مازال العالم يقرأ ديكنز

10-08-2006

مازال العالم يقرأ ديكنز

تشارلز ديكنز.. روائي و كاتب بريطاني ، ولد في 7 فبراير سنة 1812 في منطقة ( بورتسى ) و توفي سنة 1870. وقد نشأ ديكنز في عائلة كبيرة العدد وفقيرة فكان الابن الثاني من بين ثمانية أخوة . وكان والده يعمل موظفا بالبحرية البريطانية براتب ضئيل لا يكاد يسد الحاجات الأساسية لعائلته الكبيرة . ألتحق تشارلز بمدرسة صغيرة في( بورتسموث) لفترة قصيرة ثم انتقلت أسرته إلى لندن .
    وبسبب الفقر المدقع الذي كانت تعانيه أسرته فقد الحق (ديكنز ) بأحد المصانع في لندن ليساعد والده في إعالة الأسرة ، وكان عمره في ذلك الحين لا يتجاوز العاشرة . وكانت لتلك النشأة أثر كبير في نفسه ، وتركت انطباعا عميقا ظهر في العديد من الروايات التي كتبها (ديكنز) عن أبطال صغار عانوا الكثير من الوحدة والعذاب .وبسبب ميراث ضئيل هبط على الأسرة بطريقة غير متوقعة ، سمح لديكنز أن يعود إلى المدرسة وان يترك العمل في عبودية المصانع . وكانت لندن مصدر إلهامه حيث أثرت التضاربات والطبقات الاجتماعية بالإضافة لطفولته البائسة في تكوين زخم درامي تحولت بموهبته الكتابية إلى روايات عاطفية وساخرة، ّأبكت وأضحكت العديد من القراء على مر الأجيال.
  بدأ ديكنز عمله كمراسل صحفي في البرلمان، وكان أسلوب كتابته مميزا بدا كالقصة لقارئيه و بدأت شهرته الأدبية بنشر انطباعاته عن لندن في مجلات دورية، وكان (ديكنز) في الرابعة والعشرين من عمره ، عندما أصدر أولى رواياته (مذكرات بيكويك) سنة 1836\1837 وأصبح بذلك من أكثر الكتاب الإنجليز شعبية وشهرة وقد ذادت هذه الشعبية واتسع نطاقها عندما صدرت رواياته الأخرى تباعا (دافيد كوبر فيلد) ، (أوليفر تويست) ،( أنشودة عيد الميلاد) ،( قصة مدينتين) ، (الآمال الكبرى) .

   كتب ديكنز 14 رواية كبيرة يزيد حجم الواحدة منها على 600 صفحة وله أيضا الكثير من القصص القصيرة ,في عام 1850 أصدر ديكنز مجلة (كلمات عائلية) والتي حظيت بإقبال شديد من قبل قارئيه نتيجة كتاباته الأسبوعية في المجلة ل ,من أهم أعماله:

" أوراق بيكويك (1836)
" مغامرات السيد بيكويك (1837)
" أوليفر تويست (1838
" نيكولاس نيكلبي (1839)
" أنشودة لعيد الميلاد (1843)
" ديفيد كوبرفيلد (1849)
" دافيد كوبر فيلد (1850)
" قصة مدينتين (1859)
" الآمال الكبيرة(1861)
" أوقات عصيبة (1870) 
 تميزت كتابات تشارلز ديكنز بعدة سمات حفرت له مكانة راسخة بين رواد الأدب العالمي ومن بين تلك السمات :
" تصوير الواقع بشكل جذاب للقارئ.
" الوصف الدقيق للشخصيات.
" الوصف المفصل لمختلف الطبقات الاجتماعية.
" العاطفة و خصوصا الحزن والأسى في العديد من كتاباته.
" النقد البناء وعكس مشاكل الشارع مما أسهم في الإصلاح.

توفي ديكنز في يونيو عام 1870م عن عمر ناهز ال58 عاما دفن في مقبرة ( وستمنستر ابي). جاءت وفاته بعد إرهاق شديد لجولة قام بها إلى أميركا الشمالية وكان في ذلك الوقت في خضم كتابته للرواية (سيرادوين درود) التي لم يكملها . وأنجب تشارلز تسعة من الأطفال.
نماذج لأهم أعمال ديكنز: أنشودة عيد الميلاد تعتبر "أنشودة لعيد الميلاد" من اشهر أعماله ديكنز المعروفة والمحبوبة. مع أنّه كتبها في عام 1843, فأنه لا يزال كتابا محبوبا في الوقت الحاضر.
   وتبدأ القصة مع الجملة "وقد مات مارلي" ونجد أن القصة تركّز على شريك ( مارلي) في المحاسبة اسمه "ابنزر سكروج". و تقع أحداث القصة عند ليلة عيد الميلاد في مدينة لندن حيث عاش سكروج. في هذه الأيام كان هناك فقراء كثيرون ولكن سكروج كان غنيا جدا وبخيلا جدا. دُعي سكروج إلى حفلة عيد الميلاد السنوية ولكنه رفض الدعوة متعجبا من تبذير البشر. في تلك الليلة جلس سكروج في بيته و زاره شبح مارلي الذي جاء لسكر وج ليحذره. ظهر مارلي كشبحٍ مربوطٍ بسلاسل ثقيلة لأنه كان بخيلا مثل سكروج طوال حياته.

