صحف إسرائيلية : وزير الدفاع يقودنا الى المكان الخطأ

14-07-2006

صحف إسرائيلية : وزير الدفاع يقودنا الى المكان الخطأ

عكست الصحف الاسرائيلية الاساسية بشدة حالة الحرب التي اصبحت امرا واقعا بين لبنان واسرائيل، وتراوحت آراء الصحف بين من ركز على حالة من "الانقسام السياسي الداخلي" بدأت معالمها وبين "ضرورة انتصار اسرائيل".
وفي صحيفة جيروزاليم بوست تركيز على حالة من الانقسام الاسرائيلي تخرق اجواء التضامن الذي ظهر في الـ24 ساعة لبدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان.
وتأتي هذه الانتقادات من حزب ميريتز اليساري الذي اشار مساء الخميس الى ان "الحكومة الاسرائيلية وسعت نطاق عملياتها في لبنان ومن الممكن لذلك ان يشكل ذلك مشكلة لاسرائيل".
ويقول ران كوهين رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الحزب: "الهدف هو تأمين اطلاق سراح الجنود المخطوفين واعادة انتاج دينامية حماية افراد الجيش من الاسر، ولا افهم كيف يمكن ان يخدم قصف مطار بيروت هذين الهدفين، وبصراحة، اعتقد ان وزير الدفاع يقودنا الى المكان الخطأ".
وكان يوسي بيلين، رئيس الحزب، قد اظهر دعما للعملية الا انه دعا وزير الدفاع "الى ابقاء فكرة انهاء العملية حاضرة في ذهنه".
كما هناك تحليل لـ ديفيد هوروفيتس بعنوان: "اسرائيل في حرب". ويقول هوروفيتس ان اسرائيل، وبعد انسحابها من لبنان عام 2000، بقيت ستة اعوام تشاهد حزب الله يبني مواقعه على الحدود ويطور قدراته الصاروخية الهجومية، ولم تتحرك اسرائيل طوال هذه الفترة، واليوم، قد فسر خصوم اسرائيل ذلك على انه ضعف اسرائيلي.
ويقول المحلل ان وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد "الذي كان يأمل عودة الامور الى مفاوضات سلام، اجبر على تغيير قواعد اللعبة والانتقال الى المنطق الحربي، الا ان تفكيك فدرة حزب الله الهجومية لن تكون امرا سهلا، وقد دمر القصف الاسرائيلي حتى الآن حجما كبيرا من البنية التحتية المدنية اللبنانية ولكن السؤال يبقى: كم تضرر حزب الله حتى الآن؟"
وفي مقال آخر، بعنوان "حرب وسلام" تقول "جيروزاليم بوست" أن الدفاع عن ‏إسرائيل يتطلب تحركا عسكريا وديبلوماسيا.‏
وكتبت الصحيفة: "من مسؤولية إسرائيل أن تدافع عن نفسها عبر تدمير إمكانيات مهاجميها ‏وفرض أثمان غالية على كافة مستويات المسؤولية. إلا أنه على الحكومة أيضا أن تدعو ‏المجتمع الدولي إلى دعم بدلا من تقويض النتائج الرادعة للتحركات العسكرية".‏
وطالبت الصحيفة الحكومة بالضغط باتجاه استصدار قرار عن مجلس الأمن يدين الهجمات ‏والحكومات التي تحمي أو تدعم حزب الله ويطالب بانتشار الجيش اللبناني على الحدود مع ‏إسرائيل وتجريد حزب الله من السلاح ودعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.‏
وختمت الصحيفة: "لطالما طالب المجتمع الدولي إسرائيل بالمخاطرة من أجل السلام، وقد ‏حان الوقت لهذا المجتمع أن يقوم بواجبه لتمكين الأمن الإسرائيلي".‏
