أول إيرانية تخوض تجربتها المثيرة فضائياً

09-09-2006

أول إيرانية تخوض تجربتها المثيرة فضائياً

«عندما كنت طفلة كنت أنظر الى النجوم وأسأل نفسي ما الذي يجري في هذ الكون الواسع». هذا الكلام لأنوشيه انصاري سيدة الأعمال الاميركية ­ الايرانية, لم يعد مجرد تعبير عن حلم طفولي, صار حقيقة. انوشيه تستعد لرحلة سياحية فضائية تستمر عشرة أيام على متن المركبة «سويوز» الروسية, وبذلك تكون أول امرأة, وأول ايرانية ايضاً, تزور الفضاء الخارجي, والقصة تروى.

الرحلة كانت مقررة في 16 ايلول €سبتمبر€ الحالي, انطلاقاً من القاعدة الفضائية الروسية في بايانكور €كازاخستان€ إلا أنها ارجئت الى 18 منه, بسبب تأجيل اطلاق المركبة الاميركية «اتلانتس». ورحلة انوشيه, وكلفتها عشرون مليون دولار, جزء من برنامج رحلات فضائية خاصة تموله عائلة انصاري, وقد تبرعت له حتى الآن بعشرة ملايين دولار.
وانوشيه هي رابع سائح مدني في الفضاء €وأول سائحة€ والتمارين التي خضعت لها قبل ان يتقرر ان في وسعها ان تستقل «التاكسي» الفضائية, اثبتت قدرتها على تحمل التجربة, وليس معلوماً حتى الآن ما اذا كانت ستقوم بأي اتصال مع الأرض خلال الأيام العشرة التي سوف تمضيها خارج الجاذبية. ويقول اريك اندرسون مدير برنامج «مغامرات الفضاء» انه سعيد للحدث التاريخي الذي سوف يحمل امرأة في رحلة سياحية, وانوشيه على اتم استعداد لهذه الرحلة. لقد خضعت لتمارين عدة وهي اليوم مؤهلة.
ولدت في طهران في العام 1967, متزوجة وليس لها اولاد. هاجرت الى الولايات المتحدة في العام 1984 وحازت على بكالوريوس في علوم الهندسة الكهربائية وهندسة المعلوماتية من جامعة جورج مايسن. وفي العام 1988 حازت على ماجستر في العلوم من جامعة جورج واشنطن, وكانت احد مؤسسي شركة «تقنيات الاتصال» قبل ان تترأس مجلس ادارتها, في وقت لاحق اسست مع شقيقها امير انصاري شركة x-prize برأسمال كبير في 5 ايار €مايو€ 2004, وقد اتاحت لها هذه الشركة توقيع عقد مع «Space Adventures» الشركة السياحية الفضائية يسمح لها بالتعاون مع «وكالة الفضاء الروسية الاتحادية» €وهي مرادف لـ«نازا»€.
وانوشيه التي تعشق الاتصالات وتهوى الفضاء الخارجي مقتنعة بأنها سوف تتمتع من عمق الفضاء بمناظر استثنائية على الأرض, وهو أمر مثير كل الاثارة, فضلاً عن ان سحر الجاذبية ذكرى لا يمكن ان تنسى. وفي اي حال ان مقاومة مرور الزمن من قلب الفضاء تجربة غير عادية. وقد عبّر الكاتب فرانك وايت عن هذه التجربة في كتابه «وقع المشهد المفرط» من خلال «وقع الصورة المفرطة» في شرح طويل عن علاقة الفضاء بالتطور البشري. ويسلط الكتاب الضوء على تأثير مشهد الارض من الفضاء في مرور الوقت, وهو يعترف انه خلال رحلته التي دامت 52 يوماً في الفضاء كان التقاط صور الأرض من فوق اكثر اللحظات سعادة في حياته.
من جهته عبّر عالم الفضاء توم جونز عن مدى اهتمامه ودهشته للتنوع الجيولوجي للقشرة الارضية وقال «انه من سابع المستحيلات ان لا يتأثر المسافر في الفضاء بالمظـهر الدقيق للغلاف الجوي وما يتخلله من عواصف وغيوم». وقد اطلق جونز حملة بهدف التحضير لدراسة الكوكب والعودة الى حب العالم, ومما قاله «يغمرني شعور بفرادة الارض كمرفأ للحياة, ويستحيل ان لا نرى الارض كمكان مهدد من قبل الانسان».
