نزيه أبو عفش : أرى شجري ينحني

19-07-2006

نزيه أبو عفش : أرى شجري ينحني

في بلوغه الستين من العمر بدا شاعرنا  نزيه أبو عفش غائصاً في خشية الجمال وسطوته، فالجمال وحده قادر على هزيمته، حتى وهو واقف تحت قوس النصر، كما يقول، فالاحتفاء بالستين المهدورة من أوجع المفارقات في مثل هذا العمر الخائب المريض، فالشاعر كالفلكي يقف دائماً على الضفة الأخرى للحياة، يتذكر ويحلم، وينسى أن يعيش، الشاعر لا حيلة له..
 فصالة عالبال كما أوردت  مشرفتها رواد إبراهيم احتضنت هذه المرة أيضاً قامة شعرية عالية، شعرية  تحتفي بذهب حزنها، وتراب دموعها، توغل في مساءلة ونسج الموت، لتقول كيف يجب أن نحيا، بدهشة العناصر الخارجة من طين، دهشة ولد يلحس بإصبعه هواء الدنيا، كما رأى  الصديق الفنان بسام كوسا، فنزيه ليس شاعراً تقليدياً، ولم نعرف حزناً أكثر اشتعالاً من حزنه..  يقول الشاعر الصديق أحمد تيناوي في شهادته.. لذلك كتب نزيه عن لحظة كهذه.. :أرى شجري ينحني... كأني رسولي إلى قبر أهلي... جعلت لنفسي ظلاماً ونعشاً... وأدخلتني في نعاس مريض... وأغمضت قلبي عليّ... وهيأتني كي أموت..

محمود السرساوي

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...