«كفرسوسة».. قسم حديث يعاني الازدحام ليلاً وآخر قديم متدني الخدمات

22-10-2008

«كفرسوسة».. قسم حديث يعاني الازدحام ليلاً وآخر قديم متدني الخدمات

تكاد كفرسوسة تقترب من توصيف المدينة الصغيرة لاتساع مساحتها وتنوع بنيتها بين الأبنية الحديثة والشوارع العريضة والأشجار الخضراء، إلى البيوت القديمة حتى الطينية منها بشوارعها الضيقة وتدني مستوى خدماتها نتيجة طبيعية لقلة الاهتمام بهذه الخدمات.شام سنتر  
 وإن كانت هموم السكان في القسم الحديث المتطور من كفرسوسة تقتصر على الهم الذي يعانيه أغلب سكان المناطق المترفة في دمشق من دوران السيارات المتكرر والسرعات، فإن هموم القسم القديم منها يتجاوز ذلك بكثير ليشمل الازدحام وضيق الشوارع وتداخل المحال بمشاكلها مع البيوت السكنية إلى سواها من المشاكل التي باتت من بديهيات الحياة المعاصرة التي يدفع المواطن للحكومة ضريبة عنها، ولا يزال الحديث عنها بمنزلة الطرفة في القرن الواحد والعشرين، وفي صميم العاصمة.

عمر (سائق ميكروباص) يقول: رغم أنني لا أقطن في محلة كفرسوسة، إلا أنني أعاني كأهلها من مسألة الازدحام لأنني أعمل على خط رئيسي فيها فالسيارات متراصة والشوارع ضيقة بل إن بعض الشوارع لا يسمح بمرور أكثر من سيارة واحدة، إضافة إلى وجود المطبات غير مسوّغة الوجود أصلاً فالطريق يكاد ينفجر بسياراته، والنتيجة بالنسبة لنا (يضيف عمر) تكون باللجوء إلى الحارات الداخلية والمرور عبرها رغم ما يسبب ذلك من إزعاج للسكان، بل حتى المشاجرات في بعض الأحيان، وهو أمر خارج عن الإرادة لأن عملنا ورزقنا يعتمد على إيصال الركاب بسرعة للعودة وإيصال غيرهم.

جمال (من سكان محلة كفر سوسة البلد) يقول: معظم البيوت في هذه الناحية طينية وبناؤها قديم متهالك حتى ولو كان حجرياً، والمساحات بين البيوت ضيقة لا يمكن وصفها بالشوارع ولو مجازاً، ولا ننكر أن سبب عدم التجديد من قبل الأهالي يعود إلى عدم وجود تراخيص وتكاليفها مع الأخذ بالحسبان الإشاعات التي تنطلق بين برهة وأخرى من الزمن والمتضمنة أن التنظيم آتٍ ليقتلع البيوت القديمة ويشيّد الجديد بدلاً منها فتحصل كل أسرة تشغل ولو غرفة في بيت قديم على شقة مستقلة على الرغم من أن مساحة البيوت القديمة تسمح ببناء متعدد الطبقات يحقق هذه الاستقلالية، ولكن من أين تأتي التمويلات اللازمة؟
ويضيف جمال: رغم الواقع المزري يمكن للجهات المعنية أن تقوم بتنظيم السير وتحويل بعض الشوارع إلى اتجاه واحد وبالعكس في شوارع أُخرى لأن الحال بات لا يُطاق، ففي كثير من الأحيان نفتح باب المنزل لنجد ميكروباصاً أو سيارة تنطلق كالسهم في شارع لا يتجاوز عرضه المترين أو يزيد قليلاً.

وبالانتقال إلى القسم الحديث من كفرسوسة، نجد أن الهم المقيم لسكانه يتمثل بسرعة السيارات ودورانها المتكرر للتسلية ومعاكسة البنات، ولاسيما أن الليل يحمل معه وجهاً آخر للمشكلة، فالازدحام هو العنوان والسبب وجود مول تجاري كبير يقصده الكثيرون فتكون فرصة للشباب العابث ليمارس هوايته.

نوّار من سكان الأبنية الحديثة في كفر سوسة قالت: خلال النهار لا نعاني من عبء السيارات العابثة لوجودنا في أعمالنا، ولكن العبث ينطلق مع موعد انصراف المدارس، لتبدأ المعاكسات التي تعاني منها كل بنات الحي، أما المعضلة فتبدأ مع حلول الليل، وبسبب تدفق المتبضعين إلى المركز التجاري الضخم الموجود في الحي لترى الشوارع وقد تحولت إلى كراجات جماعية، وتشاهد مئات من الشباب يقودون سياراتهم بدوران متكرر يعاكسون الفتيات ويتظرفون مسببين الإزعاج للسكان والازدحام للرواد، في غياب تام للجهات المعنية التي يفترض فيها ضبط الوضع، فلماذا (تتساءل نوار) لا تقوم الجهات المختصة بتعيين بعض أفرادها في منطقة كفرسوسة لمنع العابثين من ممارسة سلوكهم المنحرف وضبط الوضع المروري وتنظيمه.
المهندس سامر مخول رئيس بلدية كفرسوسة، كان له وقفة مع «الوطن»، حيث تحدث بشكل حذر لجهة وجود تعميم من محافظة دمشق بعدم الحديث إلا بعد الحصول على موافقة من المكتب الصحفي حيث قال بعد اطلاعه على منغصات العيش في منطقة كفرسوسة: بلدية كفرسوسة مجرد جهة تنفيذية بمنزلة الوسيط بين سكان المحلة والجهات المعنية في المسائل التي تتجاوز صلاحيات البلدية، مع الأخذ بالحسبان متابعة هذه المطالبات من خلال الجمع بين لجان الأحياء ومندوبي الجهات الخدمية كافة من مياه وكهرباء وخدمات وسواها في اجتماع دوري، ويضيف مخول: إن البلدية لا تملك من موضوع البيوت القديمة شيئاً لأنها تندرج تحت وصف الوضع الراهن لأن مكانها مخطط تنظيمي فلا يمكن توسعة الطرق دون هدم البيوت، ولا يمكن إزالة هذه الأخيرة دون إيجاد البديل للسكان وذلك يندرج ضمن عمل المحافظة وإستراتيجيتها، ومع ذلك فإن بلدية كفرسوسة تحاول جاهدة تجاوز هذه المعوقات، إن تقدم المواطنون بمطالباتهم فيما يتعلق بالمشكلات العامة إلى البلدية، سواء عن طريق لجان الأحياء أم بشكل مباشر.
وفيما يتعلق بمسألة المرور والمطبات والسرعة والدوران المتكرر للسيارات العابثة في تنظيم كفرسوسة، قال رئيس البلدية: يمكن في حال تقدم أي مواطن بشكوى أو اقتراح حول مجمل أو أي من هذه المسائل، أن يتم التنسيق مع مديرية هندسة المرور والنقل في محافظة دمشق ليصار إلى إزالة مطب أو تنفيذ آخر، ولتخصيص بضعة عناصر من شرطة المرور لتنظيم السير وضبط السيارات العابثة في المنطقة، وبالنتيجة لا يمكن غض النظر عن مجموعة الملاحظات التي أبداها سكان المنطقة لجهة الخدمات أو المنغصات اليومية لأنها مطلب حق.

مازن جلال

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...