النموذج الليكودي المقترح للسلام مع سوريا والفلسطينيين

02-03-2009

النموذج الليكودي المقترح للسلام مع سوريا والفلسطينيين

الجمل: بدأ المشهد الشرق أوسطي يحمل الكثير من الملامح المتعاكسة وذلك على النحو الذي يحمل المزيد من المعطيات المتضاربة المزدوجة ويمكن على هذه الخلفية توقع أن المنطقة أصبحت بمثابة مسرح قابل للعديد من السيناريوهات المفتوحة على كافة الاحتمالات.
* ماذا تقول المعطيات المتعاكسة:
يتميز مسرح الصراع الشرق أوسطي ليس بتعدد الأطراف وتعدد القضايا وحسب وإنما بالعمق والشمول وحالياً على أساس اعتبارات الوضع الكلي للصراع نلاحظ الآتي:
• صعدت في واشنطن إدارة أمريكية ديمقراطية بدأت أكثر اعتدالاً ورغبة في التفاهم والتعامل والتأسيس لحل الصراع على أساس الدبلوماسية الوقائية.
• صعدت في تل أبيب قوى اليمين الإسرائيلي التي بدت أكثر تطرفاً وعدم رغبة في التفاهم والتعامل والتأسيس لحل الصراع على أساس الدبلوماسية الوقائية.
أما على أساس اعتبارات الوضع الجزئي للصراع فتوجد العديد من المعطيات من أهمها:
• مستقبل صراع فتح – حماس أصبح مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
• مصير السلطة الفلسطينية أصبح مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
• مصير الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أصبح مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
• مصير صراع حزب الله – إسرائيل أصبح مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
• مصير صراع إسرائيل – حرجة حماس أصبح مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
تأسيساً على ذلك، يمكن الإشارة بوضوح إلى أن ظاهرة انفتاح السيناريوهات قد نتجت بفعل ظاهرة انغلاق القوى السياسية التي صعدت في واشنطن وتل أبيب فالليكود الإسرائيلي وحلفاءه أكثر انغلاقاً إزاء استخدام الوسائل الدبلوماسية والحزب الديمقراطي الأمريكي أكثر انفتاحاً إزاء استخدام الوسائل الدبلوماسية. بكلمات أخرى، إذا نجحت واشنطن في التأثير على تل أبيب فإن سيناريو التفاهم والتعامل الدبلوماسي هو الأكثر احتمالاً ولكن إذا نجحت تل أبيب في التأثير على واشنطن فإن سيناريو العزلة والانغلاق والجمود الذي يمكن أن يؤدي إلى التوتر المفضي إلى الحرب سيكون هو السيناريو الأكثر احتمالاً.
* بناء النماذج الاستراتيجية للسلام الليكودي:
تقول المعلومات والتسريبات أن مشروع السلام الليكودي الإسرائيلي وقوى اليمين بشقيها العلماني الذي تجسده أطروحات ليبرمان زعيم «إسرائيل بيتنا»، وشقها الديني الذي تجسده أطروحات الحاخام يوسوف والحاخام ييشاي، هو مشروع وجد السند بواسطة قوى اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية.
الملامح البارزة لمدخلات مشروع السلام الليكودي في المنطقة يمكن الإشارة إليها على النحو الآتي:
• النموذج الليكودي للسلام مع الفلسطينيين: يسعى بنيامين نتينياهو وحلفاءه إلى الدفع باتجاه مشروع دولة فلسطينية تتميز بالآتي:
- عدم إعطاء الحق في السيطرة على المجال الجوي.
- عدم إعطاء الحق في السيطرة على الموجات الكهرومغناطيسية.
- عدم إعطاء الحق في بناء جيش.
- عدم إعطاء الحق في توقيع أي اتفاقيات عسكرية أو أمنية.
- عدم إعطاء الحق في السيطرة على الحدود.
• النموذج الليكودي للسلام مع سوريا: حيث تقول التسريبات التي أوردها المحلل السياسي الإسرائيلي ألوف بين، أن المصادر الوثيقة الصلة بالزعيم الليكودي نتينياهو أشارت إلى أنه سيسعى إلى ما وصفته هذه المصادر باتفاقية سلام مؤقتة مع سوريا يتضمن النقاط الآتية:
- إعلان سوري – إسرائيلي لحالة عدم العداوة.
- انسحاب إسرائيل من جزء صغير من الجولان.
- تسليم سوريا بعض أو كل القرى الدرزية الموجودة في شمال الجولان.
- النظر في احتمال إخلاء بعض المستوطنات اليهودية في الجولان.
- إبقاء قمة جبل حرمون تحت السيطرة الإسرائيلية.
- الأراضي التي تتم إعادتها لسوريا يجب أن تبقى منزوعة السلاح.
- أن تقوم إسرائيل بمنح الجنسية لدروز الجولان الذي يفضلون البقاء ضمن إسرائيل.