من جهتها، تحدثت صحيفة "هآرتس" عن إمكانية فتح جبهة جديدة على سورية في حال تقديم دمشق ‏مساعدات لحزب الله.‏ واشارت الصحيفة الى ان "عدم نجاح اسرائيل في السيطرة على ‏حماس وحزب الله ، سيؤدي الى اضعاف موقعها الاستراتيجي والعسكري في المنطقة".‏
ودعت "هآرتس" إلى التركيز على "التطورات القادمة وعلى كيفية إدارة حرب على جبهتين أو ‏ثلاث. وكتب المحلل العسكري لصحيفة هآرتس زئيف شيف تحت عنوان"لا لمعادلة الامر الواقع السابق".  وقال شيف في مقالته ان مهما كانت الظروف، لا يجب لاسرائيل ان تعود الى الحالة التي كانت عليها قبل اندلاع المواجهات.
ويفسر شيف ما يرمي اليه بالقول ان "لا يجب على اسرائيل ان تسمح بعد الآن لحزب الله بالعودة الى الحدود اللبنانية-الاسرائيلية، كما لا يجب ان يسمح بعد الآن بان تقصف سديروت من غزة".
ويتابع ان "الهدف من العمليات العسكرية ليس لتحرير الاسرى فحسب، بل هو ضربة وقائية لمنع أي عمليات خطف واطلاق صواريخ في المستقبل".
ويعتبر شيف ان نقطة التحول بالنسبة لاسرائيل يجب ان تكون، بالاضافة الى منع عودة حزب الله الى الحدود الاسرائيلية، تدمير ترسانته الصاروخية التي كان الحزب قد طورها بمساعدة سورية وايرانية.
اما بالنسبة لغزة، فيقول شيف ان عودة اسرائيل الى وضع يسمح لحماس باطلاق صواريخ على اسرائيل يكون هزيمة لاسرائيل ويسلم شيف باستحالة منع اسرائيل اطلاق الصواريخ من الاراضي الفلسطينية، لا تستطيع ان تسمح لنفسها باعادة احتلال الاراضي التي انسحبت منها، ويعرض ان يكون الحل ان تدك اسرائيل الاراضي الفلسطينية بالمدفعية كل ما اطلق صاروخ من غزة.
يديعوت: نهاية اسرائيل
وفي يديعوت احرونوت، تحليل لسيفير بلوكر تحت عنوان : "اسرائيل يجب ان تنتصر". وينطلق بلوكر من القول بان حماس وحزب الله تنظيمان يشبهان بعضهما الى حد بعيد من ناحية عدم اعترافهما باسرائيل من جهة، ومن جهة اخرى فان التنظيمين يتحصنان في مواقع انسحب منها الجيش الاسرائيلي بطريقة احادية، كما انهما يتميزان بقدرة على التعبئة الشعبية وتمتع قادتهما بـ"الكاريزما".
بالاضافة الى ذلك، ركز بلوكر على اعتماد حماس وحزب الله الطريقة نفسها في اختراق الحدود الاسرائيلية واسر الجنود.
ويقول المحلل: "اذا خرج هؤلاء القادة من هذه الحرب سالمين، فستكون نهاية اسرائيل".
ويجري بلوكر مسحا للسياسات العسكرية الاسرائيلية حتى الآن ويركز ان لا احد في اسرائيل يريد ان يعود الى غزة او اقامة حزام امني جديد في لبنان، ومن هنا، ينطلق للتعليق على التصريحات العنيفة للمسؤولين الاسرائيليين في الايام الاخيرة معتبرا ان كلما اتسعت الهوة بين التصريحات العنيفة للمسؤولين الاسرائيليين وبين عدم حسم الامور في الواقع العسكري، تبدو اسرائيل مكشوفة وضعيفة.
ويختم بالقول ان "الخيار الواقعي بالنسبة لاسرائيل هو "وقف التصريحات العنيفة، والتقليل من الكلام، والكلام بصوت منخفض وقول الحقيقة لان للشعب الاسرائيلي الحق ان يعرف الى اين تقوده الحكومة، قبل ان تضعف الحروب ويضعف القتل الحكومة ويسلب منها مصداقيتها".

 

المصدر: بي بي سي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...