   قال مارلي لسكر وج إنه يجب عليه أن يتغير. أخبر مارلي شريكه بأنّ ثلاث أشباح سيزورونه تلك الليلة. فخاف سكروج من تلك الأخبار وركض إلى سريره. ما لبث أن نام فصحا و شاهد شبح عيد الميلاد الماضي وخاف سكروج . وقد قاده الطيف إلى طفولته. في الماضي يشاهد سكروج كيف كان حبه للمال أهم من أصدقائه وامرأة اسمها "بيلّ". بعد هذا سكروج مؤسف فرجعه شبح عيد الميلاد الماضي إلى سريره.

   ثمّ يبقى سكروج في النوم مدّة طويلة فوصل شبح عيد الميلاد الحاضر. أظهر الطيف لسكر وج أحداث عيد الميلاد الحاضر. ثمّ يشاهد سكروج موظفه الفقير, "بوب كراتشت", يحتفل بعيد الميلاد مع أسرته. مع أن وليمتهم كانت صغيرة فكانوا متشكرين. في ذلك الوقت علم سكروج أنّ ابن "كراتشت", اسمه "تيم الصغير" هو كسيح. فاختفى شبح عيد الميلاد الحاضر عندما اقترب طيف جبته سوداء.

   فهذا الطيف هو شبح عيد الميلاد القادم. الذي يذهب به إلى حفلة عيد الميلاد القادمة وهناك يسمع سكروج رجلا يتحدث عن موت شخص ولكنه لم يذكر اسمه. و يدرك سكروج أن الشخص ليس محبوبا. ثمّ يريد سكروج أن يعرف اسم الميت. فيأخذه شبح عيد الميلاد القادم إلى مقبرة كنيسة حيث يقرأ سكروج اسمه هو على قبر. وبعد العلم بهذه الأخبار, يريد سكروج أن يغير من نفسه. ويصبح رجلا كريما فور اختفاء شبح عيد الميلاد القادم .ويجد سكروج نفسه في سريره. سعيد لأنه عنده فرصة ثانية مع أنه كان بخيلا في الماضي. يبدأ سكروج أن يتغير بإرسال ديك رومي كبير إلى بيت "كراتشت". فقال "تيم الصغير" إن "ربنا يباركنا كلنا"! ومنذ هذه اللحظة صار (سكروج) كريما وظل يحتفل بعيد الميلاد كل سنة حتى انتقل إلى رحمة الله.

قصة مدينتين (A Tale of Two Cities):رواية الكاتب الإنجليزي الشهير تشارلز ديكنز الشهيرة التي كتبها عام 1859 لتؤرخ لفترة قيام الثورة الفرنسية على الملكية. وتعد هذه الرواية من أعظم الروايات التي تناولت الثورة الفرنسية وقربت من خلال أحداثها إرهاصات الثورة الفرنسية والأحداث التي تلتها من الهجوم على سجن الباستيل.والمدينتان هنا هما باريس ولندن في نفس الفترة ويقارن في المشهد الافتتاحي بين الأحوال في باريس ونقيضها في لندن ، وقد استلهم( ديكنز) مصدره من( رواية الكاتب Thomas Carlyle ") الثورة الفرنسية The French Revolution وقد تم إنتاج تلك الرواية للسينما والتليفزيون حوالي 13 مرة.

   تتناول الرواية قصة الدكتور ألكسندر مانيت الذي يسجن لسنوات طويلة في سجن الباستيل ظلماً وابنته لوسي مانيت التي يقع في غرامها رجلان ، تشارلز دارني المنحدر من أصول أرستقراطية فرنسية و سيدني كارتون الإنجليزي واللذان يشبهان بعضهما البعض ويضحي أحدهما بحياته من أجلها ويتزوجها الآخر.

   ومن أبرز الشخصيات في الرواية شخصية( مدام ديفارج )الثورية التي تحقد على عائلة دارني الأرستقراطية لما فعلته بعائلتها في الماضي.والقصة بشكل عام تقدم حبكة رومانسية بشكل لم يبرع فيه كثيرون وهي بحق بصمة خالدة للأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز والمدهش أنها لا تزال تباع بالمكتبات ويجري طبع كميات إضافية من نسخها كل فترة .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...