حرب عالمية على الأكياس البلاستيكية

21-08-2009

حرب عالمية على الأكياس البلاستيكية

يستخدم المتسوقون على مستوى العالم عشرات المليارات من الأكياس البلاستيكية سنويا، ويقول المعنيون بشؤون البيئة:

إن الأكياس البلاستيكية العادية قد تحتاج إلى ألف عام لتتحلل، غير أن الجماعات الصناعية تجادل أن الأكياس لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من الفضلات في العالم.‏‏

غير أن المهتمين بشؤون البيئة يقولون: إن المشكلة المتنامية التي يمثلها التلوث من جراء الأكياس البلاستيكية لا يمكن تجاهلها بعد الآن، حتى التلال النائية الواقعة تحت سفح جبال الهيمالايا مليئة بآلاف الأكياس المستعملة.‏‏

ففي جنوب إفريقيا أصبحت الأكياس منظرا معتادا مزعجا للعين، ويطلق عليها اسم زهرات الربيع المزروعة على جانب الطريق، وهو ما أدى إلى تنظيم حملة لإبادة هذه الزهرات.‏‏

وأخذت عشرات الدول بمكافحة الكميات الهائلة من التلوث البلاستيكي بدءا من الصين إلى فنلندا وفرنسا وبريطانيا، حيث تبذل الجهود لخفض عدد الأكياس المستخدمة والعثور على بدائل عملية ورخيصة الثمن، كما أن الحكومة الأسترالية طالبت منذ عدة سنوات المتاجر الكبيرة بتخفيض استخدام الأكياس البلاستيكية إلى النصف‏‏

وفرضت دول أخرى ومنها بنغلاديش وأيرلندا وتايوان حظرا أو ضرائب على هذه الأكياس، وتعطي المتاجر الكبرى في بريطانيا للمستهلكين بدائل قابلة للتحلل بيولوجيا، فيما يفكر علماء أستراليون في استخدام بلاستيك طبيعي مصنوع من السكر والأرز أو الحبوب التي يمكن أن ينتهي بها الأمر على أكوام السماد.‏‏

وتستخدم بعض المدن أساليب جديدة؛ حيث تتطلع مدينة بنجالور في الهند إلى استخدام خليط من البيتومين واللدائن المعاد تدويرها في إقامة الطرق.‏‏

غير أن التوعية البسيطة للمستهلكين هي واحدة من بين أكثر الطرق فاعلية؛ حيث تفيد المتاجر الكبيرة في أستراليا بحدوث ارتفاع كبير في مبيعات الحقائب المصنوعة من القماش؛ إذ بدأت حملة لحث الزبائن على التخلي عن استخدام الأكياس البلاستيكية في تحقيق شعبية.‏‏

ومن غير المدهش أن يكون رد الفعل الجماعي تجاه الأكياس البلاستيكية خطيرا بالنسبة للمصنعين، إذ يقع كثيرون منهم تحت وطأة ضغوط بسبب الواردات رخيصة الثمن من آسيا، حيث يتحول المستهلكون من الأكياس الرقيقة المصنوعة من البولي إيثيلين ذات الاستخدام الواحد إلى البدائل المصنوعة من الورق أو البلاستيك المقوى وما إلى ذلك.‏‏

ورغم الحرب العالمية التي تشنها كثير من الدول عليها نظرا لخطورتها على البيئة والكائنات الحية، إلا أن الأكياس البلاستيكية ما زالت هي الوسيلة الأكثر شيوعاً واستخداماً من قبل الكثيرين من الأفراد، الذين يفضلونها على غيرها لوضع حاجياتهم وأمتعتهم ومشترياتهم المختلفة أو حفظ أطعمتهم وأشربتهم نظراً لخفتها وسهولة استعمالها أو التخلص منها.‏‏

ويشير خبراء بيئيون إلى أن من عيوب الأكياس البلاستيكية أنها بطيئة التحلل، وتحتاج إلى فترة تمتد من أربعمئة ألف عام كي تتحلل وتمتصها التربة، ما يجعلها تولد وسطاً ضاراً بالبيئة تتولد فيه البكتيريا والميكروبات. كما أنها عندما تتفاعل مع بعض العناصر الكيميائية، خصوصاً في مدافن النفايات قد تتسرب هذه المركبات إلى المياه الجوفية وتسبب مشاكل في البيئة المحيطة بها.‏‏

وتشكل الأكياس البلاستيكية خطراً على البيئة البحرية أيضاً، حيث تلتف حول الشعاب المرجانية، ما يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى موتها.‏‏

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...