الإعاقة في الدراما السورية: مسلسلان وندوة

25-08-2010

الإعاقة في الدراما السورية: مسلسلان وندوة

بعدما كانت قضايا الإعاقة تناقش بحذر شديد مصحوب بخجل وخوف، اخترقت الدراما السورية هذا العام حاجز الصمت لتقدم عملين دراميين (وراء الشمس، قيود الروح) يناقشان موضوع ذوي الحاجات الخاصة ويفتحان باب الحوار على مصراعيه حول قضاياهم...

تفاقمت مشكلة المعوّقين في العالم إذ وصل عددهم في بعض الإحصاءات إلى 900 مليون معوق، 80 في المئة منهم في دول العالم الثالث، وأضحت من المشكلات الملحة التي يجب التطرق إليها في شكل أكبر وأوسع في مختلف المجالات. ولعل دخول الدراما السورية هذا المجال وتخصيصها عملين للمعوّقين يحمل في جعبته الكثير من الجرأة والمغامرة في آن، بخاصة أن من الصعب على أي شركة إنتاج تحمّل نفقات عمل درامي قد لا يلقى الرواج والاهتمام في شكل كاف. وهذا الأمر ينطبق على مسلسل «قيود الروح» بدرجة أكبر من مسلسل «وراء الشمس». فالأول يقتصر عرضه على الفضائية السورية فيما يعرض الثاني على عدد جيد من الفضائيات العربية.

«الدراما السورية تطرح قضايا الإعاقة (مسلسل «قيود الروح» نموذجاً)»، عنوان الندوة التي أقامتها شركة «فردوس للإنتاج الفني» (منتجة قيود الروح) ومركز دراسات وأبحاث المعوقين على هامش الأولمبياد الإقليمي الخاص بذوي الحاجات الخاصة الذي يقام برعاية السيدة الأولى أسماء الأسد. الندوة التي افتتحها أول من أمس وزير الإعلام السوري محسن بلال بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا الحج عارف، لم تخرج عن الشكل التقليدي، إذ اعتمدت التلقين الأحادي الاتجاه، من دون أن تتيح للمشاركين أو الصحافيين فرصة مناقشة الحالات المقدمة في العمل وطرح الأسئلة على الطاقم. وهكذا تحوّلت الندوة إلى ما يشبه المحاضرة. ومن الآراء اللافتة ما قالته الوزيرة الحج عارف من أن هذين العملين اختصرا 25 سنة من عملها في هذا المضمار، واعتبرت أن «الدراما السورية طرحت قضايا كانت تناقش في الزوايا».

أما وزير الإعلام فأثنى على الخطوة واعتبرها «رائدة في العالم العربي»، لتتوالى المداخلات في هذه الندوة (المحاضرة) وتمتد لما يقارب الثلاث ساعات، في ظل غياب الطريقة التي قدمت فيها الأعمال الدرامية الإعاقة (وهو العنوان الأساسي للندوة) والاكتفاء بسرد رأي بعض الاختصاصيين بالموضوع...

وبعيداً من الندوة (المحاضرة) وما دار فيها من ثناءات، يتفق كثيرون على أن دخول الدراما السورية إلى عالم المعوقين عبر تقديم أعمال تمسهم، يعتبر نقطة إيجابية تسجّل لها، ولكن يبقى الأمل في أن لا تكون تلك الأعمال مجرد طفرة لن تتكرر.

غيث حمور

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...