من جانبها لم تغفل «شركات الخطوط الفضائية» الدعوة الى اقامة «نظام فضائي سياحي» وقد عملت على تسويق الفكرة. ويقول ويل وايتهورن رئيس «مجموعة ريتشارد برونسون»: كوننا مخلوقات لا نستطيع ان نحيا على هذه الارض من دون فضاء. الفضاء ضرورة ملحة لبقاء الانسان بالنظر الى الكثافة السكانية على كوكبنا». في السياق اياه تعمل الشركات السياحية الفضائية على خلق «منطقة تجارية» في الفضاء, من اجل تطوير الاداء الاقتصادي للرحلات المكلفة, وربما دشنت هذه التجارة باقامة قواعد صاروخية فضائية يمكن استعمالها في تدمير اهداف ارضية.
نعود الى انوشيه. في آخر مؤتمر صحفي عقدته تحدثت عن المرحلة التي عاشتها في طهران, ومما قالته: «لقد ولدت هناك وعشت حتى عمر السادسة عشرة ولا أزال احن الى جذوري الاولى, وانا في اي حال قريبة جداً من الشعب الايراني والثقافة الايرانية, وقد فكرت في أنني اذا حملت العلمين معاً €الاميركي والايراني€ فإن ذلك يؤكد مدى تعلقي بإيران والولايات المتحدة وهما البلدان اللذان جعلا مني ما انا عليه اليوم».
بالمناسبة نذكر ان رحلة انوشيه تثير اهتماماً ايرانياً واسعاً بدليل ان مجلة «نجوم» المتخصصة في علم الفلك الايرانية خصصت مقالا طويلاً لانوشيه معربة عن اعتزازها بوجود ايرانية في الفضاء, في حين تجاهلت الصحافة السياسية هذا الحدث حتى الآن.
ولا بد هنا من الاشارة الى ان ايران مهتمة جداً بصناعة قمر ايراني للاتصالات, وقد ذكر التلفزيون الايراني الرسمي ان طهران على وشك توقيع عقد مع روسيا بقيمة 132 مليون دولار بهدف صناعة هذا القمر. وقال التلفزيون ان الاتفاق مع وكالة الفضاء الروسية وشركة «افيا اكسبورت» الروسية قريب, واضاف ان القمر الصناعي الذي سيطلق عليه اسم «فينوس» سيعزز البنى التحتية للاتصالات في الجمهورية الاسلامية عبر نقل معطيات سمعية بصرية, وسيستغرق بناؤه 30 شهرا ومعروف ان القمر الصناعي الايراني الاول الذي يحمل اسم «مصباح» سيطلق في نيسان €ابريل€ المقبل, وقال مسؤولون ان هذا القمر الصناعي يهدف خصوصا الى تحديد الموارد الطبيعية ومراقبة شبكة الكهرباء والطاقة.
بقي ان نذكر ان انوشيه التي تحتفل يوم 12 ايلول €سبتمبر€ الحالي بعيد مبلادها الاربعين, لم تقم حتى الآن اي اتصال مع الحكومة الايرانية بقصد التعاون, وربما كان مرد ذلك الى الحذر المتبادل الذي يطبع العلاقات الاميركية ­ الايرانية في هذه المرحلة. لكن انوشيه تصنف في اي حال في عداد الرائدات والخبيرات في الرحلات الفضائية بعدما سطعت نساء عدة في هذه المهمة. في هذا المجال كتبت كارولي ووكر المحررة في «نشرة واشنطن» الصادرة عن «مكتب برنامج الاعلام الخارجي» الاميركي عن تجربة رائدة اميركية فضائية هي شانون لوسيد تقول: في حين كانت البنات من عمرها يمزجن الطحين والزبدة والبيض والسكر لصنع الكعك, متظاهرات بانهن رائدات في هذا المجال, شعرت الرائدة شانون لوسيد بسعادة غامرة عندما اكتشفت, وهي في الصف الرابع الابتدائي, انه يمكن مزج الغازات لصنع الماء, وقد حلمت هي ايضا بان تصبح رائدة, ولكن ليس في المطبخ. ووضعت لوسيد هدفا نصب عينيها بان تعمل في استكشاف الفضاء بالرغم من الصعاب والعراقيل التي كانت تواجهها البنات والسيدات قبل الستينيات من القرن الماضي في اميركا. وعندما دعت وكالة الطيران والفضاء الاميركية €نازا€ الاميركيات الى التأهل للمشاركة في الرحلات الفضائية العام 1978, كانت لوسيد بين اول ست نساء انضممن الى برنامج رواد الفضاء. أما الاخريات فكن ريا سدون وكاثرين سلفان وجوديث ريزنك وسالي رايد وانا فيشر. وقد اصبحت رايد, في العام 1983, اول اميركية تقوم برحلة الى الفضاء في حين اصبحت ساليفان اول امرأة تسير في الفضاء.
