عسكريون اسرائيليون يستبعدون إمكانية الحسم العسكري

22-07-2006

عسكريون اسرائيليون يستبعدون إمكانية الحسم العسكري

بعد مضي تسعة أيام على الحرب الاسرائيلية على لبنان، ركزت لهجة القيادات العسكرية الاسرائيلية حيال أهداف العمليات على «استعادة الهيبة المفقودة للجيش» و «تصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله» وضرب القواعد العسكرية للحزب قبل بدء المساعي الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية.

وتصدرت الصفحات الأولى للصحف العبرية عناوين عن الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش الاسرائيلي في المعارك البرية، وخصوصاً مقتل عدد من جنود «وحدات النخبة» التي عولت عليها القيادة العسكرية كثيراً لحسم المعارك.

وبدأ قياديون كثر في الهيئة العامة للجيش البحث عن «مخرج سياسي» للمواجهة، إذ باتوا يدركون أنها لن تنتهي بـ «حسم عسكري»، اذ «يعرفون جيداً أنه في نهاية الأمر لن يُرفع علم أبيض في الجنوب (في اشارة الى استبعاد استسلام «حزب الله»، إنما علم أزرق» (علم الأمم المتحدة)، بحسب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» أمير أورن. كما برز توافق بين كبار المحللين النافذين في اسرائيل على أن صانعي القرار في الدولة العبرية وقادتها العسكريين باتوا يبحثون عن انجاز يحفظ لهم ماء الوجه بعدما «نشروا توقعات بين الاسرائيليين بأن حزب الله سيطحن في غضون أيام».

وبالنسبة الى أركان الحكومة الاسرائيلية، فإن جل ما يهمهم الآن هو «اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب أو «التأثير» الذي ستخلفه، تحديداً في الرأي العام الاسرائيلي، بحسب صحيفة «يديعوت احرونوت». وقالت هذه الصحيفة ان اكثر ما تتمناه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني هو «رؤية نصرالله ميتاً لأن صورة جثته ستكوي الوعي اكثر من أي صورة لمنصة اطلاق صواريخ مدمرة». و «كي الوعي» مصطلح استخدمه قائد الجيش سابقاً الجنرال موشيه يعالون حين شن عملية «السور الواقي» في الضفة الغربية في ربيع عام 2002 لوقف الانتفاضة الفلسطينية بداعي منع الفلسطينيين من الاعتقاد بأن في امكانهم تحقيق الانتصار على اسرائيل.

وعلى رغم «امنية» ليفني «إلا أن أحداً من صانعي القرار في اسرائيل، والمواطنين والجنود، لا يعتقد أن في الامكان دحر حزب الله»، كما كتب المعلقان البارزان في «يديعوت احرونوت» ناحوم برنياع وشمعون شيفر، قبل أن يضيفا نقلاً عن ضابط كبير أنه «لا يجدر أن ننتظر اعلاماً بيضاء (للاستسلام) ففي أحسن الأحوال سيتم ابعاد حزب الله عن الجنوب وفي نهاية عملية سياسية طويلة قد ينزع سلاحه، وهذا سيناريو متفائل جداً». كما أن ثمة «فجوة كبيرة» بين توقعات صانعي القرار والجمهور الاسرائيلي، «وكلما طالت فترة البقاء في الملاجئ، تعاظمت التوقعات من نتائج الحرب... لكن خيبة الأمل والاحباط في الطريق الينا».

وكتب المعلق الأبرز في صحيفة «هآرتس» يوئيل ماركوس أن «قصة الحب بين الحكومة والاسرائيليين قد لا تصمد طويلاً... الى الآن يظهر حزب الله جرأة مفاجئة، وعلى رغم دعم اميركا والدول الثماني لاسرائيل فإن حزب الله كميليشيا عسكرية لن يقضى عليه».

أسعد تلحمي
المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...