خطة معهد جافي لـ «طريق السلام الطويل مع سورية»

10-03-2009

خطة معهد جافي لـ «طريق السلام الطويل مع سورية»

الجمل: نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد جافي الإسرائيلي ورقة بحثية حول السلام مع سوريا، وقد اهتم المعهد بنشر الورقة ضمن دورية التخمين الاستراتيجي التي ظل المعهد يصدرها بشكل منتظم، هذا ويعتبر ملف الشأن السوري حالياً من بين الأكثر مثاراً للاهتمام في مجال الدراسات الاستراتيجية والبحوث السياسية الإسرائيلية.
* توصيف الورقة:
تتمثل الخصائص الشكلية للورقة البحثية في الآتي:
• العنوان: الطريق الطويل للسلام مع سوريا: من حرب لبنان الثانية إلى مقدمات عروض السلام في أنقرة.
• الباحث: البروفيسور تزيسر، رئيس مركز موشي دايان للدراسات الشرق أوسطية والإفريقية ومحاضر في تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب.
• عدد الصفحات: 16.
ويتضمن تبويب وتقسيم الورقة الآتي:
• المقدمة.
• بعد الحرب: نداءات من أجل السلام واستعدادات من أجل الحرب.
• هل ستندلع الحرب في الصيف؟
• 6 أيلول 2007.
• إيهود أولمرت والخيار السوري.
• نهاية عصر أولمرت: نهاية محادثات السلام مع سوريا.
• الملاحظات.
استعراض مضمون الورقة البحثية:
أولاً: المقدمة:
يقول البروفيسور إيعال تزيسر بأنه منذ نهاية حرب لبنان الثانية بين إسرائيل وحزب الله، ظل خط سوريا – إسرائيل يشهد تأرجحاً بين اهتمامات تدفع باتجاه اندلاع الحرب واهتمامات تدفع باتجاه الأمل من أجل السلام.
خيار إسرائيل في شن الحرب عام 2006 ضد حزب الله لم يكن عشوائياً وإنما كان نقطة مركزية هامة إزاء خط دمشق – تل أبيب، ويعتقد الكثيرون أن هذه الحرب شكلت نقطة بداية جديدة للملف السوري – الإسرائيلي.
حرب صيف العام 2006 من ناحية عكست إخفاقاً إسرائيلياً في مواجهة نجاح حزب الله ومن الناحية الأخرى شكلت توقعاً لجهة المخاوف الإسرائيلية من احتمالات نشوء نموذج جديد للمقاومة المسلحة في الجولان إضافة إلى مخاوف المواجهة مع الجيش السوري طالما أن الحرب ضد حزب الله كشفت بوضوح عوامل الضعف العسكري الإسرائيلي.
ثانياً: بعد الحرب: نداءات من أجل السلام واستعدادات من أجل الحرب:
بعد انتهاء حرب عام 2006 بيوم واحد، وضعت سوريا الإسرائيليين أمام أحد خيارين:
• الانسحاب من كل الأراضي السورية المحتلة مقابل اتفاق سلام مع سوريا.
• مواجهة مخاطر خوض معركة جديدة.
أكدت دمشق بأنها سوف لن تجلس وتنتظر دون حراك طالما أن من حقها استخدام كل الخيارات التي تراها مناسبة لاستعادة حقوقها المشروعة إضافة لذلك أكدت دمشق أن أول ما ستبدأ به هو تأكيد اهتمامها بتجديد محادثات السلام.
ثالثاً: هل ستندلع الحرب في الصيف؟
بعد انتهاء حرب عام 2006 بدأت تل أبيب تنظر لهامش المناورة المتاح أمامها في الملف السوري، على أساس اعتبارات أنه أصبح يضيق أكثر فأكثر بسبب الآتي:
• تزايد الدعم السوري لحزب الله.
• تزايد الدعم السوري لحركات المقاومة الفلسطينية.
بكلمات أخرى، أدركت تل أبيب بأن قيام دمشق بمواصلة دعم حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية هو في حد ذاته إشارة واضحة إلى أن دمشق أصبحت أكثر ثقة بالنفس ولا تتخوف مواجهة إسرائيل بما يعني أن قوة الردع الإسرائيلي ضد سوريا قد تآكلت ولم تعد تجدي نفعاً مع دمشق.
رابعاً: 6 أيلول 2007:
نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية في صبيحة يوم 6 أيلول 2007 غارة ضد منطقة دير الزور السورية، ويقول البروفيسور تزيسر بأن هذه الغارة تمثل الحدث الأبرز والأكثر أهمية خلال فترة ما بعد حرب صيف العام 2006 وذلك على خلفية النقاط الآتية:
