تراجع الاسلام فوبيا مع ازدياد العداء لليهود

11-01-2010

تراجع الاسلام فوبيا مع ازدياد العداء لليهود

ذكرت  دراسة  حديثة قامت بها جامعة "بيلفيلد الألمانية" أن الكره للمسلمين قد تناقص خلال السنة الماضية بينما ازداد الكره لليهود.و لا بد أن الإسرائيليين معنيون بالأمر،فالانخفاض المفاجئ للإسلام فوبيا في أوروبة لا يتناسب مع الخطة العالمية الصهيونية الرامية لوضع المسلمين في الزاوية و اعتبارهم رجعيين بينما تلقي إسرائيل القنابل باسم الديمقراطية و الليبرالية .
و كتبت صحيفة "ينيت" الإسرائيلية الرائدة : " لقد انخفض مستوى الحقد على الكثير من الأقليات ، و قل التمييز بين الجنسين بشكل ملحوظ و تراجعت الإسلام فوبيا إلى حد ما ،. و بقي هناك استثناءان هما الفوبيا من الشذوذ الجنسي و العداء للسامية"و من الملفت أن "ينيت" ذكرت بأن نسبة الأشخاص المؤمنين بوجود الكثير من المسلمين في بلدانهم تكون مرتفعة بشكل خاص في تلك الدول التي تضم في الواقع نسبة منخفضة من المسلمين " , و التفسير المحتمل هو أنه في الدول الأوروبية المستفيدة من التعداد الكبير لسكانها المسلمين ،يتبدد الخوف من الإسلام ، و هو ليس بالأمر المفاجئ إذا أخذنا بعين الاعتبار حقيقة أن كلا من الثقافتين الإسلامية و المسيحية تشتركان بقيم كونية و مبادئ أخلاقية متشابهة جدا.و خلافا للإيديولوجية اليهودية ،التي تحمل شيئا من العنصرية و التفوق القبلي و الثقافي و الاجتماعي، فان الجاليات المسلمة تندمج بشكل جماعي في الطبقات العاملة في أماكن العمل و التعليم و الاقتصاد.
ووفقا للدراسة يدرك الكثير من الأوربيين سيطرة اليهود و نفوذهم. فربع الأوربيين (24،5%) يعتقدون أن لليهود نفوذا كبيرا جدا ، و حوالي الثلث (31%) يتفقون على أن اليهود بشكل عام لا يهتمون بأي شيء سواهم. و إن تذكرنا الحقيقة المخجلة القائلة بأن (50%) من أعضاء البرلمان في حكومة الظل البريطانية هم أصدقاء محافظون لإسرائيل ، عندها يمكننا الافتراض بأنه, و خلافا للسياسيين ،يغدو الناخبون أكثر وعيا لخطر التسلل الصهيوني.  و لكن "ينيت" زفت أخبارا طيبة إذ قالت:" (61،9%) يقولون بأن اليهود أغنوا ثقافتهم و خاصة في هولندا و بريطانيا و ألمانيا" و بالتأكيد من الصعوبة بمكان إنكار أن اليهود أغنوا الحياة الأوروبية ،و لكن من بين أولئك اليهود الذين ساهموا في الحياة الثقافية الأوربية قلة من ربط نفسه علنا بإسرائيل و جرائمها"
و بقدر ما تستخدم  إسرائيل كل الوسائل الممكنة لجرنا جميعا تجاه حرب بلا نهاية ضد الإسلام ،يصبح الأوربيون أكثر إدراكا للحقيقة المهلكة للوحشية الصهيونية المجرمة.و(45،7%) من الأوربيين، بطريقة أو بأخرى ،يتفقون على أن إسرائيل تقود حرب إبادة ضد الفلسطينيين ،و في حال لم يدرك أحدهم معنى ذلك فإنني سأقولها صراحة : تقريبا حوالي نصف الأوربيين يقرون بأن إسرائيل تطبق تكتيكات الإبادة الجماعية . وهم بشكل أساسي يتفقون على أن الإسرائيليين هم نازيو زمننا . ووفقا ل "ينيت" فان حوالي (37،4 %) يتفقون على العبارة التالية:" قياسا لسياسات إسرائيل ،أستطيع أن أفهم لماذا لا يحب الناس اليهود"
وجدت الصهيونية لخلق يهود حضاريين محبوبين . و لم تفشل في ذلك فحسب ، بسبب إسرائيل و الصهيونية ذاتها، و لكن أيضا يبدو الكره لليهود أكبر من أي وقت مضى.و المعنى من ذلك واضح ، فإسرائيل و مجموعات اللوبي المساندة لها قد فشلت في استبطان المعنى الحقيقي الشامل  للهولوكوست و هو أن تحب جارك .فعوضا  عن التطهير  العرقي و رمي الفوسفور الأبيض يجب أن تعلم إسرائيل كيفية العيش وسط الآخرين
وإذا كانت أوروبا ديمقراطية كما تدعي ،فان هذا الحقد المتزايد بشكل واضح تجاه إسرائيل و الصهيونية و  اللوبي الذي لا يلين يجب أن ينضج ليصبح نقلة سياسية.
هنا يجب التوضيح بأن العداء للسامية فكرة مضللة ، فعندما يشير الناس للعداء للسامية فان ما يعنونه بالواقع هو الشعور المعادي لليهود .ففكرة العداء للسامية وجدت لتعطي انطباعا خاطئا بأن اليهود مجموعة عرقية . و حقيقة الأمر واضحة ، فاليهود ليسوا بالعرق و  في الواقع لا يحقد أحد على اليهود بسبب انتمائهم العرقي أو الاثني ،فالمشاعر المعادية لليهود هي في أغلب الأحيان ردة فعل أخلاقية و سياسية على السياسات اليهودية القبلية ، الصهيونية ، إسرائيل ، اللوبي الإسرائيلي ، الإيديولوجية اليهودية ، التفوق اليهودي ،جرائم الحرب الإسرائيلية و هلم جرا.
•الكاتب هو جيرد أتزمون المولود في اسرائيل و قد خدم في الجيش الاسرائيلي و حاليا يعيش في لندن و هو من اشهر عازفي ىلة الساكسوفون في أوروبا.

رنده القاسم-الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...