تقول التحليلات بأن نماذج السلام الليكودية اعتمدت بقدر كبير على الدراسة التي أعدها اليهودي الأمريكي البروفيسور ستيفن كراسند أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد الأمريكية ومدير التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأمريكية طوال فترة وجود الوزيرة كوندوليزا رايس وتقول التقارير بأن البروفيسور كراسند أشرف على وضع وتصميم نموذج "السيادة المقيدة" الذي ينظر إليه المحللون باعتباره النموذج الذي عند تطبيقه على أي كيان دولي فإنه يصبح وفقاً للقانون الدولي العام كياناً منقوص السيادة.
* لماذا نماذج السلام المقيدة السيادة: إشكالية الإدراك اليهودي للسلام:
تقول المعلومات والتسريبات والتحليلات أن بنيامين نتينياهو يرفض بشكل قاطع التركيز على ما هو استراتيجي في التعامل مع سوريا والفلسطينيين ويركز فقط على ما هو تكتيكي وعلى هذه الخلفية تقول المعلومات أن حوار نتينياهو مع إدارة أوباما خلال الفترة المقبلة سيركز لجهة الدفع من أجل إقناع الإدارة بالآتي:
أولاً: إن اتفاقية السلام المؤقتة مع سوريا تمثل حلقة تكميلية لجهود السلام الأمريكية السابقة لأن اتفاقية فصل القوات التي تمت في العام 1974 والتي أنهت الحرب في سيناء والجولان أعقبتها اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية المؤقتة في عام 1975 والتي تضمنت بعض المبادئ والخطوط ثم بعد ذلك أعقبتها اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية الشاملة (كامب ديفيد)، هذا، ويلمح المحلل السياسي الإسرائيلي ألوف بين إلى أن نتينياهو يسعى إلى دفع الإدارة الأمريكية إلى اعتماد إدراك لنموذج السلام مع سوريا يقوم على المطابقة والمماثلة مع نموذج السلام مع مصر.
ثانياً: إن اتفاق السلام مع الفلسطينيين الذي يسعى نتينياهو إليه يركز على منظور أن السلام مع الفلسطينيين يجب أن يأتي عن طريق المفاوضات وبالتالي فإن كل ما سبق أن قدمته الحكومات الإسرائيلية للفلسطينيين في اتفاق أوسلو خارطة الطريق وفك الارتباط وغيرها مجرد تنازلات خاطئة قدمتها الحكومات الإسرائيلية دون الحصول على مقابل وبالتالي فإن نتينياهو سيطرح للفلسطينيين إمكانية تنازل إسرائيل عن بعض المناطق التي في الضفة الغربية ولكنه يريد ما يقابله، ومن ثم فعلى الفلسطينيين تحديد ما الذي يمكن أن يقدموه لنتينياهو كمقابل طالما أن المفاوضات المتوازنة يجب أن تؤدي إلى الحلول المتوازنة والحلول المتوازنة لا يمكن إلا أن تتم إلا بقيام كل طرف بتقديم المقابل للطرف الآخر!!
تقول المعلومات والتقارير الجارية بأن مساعي نتينياهو لتشكيل حكومة الائتلاف الذي سيقوده الليكود أصبحت تواجه الآتي:
• خيار السعي باتجاه تشكيل حكومة ائتلاف اليمين العلماني واليمين الديني وهو الأمر الذي سيدفع نتنياهو إلى مخاطر الصراع والخلاف مع الإدارة الأمريكية.
• خيار السعي باتجاه تشكيل حكومة ائتلاف الوسط (كاديما) ويمين الوسط (الليكود) ويسار الوسط (العمل)، وهو الأمر الذي سيكلف نتينياهو التنازل عن مبادئه وثوابته السياسية إضافة إلى القبول بتبادل منصب رئاسة الوزارة مع لفني، وهو الأمر الذي يرفضه نتينياهو.
من الواضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة أصبحت أكثر إدراكاً لمخاطر صعود حكومة ائتلاف اليمين الديني والعلماني وتقول التقارير أن تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الذي أصدرته بالأمس الذي قالت فيه أن واشنطن تتمسك بشدة وحزم لجهة الالتزام بحل الدولتين، هو تصريح هدف ليس إلى مجرد التأكيد وإنما إلى ردع نتينياهو ودفعه إلى تقديم التنازلات بما يؤدي إلى تشكيل حكومة ائتلاف الوسط الذي يجمع كاديما – الليكود – العمل جنباً إلى جنب.
على خلفية تصريح كلينتون صرحت ليفني زعيمة كاديما أنها لن تدخل أي حكومة ائتلافية مع الليكود إلا إذا أقر بالآتي:
• الالتزام بحل الدولتين.
• الالتزام بالاتفاقيات التي سبق أن وقعتها إسرائيل مع الفلسطينيين.
• الالتزام بتبادل منصب رئيس الوزراء مع ليفني.
هذا، وحتى الآن لم يتحدد بعد مصير وشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة ولكن تقول المعلومات الإسرائيلية الصادرة اليوم أن ليفني على وشك حسم أمرها باتجاه تولي سيادة المعارضة أما الجنرال باراك زعيم حزب العمل فتقول المعلومات أنه لم يبد رفضاً قاطعاً للتحالف مع نتينياهو وهناك اجتماع ثنائي بين الطرفين سيتحدد عبره إمكانية مشاركة أو عدم مشاركة حزب العمل في حكومة الليكود متنكراً بذلك لكل اتفاقاته وتفاهماته السابقة مع حزب كاديما!


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...