• تفادي الإسرائيليين الحديث عن الغارة خوفاً من أن تؤدي إلى تصعيد المواجهة والقضاء على احتمالات السلام.
• تفادي وتجنب تصعيد تداعيات الغارة بما يترتب عليه رد انتقامي من سوريا.
بالمقابل لجأت دمشق إلى مفاجأة الإسرائيليين عن طريق تعميم وعدم حجب المعلومات المتعلقة بالغارة بما أدى إلى إحراج الإسرائيليين والأمريكيين وقد استطاعت دمشق أن تثبت للرأي العام الدولي أنها لا تتعمد التصعيد وتهديد استقرار المنطقة، إضافة لذلك، لم تتورط دمشق في أي رد انتقامي بسبب اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، وهو أمر نقل إشارة واضحة للرأي العام الدولي أن دمشق تتمتع باستقلالية تامة في قرارها عن الأطراف الأخرى التي طالبت بالانتقام.
خامساً: إيهود أولمرت والخيار السوري:
في مطلع عام 2008 ساد إدراك في أوساط الدوائر الإسرائيلية بأن توازن القوى في منطقة الحدود الإسرائيلية الشمالية لم يعد في مصلحة خصوم إسرائيل، وبأن إسرائيل أصبحت قادرة على التعامل مع التهديدات القادمة من الشمال، هذا، ويقول البروفيسور إيعال تزيسر بأنه على خلفية هذه الحقيقة فقد تحرك أولمرت في محاولة لاستثمار تحول توازنات القوى لمصلحة إسرائيل معلناً عن رغبة تل أبيب في إجراء محادثات السلام مع سوريا، ولكن برغم ذلك فهناك تفسيرات أخرى تقول أن أولمرت لجأ إلى خيار المطالبة بمحادثات السلام مع سوريا من أجل:
• تفادي التأثيرات السالبة لتقرير فينوغراد.
• تعزيز موقفه السياسي الداخلي في مواجهة فضيحة الفساد.
• إعطاء دفعة جديدة تمنع حكومة ائتلاف كاديما من التآكل واستنفاذ صيغتها السياسية.
• ردع شعبية الليكود الإسرائيلي المتزايدة.
أضاف البروفيسور إيعال تزيسر قائلاً أن كل هذه العوامل شكلت المحفز الذي دفع أولمرت إلى خيار المطالبة بمحادثات السلام مع سوريا.
سادساً: نهاية عصر أولمرت: نهاية محادثات السلام مع سوريا:
يقول البروفيسور إيعال أن المعطيات الحالية تشير إلى أن سوريا كسبت من جراء إعادة تجديد الحوار مع إسرائيل ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
• استطاعت دمشق كسر طوق العزلة الدبلوماسية الذي كانت واشنطن تحاول فرضه عليها واستطاعت دبلوماسية دمشق أن تحقق المزيد من التحركات.
• أفشلت دمشق كل محاولات تل أبيب للحصول على التنازلات واستطاعت عن طريق تمسكها بمبدأ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيها أن تبدد إدراك تل أبيب القائم على أساس اعتبارات أن توازن القوى في المنطقة الشمالية قد أصبح لصالحها.
• أكدت سوريا على عدم استعدادها للجري لهاثاً وراء السلام مع إسرائيل على النحو الذي جعل تل أبيب تفهم أن موقف سوريا ثابت ولن يتغير بسبب المناورات الإسرائيلية السياسية أو العسكرية.
• الموقف السوري الثابت والحازم أفشل محاولات تل أبيب التي سعت للالتفاف على دمشق عن طريق استخدام وتوظيف دبلوماسية المصطلحات من نوع "إجراءات بناء الثقة".. وغيرها.
• مطالبة دمشق بضرورة مشاركة أمريكا في المحادثات شكلت ضغطاً على علاقات خط واشنطن – تل أبيب على النحو الذي جعل تل أبيب تجد نفسها مضطرة إلى الضغط على واشنطن لكي تقبل بالمشاركة في المحادثات.
هذا، واختتم البروفيسور إيعال ورقته البحثية قائلاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم أياً كان سيجد من الصعب عليه تحقيق أي تقدم في محادثات السلام مع سوريا إذا حاول أن يتمسك بالمواقف الإسرائيلية السابقة، ويضيف أن تحقيق السلام مع سوريا يتطلب اختراقاً حقيقياً في المفاوضات مع دمشق.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...