(وثائق سورية): نداء المجلس النيابي اللبناني حول حرب تشرين1973م

28-09-2009

(وثائق سورية): نداء المجلس النيابي اللبناني حول حرب تشرين1973م

  إن المجلس النيابي إذ يحيي الزملاء النواب وجوه الديمقراطية ومرآة الرأي العام المعبرين عن طموح الشعوب وتوقها إلى قيم الحق والعدالة والسلام يرى لزاماً عليه أن يعرض لهم ويضع بين أيديهم الحالة التي تردى إليها الوضع العام في الشرق الأوسط مما يهدد لا سلام المنطقة الدائر فيها القتال فحسب بل يشمل السلام العالمي بأسره.
   إن قضية الشرق الأوسط التي نشأت عام 1948 هي في الأصل قضية اغتصاب إسرائيل أرض فلسطين وتشريدها شعبها العربي بما يتنافى مع شرعة حقوق الإنسان ويشكل تحدياً صارخاً لأبسط مبادئ الحرية والعدالة وحق تقرير المصير.
   إن هذه المأساة الإنسانية قد استمرت حتى عام 1967م، حيث تكشفت نوايا إسرائيل بشكل لا يقبل التضليل والتمويه أمام أعين الرأي العام العالمي بأسره وذلك عندما أمعنت دولة إسرائيل في تحدي السلام والقيم الحضارية والاسترسال في سياسة العنف والاغتصاب وضمت في عدوانها حينئذ بالقوة أراضي عربية جديدة إلى الأرض العربية المغتصبة أصلاً رافضة الإذعان إلى مقررات هيئة الأمم وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 242 وكان ذلك بمثابة تحد لإرادة العالم بأسره.
   إن بقاء هذه المقررات الدولية حبراً على ورق وإغفاء القوى الدولية عن تنفيذها أوصل منطقة الشرق الأوسط إلى الحالة المؤسفة الراهنة وما يتخللها من دماء ودمار وآلام.
   إن هذا التغاضي دفع إسرائيل إلى مزيد من الاستهتار فقامت بعدوانها الآخر على كل من مصر وسوريا بغية تحقيق مطامعها التوسعية القائمة على الاغتصاب والعنصرية.
   إن ما نلفت إليه اليوم نظر الرأي العام العالمي وضميره، هو المجزرة الإنسانية التي تقوم بها إسرائيل اليوم أثناء عدوانها الأخير ولاسيما في سوريا وذلك بضربها المواقع والأهداف المدنية البعيدة عن مراكز القوى المسلحة والتي لا تنطلق في أية استراتيجية أو مخطط عسكري شريف لضربها الأحياء والقرى الأهلة بالسكان والمستشفيات والمدارس، أما لبنان الدولة الديمقراطية المحبة للسلام موطن مختلف الأسر الروحية والقيم الحضارية والذي استباحت وتستبيح إسرائيل اليوم الاعتداء على أجوائه وأراضيه وأمنه وسيادته خارقة بذلك اتفاقية الهدنة القائمة والسارية المفعول، يناشدكم ويناشد عبركم شعوب العالم المؤمنة بقيم الحق والعدالة والحرية والسلام وضع حد لهذه المجزرة الرهيبة الغاشمة في الشرق الأوسط والتي تستهدف القيم الحضارية في هذا العصر وتعتدي أول ما تعتدي على كرامة الإنسان.
   أيها السادة الزملاء، انطلاقاً من إيماننا أن الصراع الدولي مهما كانت ملابساته  ومضاعفاته يظل في نهاية المطاف خاضعاً لقوة الحق التي تتجلى في إرادة الرأي العام العالمي وإصراره على تدعيم الحق وإقامة السلام ان هذه الشعوب المتمثلة بكم يجب أن تكون القوة الضاغطة شرعياً وعملياً في حق تقرير مصير الشعوب ووضع مقرات هيئة الأمم وقرار مجلس الأمن موضع التنفيذ وذلك بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وإعادة الشعب الفلسطيني إلى أرضه السليبة.

بيروت في12 تشرين الأول 1973م.

المصدر: صحيفة الحياة، 13/ تشرين الأول/ 1973م.

الجمل- إعداد: د. سليمان عبد النبي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...