وتذكر لوسيد انها كانت عادة الانثى الوحيدة في صف الكيمياء في الجامعة اثناء دراستها لنيل درجة البكالوريوس ثم اثناء دراساتها الجامعية العليا. وعندما كانت في الصف الثامن, اي عندما كان استكشاف الفضاء ما زال في اوائل مراحله, كتبت موضوع انشاء عن المهنة التي اختارتها لنفسها وهي عالمة صواريخ. واعتبرت معلمتها آنذاك انها لم تف بواجبها المدرسي لانها €اي المعلمة€ لم تطلب من التلاميذ كتابة موضوع انشائي يصنف في خانة ادب الخيال العلمي. اما اليوم, فقد اصبح 33 بالمئة من موظفي «نازا» و19 من علمائها ومهندسيها, من النساء, وفي العام 1998 ولأول مرة في تاريخ الرحلات الفضائية, كان المعلق على الاطلاق €لايزا مالوني€ والمعلق على الارتفاع €آيلين هولي€ ومدير الطيران €لندا هام€ والقائم بالاتصالات بين مركز قيادة الرحلة والطاقم €سوازان ستيل€, جميعهم من النساء, وشكلت النساء حوالى ثلثي فريق ضبط رحلات مكوك فضاء «نازا» في ذلك العام.
وقد سجلت لوسيد, التي شاركت في خمس رحلات فضائية وعاشت في الفضاء 223 يوماً, رقما قياسيا دوليا في عدد ساعات الطيران في مدار في الفضاء, متفوقة بذلك على الاميركيين الرجال والنساء على السواء وعلى النساء في جميع انحاء العالم. وكانت لوسيد قد قالت, خلال الـ188 يوما التي امضتها في محطة الفضاء الروسية مير €mir€ في العام 1996, «لا امل اطلاقا التطلع من النافذة والنظر الى كرتنا الارضية... انها باهرة الجمال». وقالت في العام 1998 في مقال في مجلة «سينتفك اميركا» انها تعتبر رحلة مير الفرصة المثالية التي اتيحت لها للجمع بين الامرين الاقربين الى قلبها: قيادة الطائرات والعمل في المختبرات. وقد حصلت لوسيد على رخصة قيادة الطائرات وهي في العشرين من العمر, كما انها كانت, قبل ان تصبح رائدة فضاء, عالمة كيمياء احيائية في جامعة اوكلاهوما. وكان اولادها الثلاثة قد شبوا عندما بدأت مهمتها في محطة مير الفضائية. وقد زارها زوجها في روسيا اثناء العام الذي امضته هناك في التدرب على المهمة. وتجدر الاشارة الى ان لوسيد فازت بميدالية الكونغرس الفخرية للفضاء في العام 1966.
