاده " بينما صفقت أخرى ورفعت صوتها تصفر وسط الضجيج ثم قالت: "شفناها فوق وشفناها تحت ـ وتقصد فرنسا ـ شفناها بزيدان وشفناها بلا زيدان"
تجمهرت الجموع في ساحة باب توما بشر وسيارات وشرطة وأعلام ، اتجهت إلى الغساني في شارع القصاع، شاب كان يسير بخطوات سريعة وينادي رفاقه :"يلا شباب عالغساني هناك الجنون على أصوله " ووصلت (الجمل) إلى الغساني وكان الجنون وجوه مطليه بألوان العلم الإيطالي، مجموعات تلبس الملابس الزرقاء أعلام بأحجام كبيرة شباب خرجوا من نوافذ السيارات صبايا يرقصن ويصرخن "توت توت لكل من يشجع فرنسا " ومجموعة من الشباب مع طبل ودربكة يغنون "الإيطالي يصفق .. الايطالي يرفع أيدوا .. الليلة ليل عيدو .. أمه فرنسية .. إيطالي يصفق "وكلما مرت فتاة تقود سيارة يوقفها مجموعة شباب ويسألونها "يا حلوة قولي الحق إيطالية ولا لأ "
مشهد هستيري يصعب وصفه وتفسيره حين نكون داخله.. صدق المثل الشائع " إذا جن أهلك عقلك ما بينفعك" تلك اللحظات خرج فيها العقل في نزهة بعيدة، وترك الانفعال وحده يجنن الشارع... ومن قلب المعمعة اتصلت( الجمل) بالمكتب وكانت الساعة قد تجاوزت الواحدة والنصف بعد منتصف الليل لتبلغ عن مشاهداتها الميدانية ..وجاء صوت الزميل نبيل صالح مقاطعاً بارداً يائساً ومتعجباً من كل ذلك الصخب ليقول : "أنهم يقصفون غزة الآن .. وفي بغداد بدأ الذبح على الهوية" .
الجمل
إضافة تعليق جديد