وفي العام 1992, اصبحت ماي جمسون, اول اميركية سوداء تقوم برحلة الى الفضاء عندما انضمت الى طاقم مكوك الفضاء اندفور €Endeavor€ كخبيرة علمية في الرحلة, واجرت تجارب في العلوم الحياتية والعلوم المادية وابحاثا على الخلايا العظمية. اما المقدم ايلين كولنز, التي اصبحت في العام 1995 اول امرأة تقود مكوكا فضائيا, فقد انتقلت الى برنامج ناسا الفضائي من سلاح الطيران الأميركي. وبعد ثلاثين عاما من قيام الرائد نيل ارمسترونغ بأول خطوة له على سطح القمر, مصبحا بذلك اول رجل يسير على القمر, اصبحت كولنز, في العام 1999, اول امرأة تتولى قيادة مكوك فضائي. وقد علق يومها مدير ناسا آنذاك, غولدن, الذي استهل التعديلات لإحداث تغيير جذري في برنامج علم الطيران والفضاء الاميركي بحيث يتضمن تدريب وتعليم النساء, على مهمة كولنز بالقول: «هذا امر رائع, ولكنه لا يكفي». ونقلت التقارير الصحفية عن كولنز فولها: «يسعدني كون الفرصة اتيحت لي لاكون جزءاً من جهد ازالة تلك الحواجز, ويشرفني ان اكون أول امرأة اتيحت لها فرصة قيادة المكوك».
وقد لعبت النساء, منذ ذلك الحين حتى اليوم, ادوارا بارزة في برنامج الفضاء. فعلى سبيل المثال لا الحصر, كان لامرأتين دور بارز في مؤتمر ناسا الاعلامي الخاص بالعد التنازلي في حزيران €يونيو€ الماضي, هما ديبي هان, التي تشغل منصب مدير حمولة المكوك, وكاثي ونترز المسؤولة عن تقرير انطلاق المكوك ام لا على اساس الاحوال الجوية.
ولم تخل انجازات المرأة الاميركية ونجاحاتها في حقل الفضاء من المآسي. فقد لقيت امرأتان مصرعهما عندما انفجر مكوك الفضاء تشالنجر بعيد انطلاقه في 28 كانون الثاني €يناير€ 1986, خبيرة الرحلة جودث ريزنك ومعلمة المدرسة كرستا مكولف €وهي من اصل لبناني€. وكانت هناك امرأتان, هما خبيرتا الرحلة كابلانا تشاولا ولوريل بلير سالفتون كلارك, على متن مكوك الفضاء كولومبيا عندما تحطم لدى دخوله الغلاف الجوي الارضي في رحلة العودة الى الارض في 1 شباط €فبراير€ 2003.
في اي حال يمكن القول ان التجارب التي اجريت حتى الآن على مناعة المرأة في مجال الطيران دلت على انها متفوقة احياناً على الرجل. وللذكرى نقول ان اول امرأة قادت طائرة كانت بلانش سكوت €في العام 1910€ وان أول مسابقة لطيران النساء نظمت في العام 1929 بمشاركة عشرين امرأة. وقد شهدت الحرب العالمية الثانية مساهمة ميدانية للمرأة في العمليات الجوية, وفي العام 1943 وصلت نسبة مشاركة النساء في صناعة الطيران الى 3.31 بالمئة.
لكن اول مشاركة نسائية في استكشاف الفضاء كانت روسية عندما تم ارسال فالانتينا تشيركوفا على متن المكوك الفضائي «فوستوك­6» في حزيران €يونيو€ 1963, وقد كرمتها الحكومة السوفياتية يومذاك ومنحتها لقب «البطلة» بعدما اتمت بنجاح 48 دورة حول الارض. ومضت عشرون سنة قبل ان يشهد الفضاء امرأة اخرى كانت هذه المرة اميركية. وفي العام 1978 اختارت «نازا» ثماني نساء للانضمام الى الرحلات الفضائية وكانت سالي ريد أولى الرائدات الفضائيات في العام 1983, وهي اليوم مديرة «معهد الفضاء» في كاليفورنيا.
وبمعزل عن «مناعة» المرأة لا بد من الاعتراف بأن السياحة الفضائية بدأت ذكورية عندما حلق الملياردير الاميركي دينيس تيتو في الفضاء محققاً حلماً راوده طوال اربعين سنة.
ورحلة انوشيه لن تكون بالطبع الاخيرة, فقد بدأت الشركات في منافسات كبيرة لتهيئة الاوضاع لسائحي المستقبل, كي يكون الفضاء اكثر راحة واستعداداً لاستقبالهم, وقد وضعت خططا لبناء سفينة فضائية قريبة الشبه من الطائرة, تأخذ السياح في رحلة لمدة 25 دقيقة مقابل 00.98 دولار في خلال السنوات الثلاث المقبلة وستتضافر الجهود حتى تجعل تكاليف السفر الى الفضاء لا تزيد على تكاليف رحلة الى الغلاف الجوي, وقد تصل الى عدة مئات من الدولارات. اما الجهود التكنولوجية والطبية في هذا المجال فتجري على قدم وساق في «نازا» ولا تترك مشكلة صغيرة ولا كبيرة الا وتضع لها الحلول. كما تعتقد الوكالة.
ويذهب العلماء بخيالهم الى ابعد من ذلك في محاولاتهم لتهيئة المناخ هناك ليناسب معيشة الانسان قدر المستطاع, فربما نرى يوما مرايا شمسية ضخمة توضع في مدار لتقوم بتسخين كوكب المريخ المتجمد­ كما يحلم بعض العلماء­ ضاربين عرض الحائط بتهديدات جماعات البيئة التي تستعد للاعتراض.
لكن احد اخطر المشاكل التي قد تقابل سائح الفضاء, بل ورائد الفضاء نفسه هي المخاطر الصحية المتوقعة, حتى مع توافر الصحة الجيدة. وتقوم وكالة «نازا» بدراسات طبية واسعة لمحاولة تخطي هذه العقبات الصحية او التقليل من مخاطرها. ومثال ذلك: تعرض رائد الفضاء «ايوجين سيرنان» في العام 72 على «ابولو» الى الارهاق الشديد والتلوث بتراب الصخور. كما ان رواد فضاء «مير» الروسية تعرضوا الى قلة كثافة بعض العظام, مثل عظام الحوض والساقين, حيث تقل بنسبة 1€ الى 2€ شهرياً, وهو المعدل الذي تفقده المرأة في سن اليأس خلال سنة.
المخاطر الاخرى التي قد يتعرض لها مسافر الفضاء هي:
­ في البداية يتعرض العقل لخيالات بصرية نتيجة الارتباك الذي يصاب به, ولا تشعر الأذن الداخلية بالحركة, كما كانت في الارض, وتصبح العين هي الطريقة الوحيدة للاحساس بالحركة.
­ ارتفاع سوائل الجسم التي لا تجد الجاذبية التي تصلبها فتتجمع في الصدر والرأس وتؤدي الى انتفاخ الوجه كرد فعل وتقل خلايا الدم الحمراء, فيصاب رائد الفضاء بالانيميا.
­ ومن اخطر ما قد يتعرض له رائد الفضاء فقدان املاح العضلات بسرعة هائلة, حيث يؤدي انعدام الوزن Antigravity الى انخفاض كثافة العظام التي تحمل الوزن بمعدل يتراوح بين 1€ و2€ شهرياً, ويفقد الكالسيوم بمعدل اسرع عشر مرات من رجل عجوز يعاني هشاشة العظام Osteoporosis والتي تؤدي الى تجمع الاملاح في انسجة الكلى, مما قد يصيبها بالحصى. كذلك قد تصاب العضلات بالضمور حينما لا تضطر الى التدافع مع الجاذبية. هذا التأثير مشابه لشارب الكحوليات, والتماثل للشفاء يختلف من شخص الى آخر حسب قوته الجسمانية والتدريبات التي حصل عليها.
­ ويؤدي ازدياد جرعات الاشعة الكونية الى تزايد خطر السرطان, فبينما يتعرض الانسان نتيجة وجوده فوق سطح الارض الى 200 جرعة في 365 يوماً. تتعرض سفينة الفضاء الى 200 جرعة في عشرة ايام محطة «مير» مثلا تعرضت الى 1000 جرعة في 90 يوما, ورحلة المريخ تعرضت الى 100 جرعة في الف يوم.
­ كذلك فإن تأثر الساعة البيولوجية للجسم يؤدي الى اختلال في كثير من دورات الجسم, مثل: افراز الهرمونات, وتغير درجة حرارة الجسم, ودورة النوم والاستيقاظ وضبط الضغط والاكتئاب.

المصدر: الكفاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...